تخطى إلى المحتوى

إلى متى نسبح في بحار الغفلة ونسير مع رياح الهوى ونحن مع بداية عام هجري يديد

بين يدي عام هجري جديد خليجية

نودع هذه الأيام عامًا هجريًا ونبدأ عامًا آخر، انقضت صفحة من صفحات حياتنا، ولا ندري عما طويناها، هل سودناها بسوء أعمالنا، أم بيضناها بصالح قرباتنا، والمسلم الصالح من تكون له وقفات دائمة مع نفسه ليحاسبها ويصحح مسيرته ويتدارك خطأه، لا سيما عند انقضاء مرحلة من مراحل عمره

6- يقول ابن الـقيم رحمـه الله وهو يحذر من إهمال محاسبة النفس: "أضر ما على المكلّف الإهمال وترك المحاسبة، والاسترسال، وتسهيل الأمور وتمشيتها؛ فإن هذا يؤول به إلى الهلاك، وهذا حال أهل الغرور: يغمض عينيه عن العواقب، ويمشّي الحال، ويتكل على العفو، فيهمل محاسبة نفسه والنظر في العاقبة، وإذا فعل ذلك سهل عليه مواقعة الذنوب وأنسَ بها وعسر عليه فطامها"

فضل المحاسبة والآثار الواردة فيها

يقول الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (الحشر: 18).

بين بعض العلماء أن المحاسبة تكون على نوعين:

النوع الأول: محاسبة قبل العمل، وهي: أن يقف عند أول همه وإرادته، ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه

النوع الثاني: محاسبة بعد العمل، وهي أنواع:

أ- محاسبتُها على التقصير في الطاعات: وذلك يكون بأن يديم سؤال نفسه: هل أديتُ هذه الفريضة على الوجه الأكمل مخلصا فيها لله ووفق ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فإن كان مقصّرا ـ وأيّنا يسلم من ذلك؟ ـ فليسد الخلل بالنوافل فإنها تُرقّع النقص في الفريضة وتربي لدى العبد جانب العبادة، وبالمجاهدة وكثرة اللوم يخف التقصير في الطاعات إلى درجة كبيرة

ب– محاسبة النفس على معصية ارتكبتها: قال ابن القيم في ذلك: "وبداية المحاسبة أن تقايس بين نعمته عز وجل وجنايتك؛ فحينئذ يظهـر لك التفاوت، وتعلم أنه ليس إلا عفوه ورحمته أو الهلاك والعطب. هناك تقول حقا: أبوء بنعمتك علي وأبوء بذنبي" ثم العمل على تكفير تلك المعصية، فيتدارك نفسه بالتوبة النصوح وبالاستغفار والحسنات الماحية والمذهبة للسيئات. قال سبحانه: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} سورة هود

ج- محاسبتها على أمر كان تركه خيرا من فعله، أو على نيته في المباح: ما سبب فعلِه له؟

وأما المباح فينظر: هل أردت به وجه الله والدار الآخرة فيكون ذلك ربحا لي؟ أو فعلته عادة وتقليدا بلا نية صالحة ولا قصد في المثوبة

قال إبراهيم التيمي: "مثّلتُ نفسي في الجنة آكل من ثمارها وأشرب من أنهارها وأعانق أبكارها، ثم مثّلتُ نفسي في النار آكل من زقومها وأشرب من صديدها وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي: يا نفس أي شيء تريدين؟ فقالت: أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحا! قلتُ: فأنتِ في الأمنية فاعملي"

فإلى متى نسبح في بحار الغفلة، ونسير مع رياح الهوى، أليس وراءنا حساب، أليس وراء الحساب عذاب؟

كل عام وأنتم بخير
منقول

خليجية المشاركة الأصلية كتبت بواسطة White Butterfly خليجية

بين يدي عام هجري جديد خليجية

نودع هذه الأيام عامًا هجريًا ونبدأ عامًا آخر، انقضت صفحة من صفحات حياتنا، ولا ندري عما طويناها، هل سودناها بسوء أعمالنا، أم بيضناها بصالح قرباتنا، والمسلم الصالح من تكون له وقفات دائمة مع نفسه ليحاسبها ويصحح مسيرته ويتدارك خطأه، لا سيما عند انقضاء مرحلة من مراحل عمره

6- يقول ابن الـقيم رحمـه الله وهو يحذر من إهمال محاسبة النفس: "أضر ما على المكلّف الإهمال وترك المحاسبة، والاسترسال، وتسهيل الأمور وتمشيتها؛ فإن هذا يؤول به إلى الهلاك، وهذا حال أهل الغرور: يغمض عينيه عن العواقب، ويمشّي الحال، ويتكل على العفو، فيهمل محاسبة نفسه والنظر في العاقبة، وإذا فعل ذلك سهل عليه مواقعة الذنوب وأنسَ بها وعسر عليه فطامها"

فضل المحاسبة والآثار الواردة فيها

يقول الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (الحشر: 18).

بين بعض العلماء أن المحاسبة تكون على نوعين:

النوع الأول: محاسبة قبل العمل، وهي: أن يقف عند أول همه وإرادته، ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه

النوع الثاني: محاسبة بعد العمل، وهي أنواع:

أ- محاسبتُها على التقصير في الطاعات: وذلك يكون بأن يديم سؤال نفسه: هل أديتُ هذه الفريضة على الوجه الأكمل مخلصا فيها لله ووفق ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فإن كان مقصّرا ـ وأيّنا يسلم من ذلك؟ ـ فليسد الخلل بالنوافل فإنها تُرقّع النقص في الفريضة وتربي لدى العبد جانب العبادة، وبالمجاهدة وكثرة اللوم يخف التقصير في الطاعات إلى درجة كبيرة

ب– محاسبة النفس على معصية ارتكبتها: قال ابن القيم في ذلك: "وبداية المحاسبة أن تقايس بين نعمته عز وجل وجنايتك؛ فحينئذ يظهـر لك التفاوت، وتعلم أنه ليس إلا عفوه ورحمته أو الهلاك والعطب. هناك تقول حقا: أبوء بنعمتك علي وأبوء بذنبي" ثم العمل على تكفير تلك المعصية، فيتدارك نفسه بالتوبة النصوح وبالاستغفار والحسنات الماحية والمذهبة للسيئات. قال سبحانه: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} سورة هود

ج- محاسبتها على أمر كان تركه خيرا من فعله، أو على نيته في المباح: ما سبب فعلِه له؟

وأما المباح فينظر: هل أردت به وجه الله والدار الآخرة فيكون ذلك ربحا لي؟ أو فعلته عادة وتقليدا بلا نية صالحة ولا قصد في المثوبة

قال إبراهيم التيمي: "مثّلتُ نفسي في الجنة آكل من ثمارها وأشرب من أنهارها وأعانق أبكارها، ثم مثّلتُ نفسي في النار آكل من زقومها وأشرب من صديدها وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي: يا نفس أي شيء تريدين؟ فقالت: أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحا! قلتُ: فأنتِ في الأمنية فاعملي"

فإلى متى نسبح في بحار الغفلة، ونسير مع رياح الهوى، أليس وراءنا حساب، أليس وراء الحساب عذاب؟

كل عام وأنتم بخير
منقول

بارك الله فيج الغالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.