السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
كيف تكون فقير ومعك الغني؟!
كيف تكون ضعيف ومعك القوي؟!
فلذلك لا تكون فارقة معنا تمامًا فأنا رامي كل همومي على ربي
يارب دبِّر لي فإني لا أحسن التدبير
فمن تكون هذه المعاني بداخله لابد أن يكون عايش في أمان وفي سكينة وطمأنينة،
أمر آخر: نحن موقنين بكلام النبي صلى الله عليه وسلم: النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرًا،إن مع العسر يسرًا(صحيح، السلسة الصحيحة)
وقال صلى الله عليه وسلم -فيما رواه الحاكم وصححه الألباني-: ما رزق عبد خير له ولا أوسع من الصبر.
فعندما يكون عنده الصبر فهذا من أعظم العطايا التي يمنَّ بها الله على المرء،فاعلم أنك لن تفعل أي شيء إلا بالصبر،
لابد أن تصبر حتى تنجح في حياتك
لابد أن تصبر في حياتك الدراسية وتُكابد حتى تستطيع الحصول على الدرجات الطيبة التي بعد ذلك ستكون سببًا في عملك في مكان جيد،
فلابد أن تصبر، لأنك لن تحصل على أي شيء بدون صبر
فلابد أن يكون يقينك في الله أن النصر مع الصبر، بمعنى: كل ما سأصبر أكثر كل ما سيكون الرزق أفضل بالنسبة لي وهذا هو يقيني،
فاختار
مثلا: تجد شخص في أول الإلتزام يبحث عن زوجة أو أخت في بداية الإلتزام تقول مثلًا: ابحث لي عن زوج،
فأنا أنظر فأجد مثلًا الأخ مازال في البداية فبالتالي سيأخذ زوجة مثله مازالت في البداية،
ولو كان صبر قليلًا كنا سنختار له أخت من شريحة أخرى،
مثلًا هو الآن لم يحفظ ولا شيء من القرآن ثم صبر قليلًا فحفظ قدر من القرآن فبدأت تظهر مؤهلاته الإيمانية وأنتج شيء،صبر حتى حفظ مثلًا ثلاث أو أربع أو خمس أجزاء فأصبح قدره أكبر فهنا لا ينفع أن يأخذ أخت مازالت في البداية بل يريد أخت أكبر قدرًا منها قليلًا في الإلتزام، وهكذا
الأخ فعل في خلال سنة أمور لم يكن أحد أن يتصور أن تنتهي في خلال سنة، وكذلك الأخت، فلا ينفع أن تأخذ أو يأخذ زوج في بداية الإلتزام،
فدائما المسألة تكون بهذه الطريقة
اعلم أن النصر مع الصبر
ما الحكمة فيما يحدث لك؟
إن الله يُعدك لتحمل المسئولية العظيمة حتى يكون الزواج لك قُربة وليس فتنة
اختار
أتتذكرون الثلاث طرق؟
لقد قلنا أن الله يُعامل الناس بثلاث طُرق في الإبتلاء:
1- تٌبتلى وتأخذ في الحال العقوبة بمعنى تُذنِب فتأخذ العقوبة في الحال
2- وطريقة أخرى: تُمهَل ولكن العقوبة تكون أشد
3- وطريقة ثالثة: يتركك تمامَا( قل تمتعوا) ولكن هذا الترك استدراج لك ثم يأخذك أخذ واحدة أخذ عزيز مقتدر
أي طريقة تختار؟
هل تريد أن تحتار الطريقة الثالثة وتُعامَل بها وهي طريقة الاستدراج،
فيعطيك كل شيء وتأتي سوء الخاتمة والعياذ بالله!
قال صلى الله عليه وسلم – فيما رواه الإمام أحمد والطبراني وصححه الألباني- : " إذا رأيت الله تعالى يعطي العبد من الدنيا ما يحب ، وهو مقيم على معاصيه فاعلم أنما ذلك منه استدراج "
(( سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ )) (القلم 44:45)
فاحذر أن تكون أنت تمكر بالله، احذر
اللهم امكر لنا ولا تمكر علينا
ما المطلوب؟
السؤال الثاني:ماذا تصنع في فترة ما قبل الزواج ؟
* هناك أُناس- في الاستبيان- ذكروا أنهم يضيِّعون هذه الفترة في التفكير والقلق في انتظار شريك الحياة ، وكثير منهم يُصاب بشيء من الإكتئاب والإحباط ،والأيام تمرّ ولا يوجد توفيق فييأسون .
* والبعض يعتبرها فترة فراغ ، ويلهِّي نفسه بأي شيء .
* وهناك البعض ذكر أنه يُحاول التركيز في أي شيء من أمورنا الحياتية كــ: الدراسة ، الشغل،كنوع من الهروب من هذا الشبح وهو القلق في انتظار شريك الحياة .
** بنت كان هدفها دراستها و الشغل و طموحات وعندما كبرت عمرها أصبح 30 عام وأصبح هدفها الأساسى الزواج و الفكرة تغيرت 180% ، أصبحت تقول: لو لم أتزوج الأن فلن أتزوج بعد ذلك فلقد مرَّ العمر بي، فلقد انشغلت بعملي والتفوق حتى جرى العمر بي إلى سن الثلاثين…
عندما سألناها : ما الهدف الذى تعيشى من أجله ؟
قالت الهدف الذى أعيش من أجله !،"أتصدقين أني والله لا أعرف،أعيش هكذا وولا أعلم لما!"
اسأل نفسك هذا السؤال: ما هدفك في حياتك؟
عندما تصل لنهاية الموضوع تجد نفسك فعلًا لا تعرف حقيقة ما هو هدفك
ما المطلوب؟
ترد قائلا: الزواج سنة الحياة
طيب، ما هو المطلوب بعد ذلك؟
يقول لك: أن يكون معي مال حتى أستطيع أن أفتح بيت وأتزوج
وماذا بعد ذلك؟
لا يوجد شيء
ما النفع الذي سيعود عليك بهذا الأمر؟
أعيش جيدًا
طيب وهل العيشة الجيدة هي نهاية المطاف؟
ستموت والله، فلابد أن تعمل لآخرتك،
لابد أن تكون دراستك وعملك وكل شيء في حياتك مُوظفة لخدمة هدف اسمه: (( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) (الأنعام:162)
فعندما تنظر وتتعمق في هدفك ممكن تجد أنك لا تعرف لماذا أنت تعيش!
كيف يمكننا استغلال هذه الفترة-فترة ما قبل الزواج- بشكل صحيح:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -فيما رواه الحاكم وصححه الألباني- : " اغتنم خمسًا قبل خمس : حياتك قبل موتك ، و صحتك قبل سقمك ، و فراغك قبل شغلك ، و شبابك قبل هرمك ، و غناك قبل فقرك "
اسألوا المتزوجين ، ستجدونهم يقولون: هناك فترات ضاعت منَّا قبل هذه المسئوليات، يا ليتنا كنا فعلنا كذا وكذا قبل الزواج، فبعد الزواج أصبح يتحرك بقدم ثقيلة، وانتبه ليس معنى هذا أن بعد الزواج انتهى الأمر،
لكني أذكِّر من هم في مرحلة ما قبل الزواج لكي يصلح أموره من الآن ويغتنم الفراغ قبل الشغل، والشباب قبل الهرم.
1- طبعا لا حيلة لنا في الرزق ، فالذي سيظل يُفكِّر وو ..،نقول له: إن التفكير لن يأتي بنتيجة ،كل ما عليك عمله هو التفكير في كيفية تحقيق ذاتك عند الله
أحقق ذاتي عند الله..ماذا تعني؟
البعض يتزوج حتي يقول بعد ذلك: أنا متزوج وعندي بيت وأسرة،
فهو يرى أنه بذلك قد حقق ذاته
كلنا فينا هذا الأمر وهذه غريزة وهي :تحقيق الذات،
ولكن المهم: أن تحقق الذات عند الناس، أم تحقق الذات عن رب العالمين؟!
ما اسمك عند الله؟
انظروا ماذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقًا "
مازال العبد يصدق حتي يكتب عند الله صديقا
هل لنا أسماء عند الله؟
نعم
إذا كنت صادق
فتُكتَب فلان الصادق
ولو كنت كاذبًا فتُكتَب فلان الكاذب،
أو فلان كذا
فما اسمك عنده؟
هذا هو تحقيق ذاتك عند الله وهو أن يكون لك اسم عنده: الصادق، الصالح، الصائم، العالم، العابد، الزاهد، او أي اسم تتباهي به فعلًا يوم القيامة
هذا هو المطلوب
إنما لا تشغل بالك الآن بالزواج، فلن يكون اسمك عند الله المتزوج، لن يكون هذا اسمك عند الله.
****************
2- من يقول: أنا قلقان
نقول له:القلق ينافي اليقين والثقة بالله .
فالمؤمن دائمًا شعاره:
ءالله أمرك بهذا؟!
نعم
إذًا لن يضيِّعنا
هو خلقك لتفعل ما تفعله الآن؟
نعم
ولم تأخذ حتى الآن ما تريد؟
نعم
إذًا لن يُضيِّعك
فلابد أن تكون ثقتك في الله:إذًا لن يضيِّعنا
فالمؤمن لا يكون عنده قلق
لما يكون عنده قلق وهو واثق في الله!
كان أبو سليمان الداراني يقول : من وثق بالله في رزقه زاد في حسن خلقه ، وأعقبه الحِلم (أي رزقه الصبر، وهذا حل للذين يعانون من الغضب السريع)، وسخت نفسه في نفقته ، وقلت وساوسه في صلاته(أي لا يستطيع الشيطان أن يقترب منه وكأنه يقول للشيطان: اخسأ يا لعين فأنا في حماية رب العالمين) .
وقال شقيق البلخي : من أراد أن يعرف معرفته بالله ، فلينظر إلى ما وعده الله ووعده الناس، بأيهما قلبه أوثق .
لقد وعدك الله أنك لو آمنت وعملت الصالحات فليُحيينك حياة طيبة، ويكون هذا يقينك،
والناس تقول لك: لو تزوجت الجميلة وحصلت على سيارة جميلة وحصلت على بيت جيد في مكان بعيد عن الضوضاء والمشاكل، ومعك من المال رصيد جيد، وعمل ذو مرتب ثابت جيد، فقد حيزت لك الدنيا بحذافيرها،
فالناس تقول لك ذلك.
فأيهما قلبك أوثق؟!
انتبه من فقه الطريق قلنا لك:
أن تعرف الله
تعرف نفسك
تعرف الطريق
ومن فقه الطريق أيضًا: أنه لابد أن يحدث ابتلاءات حتى يتضح إن كنت صادقًا أم لا.
*************
3- البعض يقول: عندي يأس واحباط وهذه الفترة للأسف الشديد تكون فترة نفسية عصيبة:
اليأس والإحباط هما سلاح الشيطان الفتاك،
فكر معي: لم تفعل ذنوب ومعاصي؟
ترد قائلًا:لأني لم أجد شيء أفعله ففعلت معاصي، أو لأنني تعودت على المعصية ففعلتها.
فالشيطان يوصلك لدرجة اليأس والاحباط، فيقول لك: أنت التزمت ودخلت المسجد ولم يعطيك، فارجع إلى ما كنت عليه.
فللأسف الشيطان يغرس في قلبك اليأس والإحباط
" إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" (يوسف:87)
فيجعلك الشيطان تقع في الكفر في وقت قليل لو يأست
إنما المؤمن لا ييأس أبدًا فيقول: أنا واثق في الله فالله سبحانه وتعالى سيرزقني،
وإن شاء الله سأتوب من المعاصي وربنا سبحانه وتعالى أكرم وأعظم وأحلم وأعلى من كل ما يتصوره العباد، فقلبي موصول به وواثق أن الله سبحانه وتعالى لن يُضيِّعني
حتى لو كنت لا أسير بشكل صحيح؟
قلنا لك سنصحح الطريق معًا
قد تقول: أنا حاولت أن أسير في الطريق ولكن لم يعطيني!
اعلم أن الله يُعطيك بقدر، فالذي ينفع لك يُعطيه لك والذي يصلح لك يعطيه لك
فلابد أن ترضى بما أعطاه لك.
ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا. (صحيح، صحيح وضعيف الجامع الصغير)
فالله حبيبي وأنا راضي بكل ما يأتي منك يارب
فلو زُرِع هذا بداخلك لن تقلق ولن تكتئب ولن تحمل الهمّ أبدًا
هذا هو الحل للخروج من هذه الفتن في هذا الأمر.
**************
4- يقول البعض: نقضي فترة ما قبل الزواج تلاهي:
قال تعالى: ((أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا)) (المؤمنون:115)
والله عمرك هذا ستُسأل فيما أفنيته.
***************
5- من يقول: نشغل أنفسنا في أي أمر حياتي:
قلت لكم: اشغلوا أنفسكم في أمر يُقربكم من الله،
سنعمل وندرس ولكن بنية مختلفة وهذا هو المطلوب أن يحدث بداخل قلبك :أن يتحرك هذا المعنى بداخلك،
فبدلًا من أن يكون ما تفعله من أجل الدنيا، لابد أن تفعل ما تفعله ولكن توظف ما تفعله لخدمة هذا الهدف: وهو رضا الله.
**************
6- هناك البعض كانت إجابتهم على الاستبيان ممتازة وقالوا لنا على أفكار عملية ممكن نطبقها:
(1) البعض قال : إن فترة ما قبل الزواج هي فترة البناء الإيماني ، ووالله لنرين الله ما نصنع، فهذه الفترة لن نضيعها من عمرنا، وسنظهر لله مقدار طلبنا له.
(2) وآخرون قالوا : أن فترة ما قبل الزواج هي فترة التربية للنفس ، فنحن نريد أن نلتزم بشكل صحيح ، حتى أستطيع إخراج وإنتاج جيل صالح عندما أتزوج وأفتح بيت ، فإن فاقد الشيء لا يعطيه
(3) هناك من قال: أن الزواج غيب لا يعلمه إلا الله،
فالله أعلم إن كان الزواج بالنسبة لي خير أم شر، أو إن كان نعمة أم نقمة،
فلذلك سأشغل بالي بالذي يُقربني عند الله،و سأركِّّز في حفظ القرآن وطلب العلم واصلاح العبادات.
أخت متزوجة قالت فكرة جميلة جدًا: قالت: أن فترة ما قبل الزواج-وخاصة للأخوات- هي فترة فيها المرأة لا تكون منشغلة بأمور كثيرة من بيت وأولاد، فلو المرأة مخلصة وأصلحت نفسها في هذه الفترة مؤكد سيُصلح لها ربها الزواج
من أصلح النهار أصلح الله له الليل
(من أصلحها-أصلح هذه الفترة- صلح له زواجه-أي سيُصلح الله له حياته بعد الزواج-)
أهم الدروس التي نريد ان نتعلمها من فترة ما قبل الزواج:
1- درس الرضا:
قالوا:إن الرضا يُفرِّغ القلب لله ، بينما السخط يُفرِّغ القلب من الله .
لكي تُطبق درس الرضا عملي:
ابعد عن كل المثُيرات والفتن وبالذات صحبة السوء،
وصحبة السوء التي أقصدها هم الذين يفتحون عليك الدنيا
النبي صلى الله عليه وسلم-فيما رواه ابن حبان وصححه الألباني- قال: انظر إلى من هو تحتك ولا تنظر إلى ما هو فوقك،فإنه أجدر ألا تزدري نعمة الله عندك.
فطالما تنظر لمن هو فوقك فلن ترضى بما قسم الله لك وستزدري نعمة الله عليك.
إنما لو المرء-حتى لو كان غنيًّا وحتى لو كان معه مال- عندما يجلس معك لا يتكلم عن المال ولا يظهر هذا الأمر،
وأنا رأيت أناس هكذا-ما شاء الله لاقوة إلا بالله- عمرك ما تشعر أنه كذلك،
ماشاء الله حاله ميسور جدًا ولكنه انسان في وسط الناس بسيط وعادي جدًا
لأن وزن وقدرالإنسان ليس بالمال، فهو يفهم هذا المعنى جيدًا،
فعندما يجلس معك لن يتحدث عن دنيا ومال،
وكذلك الأمر بالنسبة للأخوات، فقد مرّ عليّ تجارب طلاق وغيره بسبب هذا الأمر، فتجد الأخت تجلس وسط الأخوات وتقول: فلان فعل كذا واشترى لي كذا ووو
فتجد بعد ذلك فلان هذا قد ترك الأخت
لما؟
لأنها وقت ما كانت تتحدث عن ما حصلت عليه لم تكن تتحدث من باب: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ(الضحى:11)
مثلما أيضًا تجد رجل يتزوج ويُجِلس عروسه بجانبه ليشاهدها الجميع حتى يُقال: انظر إلى جمال عروسه!
أو تجد امرأة تتحدث عن زوجها أو خطيبها فتقول: إنه كريم جدًا لتتباهي في وسط النساء ليس إلا، إنما لو هذه المرأة قالت ما قالت من باب التحدث بنعمة الله سبحانه وتعالى عليها يستحيل أن يأتي لها حسد، فالحسد يُمنع عنها لأن الله سبحانه وتعالى أخبر على لسان نبيه
أن الناس إذا اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك،
لكن لأن حظ النفس دخل في كلام المرأة ولأنها تُحب أن تُظهر أمام الناس أنها الوحيدة التي معها كذا وكذا، فيُقلب عليها الأمر وتأخذ العقوبة في الحال.
فكل واحد منا لابد أن يضبط أموره ولنتكلم في أمور ديننا أفضل لنا،
ابعدوا عن الدنيا،
اجعلوا اجتمعاتنا في شيء آخر ويكون كلامنا في اتجاه آخر غير الدنيا، ولا يكون كلامنا مع بعض حتى نتمايز على بعض في الدنيا،
فالتمايز عند الله ليس بالدنيا،
التمايز عنده بالتقوى
(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات:13)
ابعد عن كل هذه الوسائل المثيرة حتى تستطيع أن ترضى عن الله
بشكل عملي:
لابد أن يكون لك منهج في الحياة،
وأن يكون عندك هدف،
ويكون لديك وسائل لتحقيق الهدف،
نريد حياة إيمانية ،
نريد تربية صحيحة،
نريد أن نتطهَّر من عيوبنا ،
لابد أن تقف وقفة مع النفس تتغير فيها.
ماذا تفعل في هذه الفترة؟
2- اضرب في كل عمل صالح بسهم في الذي تستطيع عمله، فلا تجعل نفسك في عمل صالح واحد فقط حتى لا تنقلب عباداتك لعادات،
يعني مثلًا :أرى بعض الشباب يُركز في طلب العلم وتجد أحواله مع الله ليست مضبوطة،فلا تجد عنده قيام ولا صيام ولا أي شيء،
فتجده يتكلم جيدًا ولكنه لا يعمل بما يتكلم.
أو تجد البعض لا يهتم بقضايا الأمة ولا يهتم بأي موضوع.
ولكني أجد شباب آخرين-ماشاء الله لاقوة إلا بالله- أنا أغبطهم،
أحد الشباب يحكي لي ويقول: أنهم مجوعة شباب يجمعون بعضهم البعض وينزلون إلى القرى،مثلًا قرية لا يوجد بها ماء فيبحثون أين توجد المواسير العمومية للمياه في هذا المكان ويتفقون مع أحد المسئولين حتى يعملوا على ايصال الماء لهذه القرية،
وبعد ذلك
يمرون على البيوت ويسألون الناس عن أحوالهم، فإن وجدوا أحدهم مثلاً لا يُصلي أو يفعل كذا من المعاصي يقولون له : لن نوصِّل الماء لك حتى تترك المعصية الفلانية،
في أحد البيوت دخلنا فوجدنا رب الأسرة مفرط وقلنا له :لن ندخل الماء لك، فوجدنا طفل صغير فسألنها عن أحواله فوجدناه يحفظ قدر من القرآن حوالي 5 أو 6 أجزاء فقلنا له: اقرأ علينا، فقرأ الطفل من حفظه،
فقالوا لرب الأسرة: لأجله تٌرزَق،سندخل الماء لك من أجل ابنك،
فخرج الرجل معهم ودخل المسجد وبفضل الله التزم من بعدها،
وهكذا
فعلا هؤلاء شباب رجال بحق
انظروا كيف فكروا ونفذوا هذه الأفكار وشجعوا بعضهم البعض
انظروا فلقد فتحوا في باب-ماشاء الله لاقوة إلا بالله- خير كبير
تجد أناس آخرين يفكرون في عمل صدقات جارية فعلًا تجعل ميزانه ثقيل بالحسنات، فلا يفكر في نفسه فقط، فتجد الأمر يفكر كيف يعمّ الخير في هذه المنطقة مثلًا، فمثلًا يفكر في انشاء دار تحفيظ في المنطقة، ويفكر في انشاء دار للماتقي الله ن، ويهتم بقضايا الناس من حوله، ويهتم بأحوال الناس ويكون كل هذا العمل في ميزان حسناته، فكل الخير الذي يفعله يكون في ميزان عمله.
اضرب في كل باب صالح بسهم لأن هذا هو علامة العبد الشاكر
وقد اتفقنا أن الفراغ نعمة
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم:نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ. رواه البخاري
فأنت الآن متفرغ قليلًا حتى لو كان عندك مشاغل أخرى غير الزواج لكن هذه المشاغل أقل من مشاغل ما بعد الزواج،
كيف يكون هذا الفراغ نعمة؟ وكيف تشكر هذه النعمة؟
قال البيهقي: ألا يدع بابًا من أبواب الخير إلا ودخل على الله منه.
فالحل:
ألا تترك باب من أبواب الخير إلا ضربت بسهم فيه،
ومثلما قلنا لا تُركِّز في أمر واحد فقط،
اشتغل في الصيام، أو الدعاء والتضرع، أو الدعوة،… افتح في كل باب من أبواب الخير ووقتها فقط ستشعر أنك تعيش بحق وتفعل أمور ذات قيمة لها طعم ونكهة ولذة ما بعدها لذة وهذا عندما تشعر أنك فعلا تسير على طريق مستقيم.
3- تحتاج أن تتعلم في هذه الفترة كيف تسوس نفسك:
لقد اتفقنا أن النفس مثل الزوجة،وبالنسبة لكِ مثل الزوج،
فلابد أن تعرف كيف تُعطي وكيف تأخذ
ضع أماك هدف وحققه..فماذا ستفعل:
مثلاً ستصوم هذا الأسبوع..
أسبوع؟
كثير
لا، صم فأنت لم تفعل هذا الأمر سابقًا مثلاً
ما رأيك تصوم أسبوع ،سبعة أيام متتالية صيام
أنا آخذ بعموم الأحاديث التي ذكرت فضل الصيام
ولكن ضع الهدف أمامك ونفذه.
تجد نفسك تقول لك: لن تستطيع فعل هذا الأمر، فأنت تعمل والعمل مرهق وتحتاج إلى جهد وتركيز بعد العمل متعب فلن تستطيع الصيام، فإن صمت لن تستطيع أداء عملك كما يجب وو..
قلها لها: لا، سأصوم
فأنت في رمضان ماذا تفعل!
ونحن الآن في الشتاء فموضوع الصيام سهل.
**هدف آخر: سأختم قراءة القرآن في أسبوع
قد تقول لي: لم أفعل ذلك مسبقًا، فأنا أقرأ جزء بالكاد
أقول لك: لا، ضع هدف أمامك واسعى جاهدًا لتحقيقه حتى تُلجم نفسك به.
أقسِم على نفسك:
مثلًا: سأستديم على قيام بمئة آية لمدة شهر
سأقسم على نفسي بذلك
فإذا وضعت أمامي هدف إيماني وبدأت أركز عليه، فبدأت النفس تؤخرني عن الهدف، ولكن جاهدتها وحققت الهدف فمن هنا عرفت كيف أروِّضها.
فمهما حاولت نفسك تخذيلك وتثبيطك فجاهدها وحقق هدفك حتى تعرف تسوسها بعد ذلك،
فإن لم تجاهدها فستقع ولن تستطيع تحقيق أي أهداف.
إذًا تتدرب على كيف تسوس نفسك.
4- أريدكم يا شباب في فترة ما قبل الزواج أن تتعلموا إدارة وليس المقصود علم إدارة، إنما تتعلم كيف إدارة أمر معين ،
مثلًا: تُكوِّن فريق عمل يفكر في أي فكرة دعوية -مما قلنا لكم- أو أي عمل خير للناس،
يكون مثلًا عدد المجموعة خمسة أفراد، فيهم واحد يُدير هذا الفريق ولتكن أنت القائد، وذلك لكي تتعلم القيادة وكيف تقود،
لأنك بعد ذلك ستفتح بيت فتتعلم كيف تقود،
فيوزِّع قائد الفريق المهام على أفراد الفريق ويقول لكل واحد منهم طبيعة مهمته،
حتى تستطيع بعد ذلك أن تكون رب بيت بحق، وحتى تكون لك القوامة بحق.
كيف تتعلم فن القيادة؟
المطلوب في فترة ما قبل الزواج أن تفعل ما ذكرنا
بالنسبة للأخوات: استغللن هذه الفترة-فترة ما قبل الزواج- في تعلم فنون الطهي،
وتتعلمين كيف تكونين أم صالحة وكيف تُربين الأولاد تربية وتنشئة اسلامية صحيحة سليمة،
وتتعلمين فن الزينة وحُسن التبعل حتى تُعدي نفسك لأن تكوني زوجة صالحة لأن الشرع رغَّب في هذا الموضوع،
فتتعلم المرأة هذه المعاني
لأن بعد الزواج كل ما تعلمته سيتم تنفيذه ، فلابد أن تكون الأخت مُدركة لكل هذه الأمور قبل الزواج.
7-قلنا أن في الطريق يوجد مشاكل من ضمن هذه المشاكل: ضغوط البيت والمجتمع:
فتقول لي: أنا متفق معك في كل ما تقول: عن الرضا والصبر والانشغال بطاعة الله في هذا الوقت وكل ما ذكرت، ولكن هناك شيء : فمن حولي يضغطون عليّ، فوالدي ووالدتي يلحون علىَّ بالزواج،أو يقولوا للبنت: أنا أدعي لكِ يا حبيتي في كل صلاة أن تتزوجي..ربنا يستر،
فالناس من حولي يجعلونني أعيش في قلق.
فما المطلوب؟
المطلوب-وهو من فقه الطريق- :
1-اعلم أن هذا اختبار صدق الإيمان:
فقد قلنا أن الله يبتليك لاختبار صدق الإيمان
قال تعالى : " أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين " (العنكبوت 2:3)
2- الاختبار الثاني: يختبرك بالناس
قال تعالى: وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً(الفرقان:20)
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس و من أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس " [ رواه الترمذي وصححه الألباني ]
أتريد الله أم تريد الناس؟
من ستُرضِّي؟
الناس تقول لك شيء والله يطلب منك شيء آخر، فمن ستُرضِّي؟!
طبعا لابد أن تُرضِّي الله، ولابد أن تكون واثق أنه لن يتركك بل سيُرضِّك لا محالة
3-كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ(الطور:21):
ماذا سيُغني عنك الناس؟!
قال تعالى: وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ(الأنعام:116)
فالموضوع ليس بكلام الناس
النبي صلى الله عليه وسلم في أول البعثة- والحديث في الصحيحين- صعد على جبل الصفا وقال:يا معشر قريش ! اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئًا يا بني عبد مناف ! اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئًا ،يا عباس بن عبد المطلب ! لا أغني عنك من الله شيئًا ،يا صفية عمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا أغني عنك من الله شيئًا، يا فاطمة بنت محمد ! سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئًا
(صحيح،صحيح وضعيف الجامع الصغير)
فاعلم أن الناس لن ينفعوك بشيء، فأول من سيتخلى عنك هم الناس،و أنت أول من ستتخلى عنهم
قال تعالى: (( يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ * وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ )) (المعارج 11 :14)
انج بنفسك
في هذا الموقف-موقف ضغوط الأهل والمجتمع- كيف أتصرف؟
يبتلي ليسمع أنيني
يُريد أن يسمع أنينك
انظر ماذا يقول الله تعالى: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ(التوبة:114)
لما حَلِيمٌ ؟
حَلِيمٌ معناها أن هناك أحد قد أغضبه ولكنه يحلم عليه ولا يغضب عليه،
حَلِيمٌ يعني الناس من حوله يتعبونه ويضايقونه ويغضبوه ولكنه حَلِيمٌ ،
لكن لكي يكون حَلِيمٌ ويستطيع التعامل مع هذا الموقف ماذا يفعل؟
عندما يخلو بالله يتأوه له ويشكو له تعبه ويدعوه ليأخذ بيده،
اعدد لكل بلية أنينها ، تضرع
انظر إلى قول الله عز وجل:" وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُون " (الأنعام 42:44)
لو كنت تضرعت لله! لو كنت تئن لله!
لكنك للأسف قلبك كان قاسي والشيطان كان مُتملك منك،
فلو كنت تئن لله وتضرعت له لكانت المسألة حُلت
حذار من تزيين الشيطان ولا تتبع خطوات الشيطان.
فلابد أن تتعلم:
ربنا قال : " ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " (الأعراف:55)،
ومن الاعتداء في الدعاء أن تدعو بما لا يكون ،
في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم : " يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول : قد دعوت فلم يستجب لي "
والله وصفة العلاج من أي فتنة ممكن تقابلك:
" وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " (الأعراف: 204)
( الرحمة تسبق الغضب ) .
فإذا قرأت القرآن تتنزل عليك الرحمة فترفع غضب ربنا عنك، فلا تكون هناك فتنة لك
وبعدها يقول الله عز وجل:
وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِين (الأعراف:205)
فأنت تحتاج إلى ذكر يحصنك من الغفلة التي يدخل الشيطان منها لقلبك،فالشيطان يجعل لك الحياة بؤس وشقاء،
إنما الذِكر يجلي القلب فتكون محصنًا من الشيطان ووساوسه.
وبعدها يقول سبحانه وتعالى:
إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُون (الأعراف:206)
أتريد أن تدخل على الله؟
إن الباب والطريق الذي تجد الناس عليه قليلون هو باب:الذل والانما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيدار،
فالذل والانما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيدار أفضل باب تدخل على ربنا منه،
سجدة تنكسر لله بها فتدخل على الله من هذا الباب العظيم: باب الذل والإنما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيدار.
فالذي ينما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيدر بين يديه الله هم من سيكونون عند الله وهم من سيوفقهم الله.
أعرفت كيف يمكن لك أن تستغل هذه الفترة وهذا الوقت أن تسير في الطريق إلى الله.
كيف تتعامل مع قلق انتظار شريك الحياة؟
القرآن وضع وصفة سباعية، سبع خطوات للخروج من هذا الهلع،
قال تعالى : " إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا *وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا " (المعارج 19:21)
فالإنسان يخاف من الذي في المستقبل، ويخاف ألا يحدث كذا وكذا، فالإنسان هلِع
إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا
يجزع إذا مسه الشر
وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا
كيف أتخلص من مشكلة الهلع؟
كيف أتعامل مع القلق الذي بداخلي؟
(1) (( إِلَّا الْمُصَلِّينَ *الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ )) (المعارج 22:23)
( أدم طرق الباب يوشك أن يفتح لك )
اربط قلبك بـ الصلاة وإدامة طرق الباب
(2) (( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ )) (المعارج 24:25)
( برهن على الإيمان بإيثار الله )
(3) (( وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ )) (المعارج :26)
( نحتاج لعمل فذ كبير تتقرب به إلى الله)
(4) (( وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ )) (المعارج 27:28)
(كن على حذر )
عندما بدأ يتواصل مع الله وبدأ يقوم بأعمال فذة بدأ يخاف من عذاب الله،
لأن الذي يُقرِّب من الله ويعرفه يعلم أن الله له هيبة وعظمة فبالتالي يخاف منه ويخاف أن يضيع منه الرصيد الذي بذل جهد كبير فيه ليبنيه فمشفق.
(5) (( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ )) (المعارج 29:31)
( احفظ الله يحفظك )
عندما تواصل مع الله وثق به وقام بعمل عمل فذ وأصبح على حذر منه أصبح قادرًا أن يتخلص-بحول الله وقوته- من المعاصي التي تقطع الطريق بينه وبين الله، وأعظم هذه المعاصي هي الشهوات،وأعظم الشهوات شهوات الفروج والنساء، فأصبح حافظًا على نفسهن وعرِف معنى التقوى،
فعندما تحفظ نفسك وتحفظ جوارحك يحفظك الله فيعطيك من فضله.
(6) (( وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ )) (المعارج :32)
( الإيمان أمانة فلا تضيع حق ربك )
فأعظم أمانة أعطاها لك الله هي :الإيمان
نزلت الأمانة في جَذر قلوب الرجال
فالأمانة هنا هي: الإيمان
يعني ربنا استودع القلوب الإيمان،
فإن الله قد اصطفاك بنعمة الإيمان والإلتزام والدين فحافظ عليها.
فعندما تأخذ قرار وتتوب توبة صحيحة احذر من أن تكون من الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه
(7) (( وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ )) (المعارج:33)
( حقوق الناس لا تضيعها )
قالوا: أن هذا معنى عام لكل حقوق الناس: من بِرّ وصلة وغيره.
السبع خطوات هذه يوصلونك إلى المرحلة الثامنة وهي حقيقة الإيمان،فإذا حققت السبع خطوات السابقة، تأتي المرحلة الثامنة وهي:
(( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُون )) (المعارج 34:35)
ألم يفكِّر أحدكم لما قال الله في البداية:" دَائِمُونَ " وبعد ذلك قال" يُحَافِظُونَ " ؟!
لأن في الأولى لم يكن قد وصل بعد فكان يقرع الباب فقط،
لكن-في الثانية- لما فعل المؤمن السبع خطوات السابقة دخل الإيمان قلبه فلم يعد هناك هلع ولا منوع ولا جذوع.
هذه الوصفة القرآنية للخروج من قلق انتظار شريك الحياة.
هناك عنصر آخر مهم ولكن سنتكلم عليه المحاضرة القادمة لأنه يحتاج إلى بسط وهو:
الصحوبية والإختلاط هل هما سبيل الزواج!
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم وأن يأخذ بأيدينا وأيديكم إليه أخذ الكرام عليه إنه ولي ذلك والقادر عليه
اشهد ان لا اله الا الله
واشهد ان محمد رسول الله
لا اله الا انت سبحانك
انى كنت من الظالمين
اللهم ارزقنا حسن الخاتمه
ولا تقبضنا الا وانت راض عنا
وتقبل اعمالنا
يا ارحم الراحمين
منقووووووووووووووول
الله يوفقنا في ماتحبه وترضاه يارب العالمين
تحياتي لكم
دعواتكم لي…
كيف تكون ضعيف ومعك القوي؟!
فلذلك لا تكون فارقة معنا تمامًا فأنا رامي كل همومي على ربي
يارب دبِّر لي فإني لا أحسن التدبير
بارك الله فيكي اختي
ولكن وقتى الان لا يسمح
فلى عودة باذن الله لتكملته ثم التعقيب
ربي يوفقنا لما يحبه و يرضااه
يزااج الله خيير