قال صلى الله عليه وسلم (( … الرعد ملك من الملائكة موكل بالسحاب بيديه أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب والصوت الذي يسمع منه زجره السحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمره )) / السلسلة الصحيحة 4/191
وفي الحديث الآخر (( الرعد ملك من ملائكة الله، موكل بالسحاب، معه مخاريق من نار، يسوق بها السحاب حيث شاء الله )) حديث حسن في صحيح الجامع 3553
وروي أيضا (( أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ، ما هو ؟ قال : ملك من الملائكة موكل بالسحاب، معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله. فقالوا : فما هذا الصوت الذي نسمع ؟ قال : زجرة بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر. قالوا : صدقت )) / صححه الألباني في صحيح الترمذي 3117
عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه كان إذا سمع صوت الرعد قال : سبحان الذي سبحت له وقال إن الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه / أخرجه البخاري في الأدب المفرد وحسنه الألباني
× شرح الحديث
قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن المباركفوري في شرحه على سنن الترمذي [ تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي ] :
( معه مخاريق ) جمع مخراق، وهو في الأصل ثوب يُلفُّ ويَضرِبُ به الصبيان بعضهم بعضا، وأراد به هنا آلة تزجر بها الملائكة السحاب.
( يسوق ) أي الملك الموكل بالسحاب.
( بها ) أي بتلك المخاريق.
( زجرة ) أي هو زجرة.
( إذا زجره ) أي إذا ساقه، قال الله تعالى: { فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا } يعني الملائكة تزجر السحاب، أي تسوقه.
( حتى ينتهي ) أي يصل السحاب.
وأما أن البرق والرعد ناتج عن احتكاك السحب وما إلى ذلك .. فهذا أيضا صحيح
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ في مجموع الفتاوى ( 24 : 263 ) :
"وأما الرعد والبرق ففي الحديث المرفوع فى الترمذي وغيره أنه سئل عن الرعد قال ( ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله ) وفى مكارم الأخلاق للخرائطي عن علي أنه سئل عن الرعد فقال ملك وسئل عن البرق فقال مخاريق بأيدى الملائكة وفى رواية عنه مخاريق من حديد بيده وروى فى ذلك آثار كذلك. وقد روي عن بعض السلف أقوال لا تخالف ذلك كقول من يقول أنه اصطكاك أجرام السحاب بسبب انضغاط الهواء فيه، فإن هذا لا يناقض ذلك، فإن الرعد مصدر رعد يرعد رعدا وكذلك الراعد يسمى رعدا كما يسمى العادل عدلا، والحركة توجب الصوت، والملائكة هي التي تحرك السحاب وتنقله من مكان إلى مكان، وكل حركة في العالم العلوي والسفلي فهي عن الملائكة، وصوت الإنسان هو عن اصطكاك أجرامه الذي هو شفتاه ولسانه وأسنانه ولهاته وحلقه، وهو مع ذلك يكون مسبحا للرب وآمرا بمعروف وناهيا عن منكر، فالرعد يزجر السحاب وكذلك البرق، قد قيل لمعان الماء أو لمعان النار، وكونه لمعان النار أو الماء لا ينافي أن يكون اللامع مخراقا بيد الملك، فإن النار التي تلمع بيد الملك كالمخراق مثل مزجي المطر، والملك يزجي السحاب كما يزجي السائق للمطي، والزلازل من الآيات التي يخوف الله بها عباده، كما يخوفهم بالكسوف وغيره من الآيات والحوادث، وحكمة كونها آية يخوف الله بها عباده هي من حكمة ذلك، وأما أسبابه فمن أسبابه انضغاط البخار في جوف الأرض كما ينضغط الريح ظاهرا في المكان الضيق فإذا انضغط طلب مخرجا فيشق ويزلزل ما قرب منه من الأرض " .اهـ