هل تعرف ماذا يعني لو أنك تركت كل المعاصي والذنوب وتبت إلى الله ؟
هذا يعني أن الله سوف يغفر لك كل الذنوب التي أسلفتها من قبل مهما كانت صغيرة أو كبيرة ، ليس هذا فحسب ، بل إن الله سيبدل كل سيئاتك إلى حسنات ، أليس هذه نعمة كبيرة ، أليس ربك غفور رحيم . قال تعالى : { إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَـئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } سورة الفرقان .
كم نحن مقصرون ، وكم نحن مذنبون ، وكم من ذنب نرتكبه في اليوم والليلة ، وكم من نظرة حرام ، ومن جلسة حرام ، وكم إنساناً على وجه الأرض ينتهك حرمات الله كالزنا وشرب الخمر والقمار والسهر إلى الفجر بدون صلاة .
هل تعتقد نحن خلقنا لهذا ، أم خلقنا للعبادة والفوز بالجنة ؟
إن الله جعل النساء والأموال والأولاد فتنة لنا واختباراً وجعلها مكاناً للامتحان ، لذلك ميّز رب العالمين الإنسان عن الحيوان بالعقل لكي يستخدمه في مكانه الصحيح 0
هل الحياة صعبة بارتكاب المعاصي ؟ كلا إنها سهلة .
ولكن الحياة صعبة بكبت الشهوات ، وهذا هو الاختبار الحقيقي .
إذاً ما الفرق بينك وبين البهائم (أعزك الله) ؟ أنت تأكل وهي تأكل ، أنت تنام وهي تنام ، أنت تجامع النساء وهي أيضاً لها نفس الوظيفة ، ولكن الفرق بينك وبينها أنك تصلي وتصوم وتقوم بباقي العبادات وهي .. لا .
لذا عليك شكر نعم الله عليك ، وذلك بالعبادات والطاعات له ، واجتناب نواهيه .
وبعد هذا ألا يكفي النظر إلى الحرام ، والسماع إلى الحرام كسماع الأغاني أو الغيبة أو مشاهدة القنوات الفضائية أو إلى المجلات الساقطة وإلى غير ذلك ، واحذر الخلوة بالنساء دون محرم فإن ذلك يؤدي إلى الوقوع في الرذيلة .
واعلم إن الله لن يعذر رجل وصل الخمسين والستين ، ويقول غداً سأتوب وغداً سأصلي وغداً سأصوم وغداً وغداً …
وهل يا ترى بقى لك من العمر شئ بعد أن تجاوزت الخمسين أو الستين ؟ هل تعلم متى ستموت ؟ وهل مازال عندك أمل أنك تعيش أكثر مما عشته؟ قالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم :«أَعْذَرَ اللّهُ إِلَى امْرِىءٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً» رواه البخاري.
أنت !!؟ ماذا تريد من هذه الدنيا أكثر مما أخذته ؟ هل أعطيت ربك أكثر مما أخذت ؟ كلا .
فاحذر هذه السقطة إنه من عمل الشيطان ، قال تعالى : {ياأَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} سورة لبقرة
وعمله أن يسوّف لك ويمنّيك بالأماني المزيفة وذلك منذ أن كنت صغيراً إلى أن تكبر ويقول لك : أنت مازلت صغيراً ، وعندما تنهي من الدراسة أو السفر أو الزواج أطلب التوبة من الله واعمل الطاعات ، وسوف تدعوا بعد ذلك إلى دين الله ، وسوف وسوف وسوف ….
إلى أن يقبض الله روحك وأنت في عز لهوك وطيشك ،وتأتي إلى الله وهو عليك غاضب ، وبعدها تندم وتقول : { رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}
أخي في الله .. هل أنت أفضل من الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ بالطبع لا ..
إذاً الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي ويصوم ويطيع الله ولا يعصي أوامره ، الرسول الذي غفر الله له ذنبه ما تقدم وما تأخر كان يطيع ربه بالليل والنهار حتى تتفطر قدماه ، فما بالك أنت ، لم يغفر لك ذنبك ، ولم يكفر عن سيئاتك ومع ذلك تعصي الله وتعمل الفواحش والمنكرات وفوق هذا تريد الجنة .. سبحان الله .
أخي : هذه بعض نصائح من أخ لك يحبك في الله ويخاف عليك ، نحن المسلمين نحب بعضنا بعضاً ، ولابد أن نتناصح فيما بيننا ، وواجبي كمسلم أن أذكّرك في الله ، وفي عذابه وغضبه { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}
وإن الإنسان يغفل عن ذكر الله وينسى { وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ } الكهف
يا أخي .. ألا تريد النجاة من النار ؟ ألا تريد أن تقضي باقي أيامك في الآخرة في نعيم دائم ؟
إذاً لك هذه النصيحة الغالية مني ، وهي مجمل في قوله تعالى : {فَفِرُّواْ إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } وتخيل لو أنك تقضي يوم القيامة باقي أيامك في النار ، وفي العذاب الأليم مخلداً فيها إلى أبد الآبدين ، وحتى لو خرجت من النار ، يا ترى متى سيكون خروجك منها ؟ بعد سنة ؟ أو عشرة سنين ؟ أو بعد قرناً من الزمان؟
إن اليوم الواحد في النار تمر عليك كسنين طوال ، يا ترى هل تحب العذاب ؟ بالتأكيد لا أحد يود ذلك ، إذاً ماذا عليك أن تفعل ؟
أرجو منك عند انتهائك من القراءة تذهب وتتوضأ وتصلي لله , وتندم على كل عمل عملته , وعلى كل ذنب اقترفته .
وتذكر الموت .. هذا (الموت) الذي حير العلماء على مر العصور .. كيف هو ؟ ومتى يأتي ؟ وما أماراته ؟ وما هي الروح ؟ وكيف تخرج من الجسد ؟ وأين تذهب ؟ {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}
أسأل الله العظيم أن يوفقك في حياتك , وتفكر في حال الموتى ، وفي قبورهم وكيف يعذبون ، وتحمد الله أن لك بقية في عمرك لكي تتمكن من الاستغفار والتوبة ، وتحمد الله إنك مازلت فوق الأرض وليس تحتها ، وما زال هناك فرصة للتوبة قبل أن يفوت الفوت .
ونسأل الله العظيم أن يثبتنا على ديننا ، وأن يهدينا إلى الصراط المستقيم ، وصلى الله على سيدنا محمداً وعلى آله وصحبه أجمعين .
الموت شهادة وبعد الموت
جنة ونعيما