السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله وحده , والصـــلاة والسلام على رسول الله
وآله وصحبه , أما بعد :
فقد يبتلي الله عباده بالفقر والحاجة … قـال تعالى :
( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّــنَ
الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّـذِينَ
إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ )
كمـا يبتليهم بالنعــم وسعة الرزق … ليختبر إيمانهم
وشكرهم قال تعالى ( أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ
اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ) والعاقبة الحميدة في كــل ذلك
للمتقين الــذيــن تكــــون أعمالهم وفق ما شرع الله
كالصبر والاحتساب في حال الفقر وشكر الله عــلى
النعم وصرف المال في مصارفه في حال الغنى .
ومــن الاقتصاد صرف المال فـي مصارفه في المأكل
والمشرب مــن غيـــر تقتير عـــلـى النفس والأهل ,
ولا إسراف فــي تضييع المال مـــن غير حاجة وقد
نهى الله عن ذلك كله قــال تعــالــى ( وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ
مَغْلُولَةً إِلَــى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُــــــلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ
مَلُوماً مَّحْسُوراً ) وقال تعالى في النهي عن إضاعة
المال ( وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَـــعَلَ اللّهُ
لَكُمْ قِيَاماً ) الآية . نهى الله جل وعلا فـي هذه الآية
عن إعطاء الأموال للسفهاء ؛ لأنهم يصرفونها فـي
غير مصارفها فدل ذلك عـــلى أن صرفها فـــي غير
مصارفها أمر منهي عنه , وقال تعالى ( يَا بَنِي آدَمَ
خُــذُواْ زِينَتَكُمْ عِــنــدَ كُـــلِّ مَسْجِـــدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ
وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) وقــال سبحانه
( وَلاَ تُــبَــذِّرْ تَبْذِيــــراً ، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ
الشَّيَاطِينِ ) الآية . والإسراف هو : الزيادة فــي
صرف الأموال عــلى مقدار الحاجة .
والتبذير : صرفها في غير وجهها .
وقــــد ابتلـي النـــاس اليــــوم بالمباهاة فـــي المآكل
والمشارب خـــاصــة فـــي الولائم وحفلات الأعراس
فلا يكتفون بقــدر الحاجة وكثيـــر منهـــم إذا انتهى
الناس مـــن الأكــــل ألقوا باقي الطعام فـــي الزبالة
والطرق الممتهنة . وهذا من كفر النعمة وسبب في
تحولها وزوالها , فالعاقل مــن يزن الأمور بميزان
الحاجة وإذا فضل شيء عن الحاجة بحث عمن هو
في حاجته وإذا تعذر ذلك وضعه في مكان بعيد عن
الامتهان لتأكله الدواب ومن شاء الله ويسلم من
الامتهان .
والواجب عــلى كــل مسلــم أن يحرص عـــلى تجنب
مانهى الله عنه وأن يكون حكيما في تصرفاته مبتغيا
في ذلك وجه الله شاكرا لنعمه ,حذرا من التهاون بها
وصرفها في غير مصارفها قــال تعالى ( لَئِن شَكَرْتُمْ
لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)وقال عز وجل
( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ )
وأخـبــر سبحــانــه أن الشكر يكون بالعمل لا بمجرد
القول فقال سبحانــه ( اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ
مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) فالشكر لله سبحــانـــه يكـــون
بالقلب واللسان والعمل , فمـن شكر الله قولا وعملا
زاده من فضله وأحسن له العاقبة ، ومــن كفر بنعم
الله ولم يصرفها في مصارفها فهو على خطر عظيم
وقد توعده الله بالعذاب الشديد .
ونســـأل الله أن يصلــح أحــوال المسلمين ويمنحهم
الفــقــه فــي دينــه وأن يوفقنـــا وإياهم لشكر نعمه
والاستعانة بها على طاعته ونفع عباده إنــه ولـــي
ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وآله
وصحبه وسلم .
كتاب مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز (ج21/ ص98)
(( بتصرف ))
ملاحظة : أخواتي إلي بيعرسون بعد إنتهاء العرس حرام تعقون الأكل أتصدقوا فية بدال لاينعق إن شالله الله يبارك في عرسج