تخطى إلى المحتوى

الاستغناء والمسؤلية الفردية .ثقافة المسلمه

  • بواسطة

يوجه الحق سبحانه وتعالى نداء إلى الناس
ينبههم فيه إلى فقرهم إليه سبحانه وإلى غناه عنهم
وإلى مسؤولية كل إنسان عن نفسه
وبما أن كل انسان مسؤول عن نفسه فعليه أن يطهرها قبل فوات الأوان
فـــ لنبحر في آيات الله اليوم لنكسر حاجز الأسى و البحث عمن يواسينا في ظلمات الدنيا..
والأولى أن نركز على ظلمات الآخره
فـــ هى أشدة وحده و مجهولة لنا..
لأن الآخره " يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه لكل امرىء منهم يومئذٍ شأن يغنيه"
فــــ تأملي في آيات الله أيتها الحزينة..أيتها الاجتماعية…أيتها المشغولة..أيتها الأم والأخت والجدة

الغنى عن الناس

فقوله تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ "

نداء إلى الناس يعرّفهم فيه إلى حقيقة أمرهم ولأنهم لا غنى لهم عن خالقهم عزوجل
ولفظ "الفقراء" في الآيات ليوضح للناس أنهم لشدة افتقارهم إليه
هم جنس الفقراء والخلائق كلها مفتقرة إليه من الناس وغيرهم، والفقر يتبع الضعف،
وكلما كان الفقير أضعف كان أفقر
وجمع سبحانه في وصف ذاته بين الغنى الحميد للإشعار
بأنه تعالى بجانب غناه عن خلقه، هو الذي يفيض عليهم من نعمه ويعطيهم من خيره وفضله
فوجب علينا أن نحمد بقلوبنا وألسنتنا!

وقوله:" إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ،وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ "

بيان لمظهر من مظاهر غناه عن الناس.. أي إن يشأ يهلككم ويزيلكم من هذا الوجود ويأتي بأقوام آخرين سواكم.. فوجودكم في هذه الحياة متوقف على مشيئته وإرادته..
وقوله عزوجل" وما ذلك على الله بعزيز" أي إفناءكم ليس بصعب أو عسير أو ممتنع على الله لأن قدرته تعالى لا يعجزه شيء

مسؤولية فردية

وقوله تعالى:" وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ"

ثم بيّن سبحانه أن كل نفس تتحمل نتائج أعمالها وحدها

فقال:" ولا تزر وازرة وزر أخرى" أي ولا تحمل نفس آثمه إثم نفس أخرىحتى لو كانت من أقربائها وذوي رحمها.. حتى لو تطلب أن تحمل عنها شيئاً من ذنوبها لا تجد الاستجابة

قال تعالى:" يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده ولا مولود جاز عن والده شيئا"

ولكن كيف نوفق بين قوله تعالى:" ولا تزر وازرو وزر أخرى" وقوله تعالى:" وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم"

يقول صاحب تفسير الكاشف:

الآية الأولى عامة تشمل كل الناس فالنفوس الوازرات لا ترى واحدة منهن إلا حاملة وزرها..

أما الآية الثانية فهى في الضالين المضلين وإنهم يحملون أثقال إضلالهم لغيرهم من أثقالهم

حض على تزكية النفوس

حض سبحانه على تطهير النفوس

فقال :" فمن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير"

أي ومن تطهر من ذنس الكفر والفسوق والعصيان وحصن نفسه بالإيمان والعمل الصالح والتوبة
النصوح..فإن ثمرة تطهره يعود إلى نفسه وحدها وإليها يرجع الأجر والثواب واله تعلى إليه مصير العباد لا إلى غيره..
وهذه دعوة لي ولكل إنسان مسلم إلى تزكية النفوس وتطهيرها من كل سوء
بعد بيان أن كل نفس مسؤولة وحدها عن نتائج أفعالها

وهكذا كتبت لكن كل ما يهمنا من أمر دينا ودين..وعلينا أن ننتبه ولا نغفل ولا نيأس
فكل يأس منا ضياع أوقاتنا وأذكارنا…و قد استخلفنا الله على هذه الأرض لأجل تعمير الأرض وعبادة الله وحده..وليس على الله ببـــ عيد أن يستبدلنا بقوم آخرين كما فعل بأقوام سابقة..

فانتهزي يا أمة الله قدر ما عندكِ من جهد في عبادة الله فالعمر قصير..وإلى القبر نصير
و المال والبنون سيعودون..ولا يبقى معكِ سوى العمل

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إننا ضعفاء فقونا…وإننا ذليلات فأعزنا..وإننا فقراء فارزقنا

بقلم هادية جداً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.