وفي الإمارات فعّلت الجمعيات التعاونية بالدولة أمس قرار الاتحاد التعاوني الاستهلاكي بمقاطعة 25 منتجاً دنماركياً شملت الأجبان والسمن والدجاج والخضار المجمدة، فيما أيد 94% من قراء «البيان» مقاطعة المنتجات الدنماركية. وشهدت دبي أمس مسيرة عفوية أمام شاطئ الممزر شارك فيها العشرات أغلبهم من النساء احتجاجاً على الإساءة إلى الرسول الكريم.
وأعلن الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو إن «منظمة المؤتمر الإسلامي سترفع الحملات المسيئة للإسلام إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لكي تصدر قراراً يمنع التطاول على الأديان». وأوضح أن تحرك المنظمة هدفه تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام ومجابهة الحملة العدائية لقيم الإسلام العليا التي وصلت إلى حد التعرض إلى الذات المحمدية الشريفة والتجرؤ على تصويره في أبشع شكل ممكن.
وأضاف: «يجب على كل الدول أن تؤيد جهود منظمة المؤتمر الإسلامي لرفع الأمر للأمم المتحدة لإصدار تشريعات دولية تمنع التطاول على الأديان وتقف حجر عثرة أمام الأساليب البذيئة التي يلجأ إليها البعض». وذكر أن المنظمة تحركت فور نشر الرسوم المسيئة في سبتمبر الماضي واتصلت بعدد من المسؤولين الدنماركيين للاعتذار ومنع الرسوم إلا أنهم رفضوا بدعوى أن ذلك حرية تعبير.
وشدد على ضرورة احترام القيم والمقدسات لمليار و300 مليون مسلم، موضحا أن ذلك لا يتعارض مع حرية التعبير. بدوره، أكد الأمين العام المساعد للجامعة العربية احمد بن حلي أن «الأمين العام للجامعة عمرو موسى يجري حاليا مشاورات على أعلى مستوى مع الدول العربية والمؤتمر الإسلامي لاستصدار قرار ملزم من الجمعية العامة للأمم المتحدة باحترام الأديان».
في غضون ذلك، اتخذت السلطات الليبية أشد الإجراءات، حتى الآن على الشق السياسي، بإغلاق السفارة الليبية في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن احتجاجا على نشر الرسوم المسيئة للنبي الكريم. وقالت الخارجية الليبية في بيان إن القرار اتخذ «نظرا لتمادي وسائل الإعلام الدنماركية في الإساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم وعدم اتخاذ السلطات الدنماركية أي موقف مسؤول بالخصوص»، مشيرة إلى أن طرابلس ستتخذ إجراءات اقتصادية ضد الدنمارك.
وفي الرياض، قال الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية الشيخ إبراهيم بن عبدالله الغيث إن الحملة الجائرة التي يتعرض لها خاتم الأنبياء والمرسلين حملة ظالمة جائرة أقضت مضاجع المسلمين، وأكد أنها «خالفت ما يدعو إليه الغرب من احترام الآخر واحترام مقدساته إضافة إلى أنها إساءة إلى العلاقة بين المسلمين وغيرهم من أبناء الملل الأخرى فضلا عن أنها دعوة إلى إثارة الفتنة والشحناء والعداوات بين سكان هذا العالم وذلك لا يخدم المصلحة العالمية».
وفي كنف الحرم القدسي الشريف قام عشرات من كتائب شهداء الأقصى ـ الجناح العسكري لحركة «فتح» بإحراق العلم الدنماركي خلال مسيرة قاموا بها وسط مدينة نابلس، فيما ندد المتظاهرون بالإساءات التي تعرض لها الرسول الكريم في الصحافة الدنماركية.
وفي الأردن استدعى وزير الخارجية عبد الإله الخطيب سفير الدنمارك غير المقيم والمعتمد لدى البلاط الهاشمي مؤكداً له «رفض الأردن الإساءة المتعمدة للإسلام ورسوله من جانب صحيفة دنماركية»، وفق مصدر رسمي. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (بترا) ان الخطيب شدد على «ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون تكرار مثل هذه التجاوزات وعدم قبول أي ذريعة بهذا الخصوص».
كما دعت سوريا الدنمارك إلى «معاقبة المسيئين» إلى الأديان ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية السورية ان «سوريا تدعو الحكومة الدنماركية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة المسيئين وعدم تكرار مثل هذه الإساءات».
واعتبر حزب الله اللبناني إقدام بعض الصحف الدنماركية والنرويجية على التعرض لشخص الرسول عليه الصلاة والسلام أنه يمثل إساءة كبرى في حق الإسلام العزيز وإهانة بالغة لمشاعر أكثر من مليار مسلم في مختلف أنحاء العالم مما يستدعي «أقصى عبارات الاستنكار والشجب لهذا العمل المدان المنافي للأخلاق والآداب والقيم المشتركة التي تربط جميع الأديان والثقافات بعضها بالبعض الآخر».
وطالب الحزب الدولتين الدنماركية والنرويجية «بالاعتذار الواضح والصريح واتخاذ الخطوات الجدية لمنع تكرار هذه الظواهر المشينة التي ستنعكس آثارها الثقافية والاجتماعية والسياسية في أكثر من اتجاه».
منقول من جريدة البيان 30-1-2019
ويزاج الله خير