اليوم اقدم لكن قصيدتين من اجمل ماكتب شاعرنا سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد (فزاع) ،
احداهن في مطيه تعد من ارقى سلالات الابل وهي اعمار التي حصدت له العديد من الجوائز والقصيده الثانيه في طيره علما ان شاعرنا ايضا يملك من يملك من ارقى سلالات الصقور .
ولان القصيدتين توضحان لنا العلاقه الوطيده التي نشأت بين شااعرنا وبين مطيته وطيره ، احببت ان القي نظرة توضيحيه عليهن للاستفاده من الاغراض التي استخدمها شاعرنا في قصائده ، فتراه تارة يمدح ويفخر وتارة يتغزل في صفاتهما وتارة يتحدث بعاطفه جياشه عن العلاقه التي نشأت بينه وبينهما،
وهنا سيتبين لنا ان قصائد الغزل ليست فقط في مدح المحبوب او المحبوبه انما يستطيع الشاعر الذكي ان يتغزل في عدة امور اخرى مثل الام .. الوطن .. الاب .. حيوان اليف .. صديق وفي .. الخ
اعمار :
يبدأ الشاعر بذكر بموهبته الشعريه ومسيرته ووفخر ببنات فكره (ابياته)
يشب الفكر بالمعنـى وهاجـوس القصيـد يثـور /// وحـروف القافيـة تسكـن لسانـي واتهجـاهـا
على طاري بحور الشعر ياللـي تعشقـون بحـور /// قصيد الشاعـر اللـي يحسـب الكلمـه ومعناهـا
يلامس كل بيـت مـن بيوتـه لهفـة الجمهـور /// قبل تنزل بصـوت المطـرب اللـي شـاد بغناهـا
قصايد يمتزج معنـى وصايفهـا بصـدق شعـور /// لفـت والفكـر سـاق عنانهـا والليـل سراهـا
تراقص كانها بنت الرمـك يـوم الثـرا ممطـور /// تهـادتها القلـوب لبعضهـا والـشـوق وداهــا
وهنا دخل في غرض اخر من اغراض الشعر وهو الفخر :
وانا لي من خيول السبـق خيـل فعلهـا مذكـور /// على صهوة جـوادي اكسـب الطـولات وارقاهـا
ولي باهل الصقارة باع و من اغلى الصقور صقور/// تلوش الصيـد لوترقـى السحـابـة وتعـداهـا
ولي فالهجن خير الهجن واسبقها بـدون قصـور /// اصيلـة كـل مالـزت لهـا الضامـر تحـداهـا
هنا يبدأ بذكر مطيته اعمار على وجه الخصوص بعد ان ذكر انه يملك غيرها من ارقى سلالات الابل ويبدأ في التغزل بأوصافها ودل ذلك على ان الغزل ليس للمحبوب فحسب :
اذا قلنا اعمـار المجـد يشهـد والجنـاح يثـور /// تـروم المستحيـل الـلـي تمنـتـه وتمنـاهـا
يغطيها الصفار تقـول كانهـا شعلـة مـن نـور /// مزاياهـا عديـده وانشدونـي عــن مزايـاهـا
مفارقها وسـاع ومـن مفارقهـا يليـن الـزور /// مـع طـول رقبتهـا وصفهـا يــوم اتحـلاهـا
منـارة مسجـد مـع قبتـه يـا عنقهـا والكـور /// مـن عيـون الحسـود الله يحفظهـا ويرعـاهـا
متى ماعرضـت كـن اكثريهـا للصـدر منـذور /// ولا عقـب السنـام وطيهـا ولا خـف موطاهـا
فريدة عصر هالة نصر صفوة وطر سمحة طـور /// تقول كان الله من عـروق ناقـة صالـح انشاهـا
هنا يذكر اهتمامه بها وطريقة تضميرها وتعويدها كما يبدأ بالفخر بها وبما تحصد من جوائز في المراكيض :
اذا تورد اعزل النوق عنها خمس سـت شهـور /// اذا تصـدر اوردهـن واذا تــورد صدرنـاهـا
علـى مرباعهـا فـزن ولا رامـن بحـق وزور /// مياديـن البطولـة ملكهـا والهـجـن تـدلااهـا
متى ما روحـت كـان الريـاح المقبـلات تبـور /// بـامـر الله مسـراهـا وبـامـر الله مجـراهـا
ومتى مانحروهـا واقبلـت رد الخصـر منحـور /// تـروم تحمـد راعيهـا وصعـب تحمـد عقباهـا
تقـل ميدانهـا ساحـة قتـال وفوقهـا تيـمـور /// على ضـرب الـدروب الكايـده والسبـق رباهـا
اذا قامت تقـوم لحالهـا لـو شوطهـا محشـور /// وهي بيـن انـدر الهجـن العمانيـات و اقواهـا
ماخلقـت باخـر الطابـور خلقـت لاول الطابـور /// زعيمة كاس والسيـف المصقـل مـن ضحاياهـا
بـلا جنحـان ماتقـدر تحلـق فالفضـا الطيـور /// وهـي تقـدر تحلـق فالفضـا لان الله اعطاهـا
مايكسر تيمها اعمار غير اعمـار ياهـل الشـور /// كـان التيمـات معروضـات عليـهـا وتنقـاهـا
وهنا بدأت عاطفة الشاعر حين تحدث عن علاقته الوطيده فوصل به الامر الي درجة انه يطعما بيده دون كلل ولا ملل وكيف انها اصبحت تفهم مايدور بنفسه من مجرد نظره :
اعشيها على كفـي محـب وعاشـق ومسـرور /// وهـي لوودهـا كـفـي تعشـاهـا .. تعشـاهـا
اجـي بحامهـا جـي الضمـار الوادي الممـطـور /// واسايرهـا وتفهـم نظـرة عيونـي وتقـراهـا
هنا يعود شاعرنا الى المدح وبه يختم القصيده :
اسميهـا معجـزة الهجـن ولا باسـم محـظـور /// من اسلحـة الدمـار الشامـل المحظـور مبناهـا
هي البحر المحيط الهايج اللي كـل موجـه سـور /// او البرق الذي مـن نـاره الغيمـه نـزل ماهـا
شسميها وهي اكبر مـن الاسمـا وانـا معـذور /// تعـب فيهـا الخيـال وماقـدر يكشـف مسماهـا
بوصفها لكن من يقـدر يوصـف بنـات الحـور /// بنـات الحـور فالجنـة وهـي فـلارض مرباهـا
لو ان فرعون مصر اللي بنى الاهرام قبل عصور /// حضـر مركاضهـا فالشـوط الاول يـوم سقناهـا
هدم الاهرام والاهرام مشهـورة وهـو مشهـور /// علـى هيكـل اعمـار مصـر عــاد مبنـاهـا
ونلاحظ تسلسل الابيات وترابط المعنى واستخدام اكثر من غرض شعري في قصيده واحده ، كما تتبين لنا نقطه مهمه يجب ان يركز عليها الجميع ممن يمتلكون موهبه شعريه وهي ان الغزل يمكن ان يستخدم بحكمه في القصائد
بدأ شاعرنا بمدح طيره وقدراته وصفاته :
ياطير لك نيه على روس الاتلاع
وكر الشجاع الي تسامت عشوشه
عزمك يزم السحب وجناحك شراع
وصوايدك تلعب بكل مخروشه
شفتك وصاع القلب ياطير ماصاع
صوعاً ينسي راعي الدر طوشه
ونا شريتك قدر ماني ببياع
مالي ومال الي حياته قروشه
وهنا يذكر لنا كيف انه يشعر بأن الطير يستمد صفاته من صاحبه فآثر ان يسميه بأسمه :
قالو عدين وقلت أسميك فزاع
وهديتك أسماً ماتحرف نقوشه
ثم يبدأ بذكر العلاقه الوطيده التي نشأت بينه وبين الطير ف اصبح لا يهدأ له بال ان لم يطعمه بيده
تماما كما هو الحال مع اعمار ذلك لانه على ثقه بأن هذا الاهتمام سيجني بذلك ثمار النجاح :
وبيدي عشيتك على صافي القاع
من شان تدمي كل خرباً رهوشه
من شان لك طلعاً على الصيد نزاع
حالك عديد وكل قاصي تنوشه
وهنا يبدأ بذكر كيفية تعويد الطير وتدريبه على القنص ، منذ الفجر حتى يتلذذ او يتنومس مع صيدات طيره اذا انقض على الفريسه :
واليوم ابا أحدك على روس مطلاع
من قبل نور الفجر يبدا غبوشه
عساه يصدفنا معى الشرق ذعذاع
في خايعن صابه من المزن غوشه
في خايعن ماتلحقه شوف وأسماع
كود الضبا والساريه من وحوشه
والناعس الي من صدا الهمس ترتاع
والداب لي متذرياً في حروشه
يعلك على ظني متى مادعى الداع
ابا أتنومس بالهدد لي تحوشه
هنا يعود الى الفخر بنفسه وبطيره مستخدما ايضا عدة اغراض في قصيده واحده :
دامك وحش وأطباعنا نفس الأطباع
عيد على ربد الحباري وهوشه
لايصغرك لي ينفش الريش خداع
مادام عندك لي يداوي نفوشه
متى نكشت الريش بطراف مخلاع
خله كما قطراً تطاير فتوشه
لولا الهدد والصيد متخالف أنواع
ولله ما أعزل عنك صيداً تروشه
وهنا يعود بالفخروالحماس مختتما قصيدته بمدح صاحب السمو رئيس الدوله:
ركزت لك رايه على حدب الأضلاع
في شف شيخاً شامخات عروشه
في شف سبعاً تشهد لفعله أسباع
بعيد نضراته ونفسه بشوشه
من هيبت أسمه ينثني كل طماع
من قبل تثني بالمعادي جيوشه
أقصد خليفه أبن زايد الذي شاع
طيبه وشاعت بالمكارم طروشه
تبين لنا ايضا من القصيده ان المدح لايقتصر على شئ معين انما ممكن ان يكون في عدة امور كما ان العاطفه ممكن ان تسخر ايضا لعدة امور غير الغزل .. كما يمكن للشاعر التنويع في الاغراض المستخدمه في كتاباته ..
وهذه دعوه لان نرى اغراض شعريه جديده في قصائدكن ومشاركاتكن ..
والى اللقاء مع وقفات أخرى
أم منصور