تخطى إلى المحتوى

إزالة شعر رأس المولود تساعد على تغذية فروة الرأس

  • بواسطة

اتلسلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تاريخ النشر: الأحد 14 نوفمبر 2024
الاتحاد

تُذكرنا أيام موسم الحج هذه ومتابعتنا عبر التلفاز لجموع غفيرة من الحجاج حليقي الرؤوس يوم العيد وقد ذبحوا أضحياتهم وأوشكوا على إتمام منسكهم بتلك الأيام السبعة الأولى من ولادتهم، إذ يحلق الأبوان شعر رأس مولودهما وينحران عنه شاة يطعمانها ويُهديانه خلال حفل العقيقة. هما عيدان متشابهان إذاً، فكلاهما احتفال بولادة جديدة، ولو أن الأولى حقيقية والثانية مجازية تكون بمثابة ولادة جديدة للمسلم الذي يغسل خلال حجه المبرور جميع الذنوب والأدران النفسية التي راكمها خلال سنوات. ولا توجد ممارسة حلق شعر رأس المولود في المجتمعات الإسلامية فقط، بل إنها توجد في ثقافات أخرى وفي أعراف أمم أخرى، إذ يحتفل البعض من غير المسلمين بحلق شعر رأس المولود ودق الدفوف والطبول والدوران حوله في جو بهيج. فهل تتقاطع الحكم الدينية من هذه الممارسة مع الحكم العلمية والعُرفية؟

في الإسلام هناك أربع حالات يُسن فيها الحلق وهي الحج والعمرة وعقيقة المولود في يومه السابع، والكافر بعد اعتناقه الإسلام. وقد اقترن حلق شعر الرأس بذبيحة، إذ يحلق الحاج رأسه أو يقصره يوم عيد الأضحى بعد النحر، ويحلق الأب شعر رأس مولوده في اليوم السابع لولادته ويتصدق بوزن ذلك الشعر ذهباً أو فضة. يقول بعض الأطباء المسلمين إن هناك حكمة صحية وراء سن هذه السنة، فالدكتور عبد الله ناصح علوان يقول إن في إزالة الشعر حكمتين، الأولى صحية تتمثل في تقوية فروة رأس المولود وفتح مسامه، والثانية اجتماعية تتجسد في تعزيز روح التكافل الاجتماعي ومشاركة المسلم أفراحه مع الفقراء. ومن جهته، يقول الدكتور صالح بن أحمد رضا “إن في إزالة شعر رأس المولود نظافة وحماية وراحة ونشاطاً، فالحلاقة هي أفضل وسيلة للنظافة مما قد يعلق في الشعر من الأوساخ”.

تساقُط طبيعي

ينبُت الشعر من بصيلات تحت سطح فروة الرأس. ولا يؤثر حلق الشعر أو إطالته على أداء بصيلات الشعر من حيث كمية إنتاج الشعر ونوعه. يفقد الرضيع بعض الشعر الذي وُلد به أو كله خلال فترة أربعة أشهر من ولادته، وهذا أمر طبيعي. وليس من الضروري أن يكون شعر الرحم الذي يولد به المولود الشعر نفسه الذي ينبت في رأسه بعد ذلك، بل إن الشعر الجديد يكون في الغالب مختلفاً عن شعر الرحم الجنيني سواء من حيث اللون أو الكثافة أو النوع. ولذلك فإن على الوالدين أن يعيا أن شعر الرأس الجنيني الذي يولد به الرضيع ليس هو الشعر نفسه الذي سيلازمه بقية حياته، وهو ما يحدث فعلاً بعد بضعة أشهر، إذ يبدأ شعر الرحم الرفيع جداً والناعم في التساقط، ويُستبدل بشعر آخر بديل يكون مختلفاً. وإذا وُلد المولود أصلع، فينبغي على الوالدين أن لا يهلعا أو يقلقا، بل أن ينتظرا إلى أن يُكمل مولودهما ستة أشهر. ويقول الدكتور مايكل سميث، طبيب أطفال ومتخصص في الأمراض الجلدية، “لا بأس على الأبوين بحلق شعر رأس مولودهما الجديد إذا أرادا ذلك، لكن عليهما أن يختارا حلاقاً جيداً حتى يحرص على حلق شعر الرضيع برفق ودون أن يُحدث في فروة شعره أي جرح”.

شعر واق

ينبُت شعر الجنين خلال الشهر الثالث أو الرابع من الحمل. وتطفو على بشرة جسمه مادة شمعية رطبة عازلة شبيهة بطلاء دهني يكسو الجلد. وتقي هذه المادة بشرة الجنين من الجفاف الذي قد تُسببه مكونات السائل السلوي داخل الرحم. وعند الولادة، تظل هذه المادة العازلة على جسم الجنين لحمايته خلال اللُحيظات التي تلي ولادته من الصدمات المحتملة للجو الجديد الذي يجده خارج رحم أمه الدافئ. وتُنبت البصيلات شعيرات رفيعة وناعمة عديمة اللون على جسم الجنين بكامله. ويُطلق على هذا الشعر الذي يكسو جسم الجنين “زغب الجنين” أو”الشعر الجنيني”. وقد اختلف العلماء في تحديد الدور الأساس لزغب الجنين هذا، فمنهم من يقول إنه يساعد على تثبيت الدهان الشمعي على جلده ويحمي بشرته. وقالت الباحثة الروسية كسينيا بيستروفا إن زغب الجنين يُساعد على نمو الجنين داخل الرحم من خلال نقل الاندفاعات العصبية من بشرة الجنين وعبر الحبل الشوكي إلى المراكز العصبية العليا.

مؤشر ولادة مبكرة

في الشهر الأخير من الحمل، يبدأ الجنين في فقدان هذا الزغب. ويبلع الجنين الزغب المفقود مع ابتلاعه جزءاً من السائل السلوي داخل الرحم، ليُخرجه عند أول فرصة تغوُط على شكل فضلات مع أي مواد أخرى تكون قد دخلت أحشاءه في الرحم. ويختفي هذا الشعر الجنيني لدى المواليد الذين يولدون في الأسبوع الـ39 أو الـ40 بعد الولادة. أما المواليد الذين يولدون قبل انقضاء فترة الحمل الطبيعية، فإن الشعر الجنيني ينتشر على أجسامهم بكميات أكبر. ولذلك فإن أطباء النساء والتوليد وخبراء الرعاية الصحية يتخذون وجود هذا الشعر من عدمه مؤشراً لتحديد إذا كان الرضيع وُلد مبكراً. غير أن وجود هذا الزغب أو الشعر الجنيني لا يشير دوماً إلى ولادة مبكرة، ولذلك ينبغي على الأبوين أن لا يقلقا إذا لاحظا انتشار بعض من هذا الشعر على جسم المولود، إذ قد يبقى هذا الزغب حتى لو حدثت الولادة بضعة أيام فقط من اكتمال فترة الحمل الطبيعية.

إذا وضعت الأم مولوداً أصلع أو شبه أصلع، فإن ذلك يعني أنه فقد معظم شعره الجنيني أو كله قبل الولادة أو أنه على وشك فقدانه كله بعد الولادة. وبعد بضعة أسابيع من ولادته، يبدأ المولود في تعويض الشعر الجنيني الذي فقده بشعر ناضج بسمات ثابتة تلازمه بقية حياته. وخلافاً لأصحاب الشعر الأسود، لا يظهر الشعر الأشقر بسرعة على فروة الرأس. وإذا نما الشعر الجنيني على رأس المولود مجدداً، فإن ذلك يكون مؤشراً على أن المولود يعاني من سوء التغذية أو ضعف جودتها. ويقول الأطباء إن فقدان المولود لشعر رأسه خلال الأشهر الستة الأولى بعد الولادة أمر طبيعي جداً. فقبل الولادة تكون مستويات الهورمونات في جسم الجنين عالية يكتسبها من الأم، لكن هذه المستويات تبدأ في التراجع بعد الولادة وتجعل شعر الرأس يدخل في مرحلة الكمون، وهو ما يعني أن الشعر يتوقف عن النمو. وبانتهاء هذه المرحلة يدخل الشعر في مرحلة النمو فيدفع الشعر الجنيني ويجعله يتساقط، ويطفو على فروة الرأس بدلاً منه شعر جديد وأقوى. وتستغرق مرحلة النمو ثلاث سنوات، بينما تدوم مرحلة الراحة أو الكمون ما بين ثلاثة وستة أشهر. وخلال مرحلة الراحة أو الكمون، يبقى الشعر في البصيلات إلى أن يبدأ الشعر الجديد في البروز. وتدخل 5% إلى 15% من شعر فروة الرأس في مرحلة الكمون في الأوقات التي يعاني فيها الشخص من التوتر أو الحمى أو تغير الإفرازات الهورمونية لسبب ما. وتتراجع الإفرازات الهورمونية للمولود الجديد بشكل كبير بعد ولادته، وهو ما يجعل الشعر الجنيني الذي يولد به يتساقط بوتيرة سريعة. كما أن تساقط شعر الأم بعد الولادة ينتج أيضاً لنفس السبب – تغير مستويات إفرازاتها الهورمونية.

صلع مرضي

إذا لاحظت الأم ظهور بقع صلعاء على رأس مولودها، فعليها أن تنتبه إلى الطريقة التي ينام عليها. فإذا كان ينام على الجهة نفسها ويتخذ الوضعية ذاتها خلال فترات استيقاظه، فإن ظهور بقع صلعاء يكون أمراً عادياً، ويكون كذلك أيضاً إذا كان المولود يحك رأسه كثيراً في الوسادة أو المكان الذي ينام فيه. أما إذا ظهرت على رأس الرضيع بقع صلعاء شديدة الاحمرار، فإن ذلك قد يعني وجود فطريات جلدية معدية مثل سعفة الرأس أو مرض الثعلبة الذي يحدث بسبب هجوم الجهاز المناعي على بصيلات الشعر فيبطئ نموه إلى حد كبير. وعليها في هذه الحالة الإسراع بمراجعة الطبيب.

وهناك أمراض أخرى تسبب تساقط شعر الرضيع مثل قصور الدرقية أو النخامية الذي ينتج عن نقص في إنتاج الهورمونات الدرقية أو النخامية. وهناك اتفاق غير صريح إذن بين العلم والدين والعُرف على أن حلق الشعر الجنيني للمولود هو قرار اختياري يتخذه الأبوان، قد ينفع المولود لكنه لا يضره. وهما إذ يقومان بذلك فإنهما يزفان مولودهما الجديد إلى عالم جديد ويقطعان بقص تلك الشعيرات الناعمة الرفيعة آخر عهد له بعالم رحم أمه الدافئ البريء، ويُفسحان المجال لنمو شعر آخر ثابت الصفات يُلازمه بقية حياته، فيخوض معه غمارها ويشهد معه أفراحها وأحزانها، فيكون شعره عُرضة للجزر بعد طول امتداد، تبعاً لتقلباته المزاجية وحالاته النفسية وظروفه الصحية.

عن أكثر من موقع

ترجمة هشام أحناش

يعطيج العافيه

خليجية

معلومات مفيده بصراحه ..

يعطيج العافيه ..

يااا سبحان الله

يعطيج العافيه وشكرا على النقل

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.