في دراسة أجرتها أخيرا شركة «سانتوجين» البريطانية لصناعة حبوب الفيتامينات أخضعت لها مائتا سيدة في أشهرهن الأولى، عبرت البعض منهن عن رغبتهن في تناول مواد غريبة مثل أربطة أحذية الأطفال أو عيدان الثقاب المحروقة، في حين رغبت غالبية النساء في تناول مواد غذائية مخلوطة بأشياء لا تمت لها بصلة، كـ«الآيس كريم» بالخردل، أو خبز الثوم المخلوط مع مربى الفراولة، أو الشوكولاته مع السلطة وما شابه من الأمور. وأكد القائمون على الدراسة ان هذه المواد قد لا تشكل خطورة على الحامل ولكنها قد تسبب بعض المصاعب في امتصاص الطعام وهضمه. الغريب انه رغم انتشار هذه الظاهرة إلا ان العلماء لم يتوصلوا لحد الآن الى تحديد ماهيتها وتقديم تفسير قاطع وواضح لها. فـ«الوحم ما زال بالنسبة لهم بمثابة اللغز» حسب قول الدكتور خالد سويدان أستاذ النساء والتوليد بجامعة عين شمس بالقاهرة «في الماضي كانت النساء يعتقدن أنهن إذا توحمن على نوع من المأكولات أو الأطعمة أثناء الحمل ولم يستطعن تناوله، فان هذا يعني ان يولد الطفل مشوها أو به علامة تميزه، فيما كان يعرف باسم «علامة الوحم أو التوحيمة أو الوحمة»، وهو شيء غير صحيح. وعندما حاول الأطباء دراسة ظاهرة الوحم خرجوا بالعديد من التفسيرات وكلها غير قاطعة، منها ان الوحم ظاهرة نفسية، كما ان هناك نظرية أخرى ترى ان الوحم هو الحالة التي يعبر بها الجسد عن احتياجه لنوع محدد من الفيتامينات أو العناصر الغذائية التي يحتاجها، الا ان هذا التفسير غير مكتمل أو صحيح لأن الحامل لن تحصل على أدنى قيمة غذائية من تناول رباط حذاء طفل أو كيس بلاستيك. إذاً الظاهرة لم تفسر التفسير الدقيق حتى الآن وكلها اجتهادات».
ويتابع الدكتور خالد سويدان: «الشيء المؤكد هو ارتباط ظاهرة الوحم بحالات القيء والغثيان التي تصيب المرأة في الشهور الثلاثة الأولى، والتي قد تؤثر على قدرتها على القيام بمهام حياتها التي اعتادت عليها. ويزداد إحساس المرأة بالغثيان والدوخة في أوقات الصباح وعند الاستيقاظ من النوم». الغريب ان الوحم قد يؤثر على حواس المرأة الأخرى كالشم والسمع على سبيل المثال، فبعض النساء لا يطقن بعض الروائح التي كانت عادية أو محببة لديهن من قبل، مثل رائحة تحمير بعض الأطعمة أو روائح العطور بل ان الأمر يصل بالبعض منهن الى حد كراهية رائحة أزواجهن، ونجد كثيرا من الأزواج يشكون من تغير زوجاتهم تجاههم ونفورهن منهم في فترة الوحم، وهي أمور تخرج عن نطاق السيطرة من قبل الزوجة ولا تستطيع ان تتحكم فيها. وهناك قصص كثيرة عن حالات طلاق حصلت في هذه الفترة لأن الزوج كان يجهل التغيرات الهرمونية والنفسية التي تتعرض لها المرأة، إلى جانب حالات الاكتئاب والضيق والعصبية والتوتر التي تنتاب بعض الحوامل بسبب هذه المشاعر والمتاعب من جهة، وبسبب عدم استيعاب الآخرين لهن وبخاصة الأزواج، من جهة ثانية. ويقول الدكتور سويدان: «للأسف ليس هناك علاج أو دواء محدد نصفه للمرأة للتغلب هذه الحالة، ولكن إذا وجدت في نفسها أي رغبة لتناول شيء لا تعرف عواقبه فعليها استشارة الطبيب أولا. أما مشاعر الغثيان والميل للقيء التي تصاحب الوحم فمن الممكن للمرأة ان تتغلب عليها من خلال بعض الخطوات:
ـ عدم القيام من الفراش بشكل مفاجئ في الصباح ـ تناول قطعة من الخبز المحمص أو البسكويت المملح وهي في الفراش. ـ عدم ترك المعدة خاوية لفترات طويلة، فمن الأمور المهمة للحامل ان تأكل وجبات كثيرة وصغيرة طوال النهار بدون ان تملأ معدتها. ـ تجنب الأطعمة الحريفة والدهنية التي تزيد الإحساس بالحموضة أو الرغبة في القيء .
ـ أهم نقطة تناسي الحامل حالة الوحم وعدم التفكير فيها كثيرا، أو في آثارها المحتملة .
* وصفات شعبية
* يذكر ان الوصفات الشعبية كان لها نصيب كبير في ما يتعلق بحالة الوحم، وهي وصفات طبيعية تداولتها الأمهات عن الجدات نذكر منها:
1 ـ وصفة الكمون: تنقع أربع ملاعق كبيرة من الكمون في ملعقة من الخل لمدة يوم وليلة ثم يتم تحميصه بعد ذلك ويؤكل منه كل يوم . 2 ـ وصفة الزنجبيل: يؤكد العشابون وخبراء الطب الشعبي بأنه من أفضل الوسائل للحد من رغبات الوحم وآثاره وتبعاته، حيث ينصحون بتناول فنجان من الزنجبيل الدافئ المحلى بعسل النحل قبل النهوض من الفراش في الصباح والانتظار لدقائق بعد الانتهاء منه قبل القيام. فهو يهدئ من حالة المعدة ويخفف من الدوخة والغثيان.
3 ـ وصفة البقدونس: تقول الوصفات الشعبية بأنه وسيلة لإراحة معدة الحامل. والطريقة هي غلي أوراق البقدونس وشرب فنجان دافئ منه كل صباح .
وعلى الرغم من تأكيدات العشابين والمجربين أن هذه الوصفات فعالة، إلا انه يجب الانتباه الى أمر مهم وهو ان الطب قد تطور وصار من واجب كل امرأة حامل ان تستشير طبيبها قبل الإقدام على استخدام أي من الوصفات الشعبية.
اتوحم ب طباشير الله لا يقول …. ههههههههههههههه