تخطى إلى المحتوى

اختيار الزوجة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إختيار الزوجة

إن الإعداد لتكوين الأسرة المسلمة يرجع إلى حقبة السنوات السابقة على إعلان مراسم الزواج فبمقدار ما يكون كلاً من الزوجين قد نشأ على الفهم الواعي لمبادىء الدين الاسلامى وقد تربى كل منهما على تطبيق الفضائل الرفيعة بمقدار ما يكتب لزواجيهما النجاح والكيان لأسرتهما المترقب مجيئها والسداد والفلاح ومن هنا ألح الإسلام على الخاطب ضرورة بذل أقصى جهد في التثبت والتحقق والتحري في اختيار الزوجة وجعل ذلك أساسا ينبغي على كل مسلم أن يلتزم به جهد استطاعته ليضمن لكيان اسرتة أن تبنى على الصلاح والتقوى وبذلك يظفر برضوان الله عز وجل وسعادة الدنيا والآخرة 0
لما أختار النبي صلي الله عليه وسلم صفية بنت حيي أن تكون زوجة له، كان فيها من الصفات التي ينبغي أن يبحث عنها كل من أراد أن يقدم علي إختيار زوجة له0
* فقد قال الأمام الذهبي في شأنها (1) وكانت شريفة عاقلة ذات حسب وجمال ودين – رضي الله عنها 0
وقال أبو نعيم : (2) ومنهن التقية الزكية ذات العين البكية صفية الصافية زوجة النبي صلي الله عليه وسلم0
وكذلك زينب بنت جحش رضي الله عنها زوجة المصطفى صلي الله عليه وسلم قال عنها الامام الذهبي :وكانت من سادة النساء ديناً وورعاً وجوداً ومعروفاً (3)
ولعله من أهم الأسس التى ينبغي مراعتها في الاختيار الصحيح للزوجة هي :

ألا تكون من المحرمات (1)
وهو أول ما ينبغي أن يضعه المسلم في اعتبارة حينما يقدم على اختيار زوجة له0
وينقسم التحريم إلى قسمين :
أولا التحريم المؤبد :
وهو الذي يمنع المرأة أن تكون زوجة للرجل في جميع الأوقات على أن يكون ذلك بسبب النسب أو المصاهرة أو الرضا ع
قال تعالى : وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آَبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (23) النساء (22/23)

المحرمات بسبب النسب

بينت هذه الايه السابقة أن المحرمات من النسب سبع :
(1)الأمهات (2)البنات (3)الأخوات
(4)العمات (5) الخالات (6)بنات الأخ
(7) بنات الأخت

المحرمات بسبب المصاهرة :
(أ) أم الزوجة وكذا أم أمها وأم أبيها وإن علت
قال تعالى : ( 0000وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ 000000)الآية
(ب) ابنة الزوجة المدخول بها وكذا بنات بناتها وبنات أبنائها وإن نزلت
قال تعالى : (000000. وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ 000000)الأيه
(ج) زوجة الأبن وابن الأبن وأبن البنت وإن نزل
قال تعالى : (0000 وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ 0000000)الايه
(د ) زوجة الأب بمجرد عقد الأب عليها و إن لم يدخل بها
قال تعالى (00000وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آَبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ 000000)الاية

المحرمات بسبب الرضاعة:
وهما سبع كالمحرمات من النسب للحديث الذي روته عائشة رضى الله عنها أن النبي صلى الله علية وسلم قال
:" َيَحْرُمُ مِنْ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنْ النَّسَبِ" (1)
1)المرأةالمرضعة باعتبارها أماً
2)أم المرضعةبإعتبارها جدة
3) أم زوج المرضعة صاحب اللبن لأنها جدة أيضاً
4)أخت المرضعة باعتبارها خالة
5)أخت زوج المرضعة باعتبارها عمة
6)بنات بنتها وبناتها باعتبارهن أخواتة وأخواتها

7) الأخت سواء كانت أخت لأب أو لأم وهى التى أرضعتها الأم بلبان الأب نفسه 0سواء أرضعت مع الطفل الرضيع أو رضعت قبله أو بعده 0
أو أخت لأم( وهى التى أرضعتها الأم بلبان رجل أخر )
أو أخت لأب( وهى التى أرضعتها زوجة الأب)

عدد الرضعات التى بها يتم التحريم
العدد المقتضى للحرمة من الراضعات خمس وذلك لقول عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنْ الْقُرْآنِ عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ ثُمَّ نُسِخْنَ بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُنَّ فِيمَا يُقْرَأُ مِنْ الْقُرْآنِ0 (1)
والرضا ع المحرم للزواج ما كان خلال الحولين الأولين من عمر الطفل أما إذا كان بعد الحولين فلا اعتبار له لأن الرضيع في هذة المدة يكون صغيراً يكفيه اللبن وبه ينبت لحمه وينشذ عظمه فيصير جزاً من المرضعة 0
فيشترك في الحرمة مع أولدها فعن عائشة رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها (يَا عَائِشَةُ انْظُرْنَ مَنْ إِخْوَانُكُنَّ فَإِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنْ الْمَجَاعَةِ) (2)
* درج على السنة كثير من الناس وخاصة فى هذة الاونه أنه يجوز للكبير مهما كان سنه أن يرضع من أي امرأة وخاصة الذين يعملون فى البيوت مثل [ السائق، والطاهي، والبواب ] ويقولون حتي نأمن الخلوة في البيت وغير البيت ، ويحتجون بحديث سهلة إمرأت أبى حذيفة
وقال النووي فى حديث (3) سهلة بنت سهيل امرأة أبي حذيفة وإرضاعها سالما وهو رجل واختلف العلماء في هذه المسألة فقالت عائشة وداود تثبت حرمة الرضاع برضاع البالغ

كما تثبت برضاع الطفل لهذا الحديث وقال سائر العلماء من الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار إلى الآن لا يثبت الا بإرضاع من له دون سنتين إلا أبا حنيفة فقال سنتين ونصف وقال زفر ثلاث سنين وعن مالك رواية سنتين وأيام واحتج الجمهور بقوله تعالى والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وبالحديث الذي ذكره مسلم بعد هذا إنما الرضاعة من المجاعة وبأحاديث مشهورة وحملوا حديث سهلة على أنه مختص بها وبسالم وقد روى مسلم عن أم سلمة وسائر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهن خالفن عائشة في هذا والله أعلم 0

قوله صلى الله عليه وسلم ( أرضعيه ) قال القاضي لعلها حلبته ثم شربه من غير أن يمس ثديها ولا التقت بشرتاهما وهذا الذي قاله القاضي حسن ويحتمل أنه عفى عن مسه للحاجة كما خص بالرضاعة مع الكبر والله أعلم0
والتحريم المؤقت يمنع من التزويج بالمرأة ما دامت على حالة خاصة فإن تغيرت تلك الحالة زال سبب التحريم وصارت حلالا

المحرما ت حرمه مؤ قتة
(الجمع بين الأختين ) 0 (1)

لقوله تعالى : (0000 وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ 000000) الآية
بالإضافة لأن الجمع بينهما يولد الشقاق بين الأقارب ويعكر صفو الإخوة والمودة ويمزق ما بين الأرحام من صلات0
(2) الجمع بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها لما رواه أبو هريرة رضى الله عنه قال : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يُجْمَعُ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَعَمَّتِهَا وَلَا بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَخَالَتِهَا ) (1)
قال النووي : (2)
هذا دليل لمذهب العلماء كافة أنه يحرم الجمع بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها سواء كانت عمة أو خالة حقيقية (وهى أخت لأب وأخت لأم )
أو مجازية (وهى أخت لأب وإن علت ) فكلهن بإجماع العلماء يحرم الجمع بينهن0 (3) زوجة الغير :وذلك رعاية لحق الزوج لقوله تعالى : ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ 000) النساء (24)
أى حرمت عليكم المحصنات من النساء وهن ذوات الأزواج 0
(4) معتمدة الغير :
وهى التى مات عنها زوجها أو طلقها طلاقاً بائنا ولا تزال في عدتها فهذه تحرم خطبتها إلا أن يكون تلميحاً فقط 0
لقوله تعالى (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) البقرة(235)
(5) الزانية المستمرة في الرزيلة
وذلك لقوله تعالى : الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) [النور (3) ]
وللحديث الذي رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدة أَنَّ مَرْثَدَ بْنَ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيَّ كَانَ يَحْمِلُ الْأَسَارَى بِمَكَّةَ وَكَانَ بِمَكَّةَ بَغِيٌّ يُقَالُ لَهَا عَنَاقُ وَكَانَتْ صَدِيقَتَهُ قَالَ جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْكِحُ عَنَاقَ قَالَ فَسَكَتَ عَنِّي فَنَزَلَتْ
(0000 وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ 0000 ) الآية
فَدَعَانِي فَقَرَأَهَا عَلَيَّ وَقَالَ لَا تَنْكِحْهَا (1)
وأيضا:
عن أبى هريرة رضى الله عنة قال 0 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" لَا يَنْكِحُ الزَّانِي الْمَجْلُودُ إِلَّا مِثْلَهُ " (2)
والمسلم الفاضل لايمكن أن يرضى بالحياة مع زانية أو يعاشر إمرأة غير مستقيمه والله عز وجل قد شرع له الزواج لتكون الزوجة له سكنا ويكون بينهم مودة ورحمة 0
فأين المودة التى يمكن أن تحصل بين مسلم فاضل وزانيه 0 وهل نفسه تسكن إلى نفسها الخبيثة الداعرة (3)
(6)المشركة :
والمشركة هي كل امرأة تعبد الوثن كالبوذية والهندوسية والمجوسية أو من هي على مذهب الحادي كالشيوعيه أومذهب إباحي كالوجودية وذلك لقوله تعالى : (وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221) البقرة (221)
وقوله تعالى(0000 وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ 0000) ا لممتحنة(10)
ففي الآية الأولى نهى عن نكاح المشركات وفى الآية الثانية نهى لمن اسلم وظلت زوجته على الشرك أن يبقيها في عصمته
(7) الزيادة على الأربع
لقوله تعالى(0000 فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ 0000) النساء (3)
فعن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما أَنَّ غَيْلَانَ بْنَ سَلَمَةَ أَسْلَمَ وَعِنْدَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ 0 " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أمسك أربعا ، وفارق سائرهن » (1)

عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ
أَسْلَمْتُ وَعِنْدِي ثَمَانِ نِسْوَةٍ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا » (2)
(2)أن تكون ذات دين
من الناس من يغلب على اهتماماته شأن الجمال ، أو الحسب ، أو المال ، و هذا ليس خطأ في حد ذاته ،
و لكن الخطأ أن يتنازل الرجل عن أهم مواصفات الزوجة ، و هو ( الدين ) على حساب وجود المواصفات الأخرى كلها أو بعضها ، فالدين ، الدين تربت يداك 0
ويتحقق ذلك مع الخلق الحسن وذلك لقول الله عز وجل(000ِإنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ000) (الحجرات (13)
ومن ذات الدين أيضا الصالحة لقوله تعالى(وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) النور (32)
وكذلك الحافظة للغيب لقوله تعالى(فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّه) النساء (34)
وكذلك قوله تعالى : (وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ) النور (26)
وورد في ذلك أحاديث كثيرة منها 0
عن أبى هريرة رضى الله عنه 0عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ (1)

1) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما 0 أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ (2)

2) عن سعد بن ابى وقاص رضى الله عنه قال، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " أربع من السعادة الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ، َالْمَسْكَن الواسع ، الجار الصالح ، والمركب الهنئى ، وأربع من الشقاء الجار السوء ،والمرأة السوء ،والمركب السوء ، والمسكن الضيق (1)
(4) وعن ثوبان قال : لَمَّا نَزَلَ فِي الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ مَا نَزَلَ قَالُوا فَأَيَّ الْمَالِ نَتَّخِذُ قَالَ عُمَرُ فَأَنَا أَعْلَمُ لَكُمْ ذَلِكَ فَأَوْضَعَ عَلَى بَعِيرِهِ فَأَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا فِي أَثَرِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَّ الْمَالِ نَتَّخِذُ فَقَالَ لِيَتَّخِذْ أَحَدُكُمْ قَلْبًا شَاكِرًا وَلِسَانًا ذَاكِرًا وَزَوْجَةً مُؤْمِنَةً تُعِينُ أَحَدَكُمْ عَلَى أَمْرِ الْآخِرَةِ (2)
فالدين هو العنصر الاساسى في اختيار الزوجة ،وذلك لأن الزوجة سكن لزوجها ، وحرث له00 هي مهوى فؤاده وربة بيته وأم أولاده 00عنها يأخذون صفاتهم وطبائعهم فإن لم تكن على قدر عظيم من الدين والخلق ، قد يفشل الزوج في تكوين أسرة مسلمة صالحة ،أما إذا كانت ذات خلق ودين كانت أمينة على زوجها في ماله وعرضه وشرفه عفيفة في نفسها ولسانها ، حسنة لعشرة زوجها ، فضمنت له سعادته ولأولاده تربية فاضلة
وحفظت للأسرة شرفها وسمعتها ،فاللائق بذي المروءة والرأي أن يجعل ذوات الدين مطمع النظر وغاية البغية 0
لأن جمال الخلق أبهي من جمال الخلق، وغنى النفس أولى من غنى المال وأنفس ، والعبرة العبرة في الخصال لا في الأشكال ،وفى الخلال لافى الأموال ومن هنا فضل الإسلام صاحبة الدين على غيرها ،ولو كانت أمة سوداء 0
نعم إن المرأة إذا كانت صالحة مؤمنة تقيه ورعة ، كانت كبنت خويلد رضى الله عنها ، التى آمنت برسول الله صلى الله علية وسلم إذ كفر الناس ، وصدقته إذ كذبوه ، وواسته إذ حرموه ، وكانت خير عون له أمام الصعاب والشدائد(3)
وكانت كأسماء بنت أبى بكر رضى الله عنها ، مثال المرأة الحرة الأبيه التى دفعت بولدها إلى طريق الشهادة، وحرضته على الصمود أمام قوى الجبروت والطغيان ليمت ميتة الأحرار الكرام 0 أو كانت كالخنساء التى جادة بأولدها الأربعة في سبيل الله ، وعندما جائها نبأ استشهادهم قالت الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم وإني لأرجو الله أن يجمعني بهم في مستقر رحمته0
(3) الولود
أن تكون ولودا ًوذلك لما ورد في القران الكريم والسنة النبوية المطهرة من تحبيب بطلب الذرية الصالحة ، وحيث أن التكاثر في النسل ، بما يحقق الغرض الأسمى من الزواج ، والمتمثل في استمرار النوع البشرى وإ نجاب الذرية ، ودوام عمارة الإنسان للأرض التى هي من الغايات الأساسيه :التى خلقه الله تعالى من أجلها 0
ففي القرآن الكريم
قال جل شأنه : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ ) آل عمران (14 )

قال سبحانه وتعالى على لسان ذكريا عليه السلام أنه كان يتوجه الى ربه بهذا الدعاء [قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ] مريم (4/5/6)
وقال تعالي على لسان إبراهيم [رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ]
إبراهيم (40)
ذكر أن طلب الذرية الصالحة من أمنيات المؤمنين ، بل هو صفة من صفاتهم 0 قال تعالي [وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ] الفرقان (74)

فقد بينت الّايات الكريمات أن البنين من متع الحياه الدنيا وزينتها وأن طلب النسل من الامور التي حببها الله الي خلقه وطبعهم على إبتغائه وجعله جبلة فطرية فيه ، كما جعلها أمنيه أجراها علي لسان رسوله و أنبيائه، وبغية للمؤمنين ليحرصون علي إدامه الدعاء فى طلبها 0
وفي السنة المطهرة عن معقل بن يسار قال جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَالٍ وَإِنَّهَا لَا تَلِدُ أَفَأَتَزَوَّجُهَا قَالَ لَا ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ " (1)

وتعرف الولود بالنظر الى حالها من كمال جسمها وسلامة صحتها من الأمراض التي تمنع الحمل أو الولادة 0 وبالنظر الي حال أمها وقياسها على مثيلاتها من أخواتها وعماتها وخالاتها المتزوجات ، فإن كن ممن عادتهم الحمل والولادة كانت – فى غالب أمرها – مثلهن 0

(4)الودود
والودود:هي المرأة المحببة إلى زوجها 0 الودودة ، وقد وردت أحاديث عديدة تؤكد على ضرورة مراعات هذة الصفة في المرأة
(1)فعن معقل بن يسار،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ "(1)
أن تكون ودوداً تقبل على زوجها فتحيطه بالمودة والحب والرعاية وتحرص على طاعته ومرضاتة ، ليتحقق بها الهدف الاساسى وهو السكن قال تعالى في وصف الحور العين: (فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) الواقعة (36/37) (2)عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ نِسَاءُ قُرَيْشٍ خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ أَحْنَاهُ عَلَى طِفْلٍ وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ 00" (2)
فقد وصفهم صلى الله عليه وسلم بالشفقة على أطفالهن والرأفة بهم والعطف عليهم ،بأنهن يراعين حال أزواجهن ويرفقن بهم ويخفضن الكلف عنهم ، فواحد تهن تحفظ مال زوجها وتصونه بالأمانة والبعد عن التبذير وإذا إفتقركانت عوناً له وسنداً ، لاعدواً وخصماً 0

(3) وعن أبى أزينة الصدفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"خير نسائكم الودود، الولود، المواتية المواسية، إذا اتقين الله "(1)
ها هي خديجة رضي الله عنها لما سمعت من ورقة يقول أن قوم النبي صلي الله عليه وسلم سيخرجوه من أرضه ووطنه وسيحاربونه وهي تعرف صلابة قريش وقوتها 00ومع هذا قررت الوقوف في وجه العاصفه المتوقعة وقبلت أن تتحمل الأذى في سبيل الله فكانت مثالاً رائعاً من أروع الأمثلة التي يحتذى بها في الود والمواساه0 فعلي كل مؤمنة رضيت بالله ربا أن تقتدي بأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها في تحملها المشقة والأذى من أجل زوجها والوقوف خلفه ليتمكن بفضل الله من نشر دعوته الاسلام بين قومه ثم في جميع أنحاء المعمورة وليقيم دولة الاسلام 0
ومع هذا الموقف العظيم كانت رضي الله عنها تذكره بما كان يفعل من الخير والمواقف التي يحمد عليها 0 وتقول أبشر فوالله لايخزيك الله أبداً ، إنك لاتصل الرحم وتصدق الحديث ، وتحمل الكل ، و تكسب المعدوم ،وتقري الضيف ، وتعين علي نائب الحق0
قال النووي رحمه الله تعالي (2) ( قال العلماء رضى الله عنهم معنى كلام خديجة رضى الله عنها انك لا يصيبك مكروه لما جعل الله فيك من مكارم الأخلاق وكرم الشمائل وذكرت ضروبا من ذلك وفى هذا دلالة على أن مكارم الأخلاق وخصال الخير سبب السلامة من مصارع السوء وفيه مدح الانسان فى وجهه فى بعض الأحوال لمصلحة نظر أو فيه تأنيس من حصلت له مخافة من أمر وتبشيره وذكر أسباب السلامة له وفيه أعظم دليل وأبلغ حجة على كمال خديجة رضى الله عنها وجزالة رأيها وقوة نفسها وثبات قلبها وعظم فقهها والله أعلم 0أه
(4) والمرأة الودود تكن مطيعة لزوجها ،لا تخالفه في نفسها ولا في مالها بما يكره 0
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ قَالَ الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ وَلَا تُخَالِفُهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا بِمَا يَكْرَهُ" 0 (4)

(5) البكر

أن تكون بكراً لتكون المحبة بينهما أقوى والصلة أوثق إذ البكر مجبولة على الأنس بأول أليف لها وهذا يحمى الأسرة من كثير مما ينغص عليها عيشها ويكدر صفوها وبهذا نفهم السر الالهى في جعل نساء الجنة أبكارا وذلك في قوله تعالى : ( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً *فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا) الواقعة (35/36/37)
وقد وردت أحاديث كثيرة في الحث على إنتقاء البكر0 منها (أ)عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما :قال0
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ نَكَحْتَ يَا جَابِرُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ مَاذَا أَبِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا قُلْتُ لَا بَلْ ثَيِّبًا قَالَ فَهَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُكَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِي قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ تِسْعَ بَنَاتٍ كُنَّ لِي تِسْعَ أَخَوَاتٍ فَكَرِهْتُ أَنْ أَجْمَعَ إِلَيْهِنَّ جَارِيَةً خَرْقَاءَ مِثْلَهُنَّ وَلَكِنْ امْرَأَةً تَمْشُطُهُنَّ وَتَقُومُ عَلَيْهِنَّ قَالَ أَصَبْتَ (1)
وفى روايه لمسلم قال : " فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ الْعَذَارَى وَلِعَابِهَا ؟؟

(ب ) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ:قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ لَوْ نَزَلْتَ وَادِيًا وَفِيهِ شَجَرَةٌ قَدْ أُكِلَ مِنْهَا وَوَجَدْتَ شَجَرًا لَمْ يُؤْكَلْ مِنْهَا فِي أَيِّهَا كُنْتَ تُرْتِعُ بَعِيرَكَ قَالَ فِي الَّذِي لَمْ يُرْتَعْ مِنْهَا تَعْنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرَهَا 0 (2)
قال النووي (3) : فيه استحباب نكاح الشابة لأنها المحصلة لمقاصد النكاح ، فإنها ألذ استمتاع وأطيب نكهة وأرغب في الاستمتاع الذى هو مقصود النكاح وأحسن عشرة وأفكه محادثة وأجمل منظراً والين ملمساً ، واقرب إلى أن يعودها زوجها الأخلاق التى يرتضيها0
معلوم أن لزواج البكر من الألفة التامة، لما جبلت عليه من الأنس بأول إنسان تكون في عصمتة، بخلاف الثيب التى تظل متعلقة القلب بالزوج الأول فلا تكون محبتها كاملة ولا مودتها صادقة مما يدفعها أحياناً إلى النفور من الأخير ، أو الفتور في معاملته
(6)الجمال
أن تكون جميلة حسنة الوجه ، لتحصل بها للزوج العفة ويتم الإحسان وتسعد النفس ، ومن هنا كانت نساء الجنة ، اللاتي جعلهن الله تعالى جزاءاً للمؤمنين المتقين من الحور العين 0 قال تعالى [إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ * كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) ٍ]الدخان (51/52/53/54)
وقال عنهم القرآن في أية أخرى:وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ]الواقعة(22/ 23)

والحور : جمع حوراء ، وهى البيضاء ، قال مجاهد : سميت الحوراء حوراء لأنه يحار الطرف في حسنها ،
وقد أشارت بعض الأحاديث النبوية الشريفة إلى اعتبار عنصر الجمال في المرأة عند الاختيار ومن هذة الأحاديث :
عن أبى هريرة رضى الله عنه 0 أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال " تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ (1)
وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَظَرْتَ إِلَيْهَا قَالَ لَا قَالَ فَاذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّ فِي أَعْيُنِ الْأَنْصَارِ شَيْئًا (2)
و لكن لابد أن يكون الدين ملازماً للجمال و إلا فليس له قيمة بل يكون سبب لهدم كثير من البيوت و العياذ بالله 0
و إليك هذه القصة (3)
وهي بعنوان خضراء الدمن:
كان كل شيء طبيعياًفي البيت الصغير الهادىء الذي لم يمض على إنشائه سوى عام
و المكون من زوج في مقتبل العمر يكدح من الصباح إلي المساء ، و يحلم أن يكون في مسائه في ظل زوجة حنون شريفة يقضى معها ليلاً في سعادة و هناء ، أحلام
و لكنها أحلام اليقظة و إلا فمن أراد السعادة فليسلك مسالكها0
فإن السفبنة لا تمشي على اليبس 0
كان هذا البائس المسكين له امرأة جميلة المظهر خبيثة المخبر ، و هي نتيجة لترك وصية الرسول صلي الله عليه و سلم حينما قال للشباب :" فاظفر بذات الدين تربت يداك "0
بعض الشباب إذا أراد أن يتزوج جعل تركيزه الأول و الأخير على الجمال 0

كيف طولها ؟ كيف عرضها ؟ كيف لونها ؟ كم وزنها ؟ طول شعرها؟ فقط !
لكن نية دينها لا يسأل ، بل ربما أن بعض الشباب إذا قيل له أنها ذات دين قال لا أريدها هذه معقدة، لا أريد واحدة معقدة ، أريد واحدة مفلوتة 0
هذا الشاب كان من هذا الطراز ، الشاب هذا بحث عن واحدة جميلة ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) ، و قد تربت يدا هذا حين لم يظفر بذات الدين ، و لكن حين لا حياة لمن تنادي0 ظفر هذا الشاب بهذه المرأة الجميلة و هي طالبة في الجامعة ، و أصبح هذا المسكين بمنزلة السائق لها 0
روتين ممل ، يستيقظ في الصباح فيوصلها إلى الجامعة ، و يذهب إلى عمله ثم يعود إليها بعد الظهر و يأخذها من الجامعة ، و هكذا دواليك 0
و في أحد الأيام أحضرها إلى الجامعة ، و ذهب إلى عمله ، و بعد ساعة و هو على مكتبه ، يرن الهاتف ، و إذا على الطرف الآخر رجل الأمن :
أنت فلان ؟ قال : نعم 0
قال : فلانة قريبتك ؟ قال: نعم زوجتي 0
قال : أحضر إلى المستشفى كرماً 0
قال : ماذا جرى ؟
قال : الأمر بسيط 00 أحضر و أسرع إلينا 0
وضع السماعة ، و خرج المسكين بسيارته ، و تزاحمت الأفكار و الخيالات في رأسه0 و ما أن وصل إلى المستشفى ، و ترك سيارته في موقف غير نظامي 0
و نزل منها و هو يركض كالمجنون ، و دخل غرفة الطوارىء ، ووجد رجال الأمن
قال : ما الخبر ؟
أخذوه إلى غرفة الإنعاش و يا للهول ، لقد وجد زوجته التي أحضرها إلى الجامعة ، و قد غطتها الدماء ، و هي تحت وطأة الآلام و الجراحات المبرحة التي عمت جميع جسدها ، و لكن ألم الفضيحة أدهى و أمر 0

أخذ يصيح و يصرخ و يقول : ماذا حدث ؟
قال له الضابط و قد أخبره الخبر 0
هنا تلعثم لسانه ، و اضطربت به الأرض و دارت به الدنيا ، و أخذ يجري و يصرخ و يتحرك اتجاه زوجته غير مصدق أنها خائنة ، ووسط سيل منهمر من السباب و الشتائم على هذا الوجه الخبيث الذي طعنه في كرامته 0
قال لها أنت طالق ، أنت طالق ، ثم طالق ، ثم أتبعها ببصقة في وجهها الدامي 0
و مضى تاركاً لها ، كل هذا العار و الهوان و الضنك و كل هذه الآلام 0
من يهن يسهل الهوان عليه ***** ما لجرح بميت إلام
الآم و فضيحة و طلاق و موت 0
مات عشيقها ، و طلقها زوجها ، و فضحت أهلها ، و بقيت هي معوقة كسر ظهرها ، و قطع النخاع الشوكي لها 0 و أصبحت مصابة بشلل رباعي 0
تمنت أنها ماتت ، و تمنى والدها و أمها أنها ماتت 0
لم يذهبوا بها إلى البيت ، و إنما و ضعوها في غرفة المعاقين ، و في دار العجزة لتقضي حياتها في بئس و شقاء 0
و صدق الله عزّ و جلّ : [ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا *]
( طه : 124، 125)
(7)الحسب
أن تكو ن ، حسيبة كريمة العنصر ، طيبة الارومه (1) من حرائر النساء لأن الغالب فيمن اتصفت بذلك أن تكون حميدة الطباع ودودة للزوج رحيمة بالولد ، حريصة على صلاح الأسرة وصيانة شرف البيت وفى كل الأحوال فإن أصالة الشرف وحسن المنبت ونبل الأرومة أمر مرغوب ومطلب محمود0
(أ)عن أبى هريرة رضى الله عنه ، أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:" تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا 000"(2)
(ب) وعن أبى هريرة أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :صالح نساء قريش خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ أَحْنَاهُ عَلَى طِفْلٍ وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ 00" "(3)
(د) وعن عائشة رضى الله عنها قالت : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ وَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ "(4)

منقول

خليجية

مشكورة غاليتي

جزاج الله خير فديتج
في ميزان حسناتج ^^

خليجية

مششكوره آختيه .

يزاااج الله خييييير

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.