[قد يبدو العنوان غريبا بعض الشيء .. إذ كيف يجتمع الخلاف مع الفن .. ولكن هذا هو ما أردنا الوصول إلى شيء منه في هذا المقال ..
أولا – الخلاف لا يفسد للود قضية .. والخلاف أمر طبيعي حدوثه في كل علاقة ، فضلا عن العلاقة الزوجية ، فلا تقلقي ، ولكن الأمر متوقف على كيفية التعامل مع هذا الخلاف .
ثانيا- اجني الثمار الإيجابية من الخلاف .. واجعلي من الخلاف سُلما ترتقين به أعلى المنازل .. فبالخلاف ترتقي عقليتك .. وبالخلاف تنجلي الجوانب السلبية فيك أو في زوجك .. وبالخلاف تتجدد الحياة بينكما .. وبالخلاف تظهر قدراتك وإن لم تقصدي ذلك .
ثالثا- إذا صدر من زوجك تقصير فاحذري وباء التوقعات والظنون .. كأن تقولين : لم يقصر إلا لعدم محبته لي ، أو لعدم اهتمامه بمشاعري ، أو تهميشه لي أولأهلي ، أو تطنيشه لرغباتي ..وماذاك إلا أول الأدواء سريانا في جسد الحياة الزوجية ..
أما ثانيها فهو داء المقارنة بين الأزواج والبيوت والمشاعر والمعطاءات و..و..و.. فكم هدم من بيت .. وكم شتت من أسرة .. وكم جلب من هم ؟؟
رابعا- تحاشي وقوع الخلاف ما أمكن وتجنبي أسبابه .. فلكل أسرة أسباب تجذب الخلاف لها .
خامسا- احذري وقوع الخلاف أو النقاش أمام الأبناء .. فكم كان ذلك سببا في ضياع وضلال كثير منهم .
سادسا – تأكدي من نفسية زوجك .. فقد تكون أحيانا هي السبب في الخلاف ، فراعي ذلك وتجنبيه .
سابعا – راعي في زوجك كبرياءه كرجل ، فكثيرا ما تزداد حدة المشاكل بين الزوجين حين تطالب المرأة بالتساوي معه ، او تقارن نفسها به !!
ثامنا – إذا كان الخطأ صادرا من زوجك 100% فليس شرطا أن تسمعي منه الاعتذار المباشر ، فمن الأزواج من يكون اعتذاره صريحا .. ومنهم من يكون اعتذاره سكوتا .. ومنهم من يكون اعتذاره بالتودد إليك ولو فيما بعد .فلا يكن همك كيف اعتذر .
تاسعا – إذا رأيت خطأً من زوجك فليس بالضرورة الاستعجال في
تنبيهه ، فقد يتبين لك أمر ما بالتريث .
عاشرا – ألزمي الهدوء
والأدب في الحوار معه ، واحذري
الألفاظ الجارحة ورفع الصوت ..
وقد تحذرين ذلك في لفظك لكن تعبيرات
وجهك توحي بذلك ..
فتنبهي .
الحادي عشر – إذا ازدادت حدة النقاش بينكما فلا تكثري من جداله في تلك الساعة، حتى لو كنتِ واثقة أن الحق معك.. بل امتصي غضبه بأي طريقة ، واستغلي ساعات هدوئه وراحته – ولو بعدت – وحاوريه فيما تشائين .
الثاني عشر – ليكن هدفك عند حوارك معه إظهار الحق ، لا الدفاع عن نفسك وادعاء الحق لك .. ففرق بين من يحاول إحقاق الحق وإظهاره، وبين من يحاول إثباته لنفسه وتحوير المواقف لصالحه !! وبعد ذلك تذكري أن التنازل لا يعني تخاذل.
الثالث عشر – احذري من قول أنت .. أنت ..وتغفلي عن قول أنا.. أنا…. فتنشغلي بذكر أخطائه عن ذكر أخطائك .. بل حبذا إذا ذكرتِ أمورا مشتركة أن تقولي ، نحن .. نحن .. لتشركي نفسك معه .
الرابع عشر – إذا كنت تعلمين أنه ثمة أمورا تتعارضين معه فيها دائما ، فاعلمي أن النقاش حولها سيكون حساسا ، وسيؤول هو كل موقف يصدر منك أو كلام تتفوهين به إلى ما تتعارضين معه فيه – حتى لو لم تقصديه – .
الخامس عشر – إذا كنت واثقة أن الحق معك فليس شرطا ألا تنهي النقاش معه إلا بعد أن يتضح الحق تماما ، فقد يكون النقاش معه عقيما دائما .. فإذا وجدت أنكما تصطدمان – أثناء الحوار – بجدار صلب ، ولم يتضح الحق ، ولم يَلِن معترفا بخطئه – فعليك أن تنهي النقاش لتكسبي صفاء النفوس على الأقل .
السادس عشر – تداركي الخلاف بحله ما أمكن ، ولا تجعلي الأمر يتعاظم بصدك وهجرك له ، لأن الأمر يتفاقم ويتعاظم بطول زمن الخلاف . . بل ابذلي قصارى جهدك في البحث عن الحلول في أسرع وقت ممكن .
السابع عشر – احذري أن تبني سعادتك على أمور معينة .. فمثلا إذا وجدت منه موقفا أو مبدءا لا يطاق ، وحاولتِ تغييره فلم تستطيعي فلا تبني سعادتك عليه .. بل تكيفي معه واستسلمي لواقعك وقدرك .
الثامن عشر – احرصي ألا تُدخلي طرفا آخر في خلافكما ما لم يستدع الأمر ذلك .
التاسع عشر – احذري الخروج من البيت بسبب المشكلة – حتى لو أخرجك – ما كان الأمر في يدك .. فمهما عظمت المشكلة فالخروج من البيت أعظم .. بل يُعظمها ..
العشرون – إذا عشتِ مشكلة ما أو خلافا – لا قدر الله – فلا تظني أن الحياة كلها هي ذاك الخلاف وأيامه .. ولا تنظري إلى الحياة بعين الخلاف فتيأسي .. ولكن تفاءلي وتذكري أنك
مهما حُرمت أمورا فإنك تنعمين بأكثر منها .. ومهما عشتِ أيام خلاف وشقاء فأيام السعادة
أكثر ..
أدام الله علي وعليك أيام السعادة .. وجعلها عونا على طاعته
..
والله اريحج في بيتج وزوجج