السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
تاريخ النشر: الثلاثاء 04 يناير 2024
خوله علي
لوحة حية، لا تكتمل تفاصيلها التنسيقية إلا من خلال تناغم وتوافق وانسجام تام، بين طبيعة النباتات وأشكالها البنائية، والمكان الذي ستشغله في الحديقة، لتظهر الصورة النهائية وفق نمط ومفردات المكان ومساحته وطبيعة البناء. فنخيل الزينة يضفي أبعاداً جمالية خاصة على المكان، وهو عنصر تنسيقي يساهم في منحنا ظلاً وجمالاً للمنظر دون أن يزاحم عناصر الحديقة الأخرى، نظراً لوصفه التنسيقي وشكله وبنيته الرفيعة العالية. هذه النوعية من النباتات يمكن أن تستخدم كعناصر للزينة الداخلية، وأن يشكل بها تفاصيل الحديقة الخارجية.
يشير المنسق الزراعي عمر أحمد قائلاً: إن نخيل الزينة هو مجموعة من الأشجار التي تتبع العائلة النخلية، ويوجد منه أكثر من 1500 نوع لا تعرف المنطقة العربية سوى عدد قليل منه، نظراً لصعوبة تكاثره، وكذلك لبطء نموه، وبطء إنبات بذوره، وشدة تأثره بالحرارة العالية والبرودة في المراحل الأولى من حياته. وعادة ما تستخدم هذه النخليات في عملية تنسيق الحدائق، فهي من النباتات التي تضفي على الحديقة جمالاً، سواء زرعت بشكل فردي أو في مجموعات، أو حتى في صفوف منتظمة، كما يراعى أن تكون مناسبة في طبيعة ولون ساقها للمبنى وتفاصيل الحديقة. فمثلاً نجد أن النخلة ذات الساق الأملس مثل الكوكس والاريودكسا والاريكا، تناسب الطراز الروماني، أما الأنواع ذات الساق غامق اللون مثل الكوكس والفينيكس والبرتشارد فتلائم الطراز العربي أو المبنى داكن اللون، ويجب أن تزرع في المداخل على أبعاد متساوية بأنواع متعددة مثل الاريودكسا والسابال والبرتشارديا، وهناك طرق عدة لتنسيق النخيل وتوزيعها في الحديقة، منها الطريقة الفردية، حيث تزرع شجيرات النخيل في صورة فردية بعيداً عن بعضها البعض، وعن غيرها من الأشجار في الحديقة، وبذلك يكون لكل شجرة نخيل شخصية مستقلة بذاتها، حيث تزرع في صفوف منتظمة في جوانب الحديقة كبرواز أو إطار للمنظر العام في الحديقة. ويمكن زراعتها أيضاً في مجموعات بحيث تتكون كل مجموعة من ثلاث إلى خمس نخلات من نوع واحد وتبعد كل مجموعة عن غيرها بخمسة أمتار حتى لا تشتبك ظلاله مع بعضها. وتمتاز هذه النخليات عن الأشجار الأخرى بأنها تعطي ظلاً وجمالاً للمنظر دون أن تزاحم عناصر الحديقة الأخرى، نظراً لارتفاعاتها العالية وسيقانها الفردية الرفيعة غير المتفرعة. ويمكن أيضاً تنسيقها، بحيث تزرع في المنظر الخلفي، أي خلف النباتات، وتكون في صفوف منتظمة، بحيث تستخدم النخليات في تحديد أبعاد الحديقة وتحديد منظر المنزل ووضعه في إطار طبيعي جميل. كما تستخدم بعض أشجار النخيل، مثل الوشنطونيا والروبستا، لكسر خطوط التنسيق التقليدية وإعطاء بعد ثالث للخطوط. ويمكن استخدام النخيل في التنسيق الداخلي أيضاً، حيث يصلح بعض أنواعه للزراعة في الأصص أو الأوعية الكبيرة، وتصلح لذلك، بصورة خاصة، الأنواع القزمية والصغيرة، حيث توضع في البراميل والأوعية في مداخل المنزل والشرفات وعلى طول الممرات.
قابلية التكاثر
من حيث إمكانية تكاثر نخيل الزينة يقول أحمد: نجد أن جميع أنواع النخيل تتكاثر بالبذور التامة الناضجة خلال الفترة من مارس حتى سبتمبر، فقبل زراعتها يزال الغلاف الثمري ثم توضع في كيس من القماش أو الخيش، وتنقع في الماء لفترات تختلف حسب الأنواع، فقد تنقع أربعة أيام فقط، أو قد يزيد النقع في بعض الأنواع، بحيث يصل إلى 25 يوماً، وبعد ذلك تغسل البذور جيداً وتزرع في أصص، أو في أوعية كبيرة، وفي تربة تحتوي على مخلوط من الطمي والرمل والسماد العضوي بنسبة 2 إلى 1 على الترتيب، ثم توالى بالري وتروى بعناية مع الاهتمام بالصرف والتسميد، خاصة في فصل الخريف إلى أن تنقل في النهاية إلى المكان المستدام بعد وصولها إلى الحجم المناسب. والطريقة الأخرى للتكاثر تتم بالخلفة حيث تفصل الخلفات عن النبات الأم في أشهر الربيع والخريف وينصح بزراعتها في أواخر الصيف، نظراً لأن في هذا الموعد يسمح بمرور وقت طويل على الفسائل لأن تكون قد نمت وكونت مجموعاً جذرياً مناسباً قبل حلول الشتاء، ويجب معاملة الفسائل بحرص أثناء عملية النقل والزراعة حتى لا تحدث أي أضرار للقمة النامية، ويحرص على ألا تزرع الفسائل بوضع مائل تجاه أشعة الشمس، كما يجب أن تغطى الفسائل بالخيش لحماية قمة الفسيلة سواء من الحرارة الشديدة أو البرودة، ويراعى الاهتمام بالري خلال الأربعين يوماً الأولى من زراعتها، بحيث تكون التربة رطبة حول الجذور خلال هذه الفترة فيفضل أن تروى التربة. وبعد التأكد من نجاح الفسيلة وتكوينها الفروع الجديدة يفضل تسميدها، خاصة بالأسمدة العضوية.
أنواع ملائمة للبيئة المحلية
من أنواع نخيل الزينة ما يمكن زارعته في أجوائنا، ولكن في الظل وبعيداً عن أشعة الشمس المباشرة، كما يمكن زراعته في أصص أو براميل خشبية خاصة، حيث يشير أحمد:
نخيل ذيل السمكة عادة ما يصل طوله إلى 20 متراً، وأوراقه غير منتظمة تشبه ذيل السمكة ذات لون أخضر داكن مستديمة الخضرة، وعادة ما تزرع لجمال أوراقها ويمكن زراعتها في الأرض مباشرة أو في أصص. السيكاس من النخليات البطيئة النمو وتتكاثر بالخلفة التي تنمو حول الساق. وعادة ما تزرع أيضاً في أصص وتزين بها المداخل وهي تجود في الأماكن نصف الظليلة. ونجد أيضاً نخيل واشنجتونيا تمتاز بجذعها الغليظ وأوراقها مروحية الشكل، حجمها كبير ويصل ارتفاعها إلى 24متراً، على أعناقها أشواك حادة سوداء صلبة، ويوجد في الوطن العربي نوعان من هذه النخلة، غليظة الساق ورفيعة الساق، وعادة ما تتم زراعتها على جانبي الطرق وأمام المباني العالية.
مجموعة فائقة الثراء
يستكمل حديثه أحمد قائلاً: من أنواع نخيل الزينة أيضا الكوكس وهو نوع من أنواع نخيل الزينة، حيث يتراوح ارتفاع أشجاره بين 10 و15 متراً، وهي قائمة، ذات تاج كثيف متهدل الساق، ناعمة بها حلقات ومغاه قرب القمة، الأوراق ريشية الشكل مقوسة إلى أسفل الأرواق ناعمة مرنة ذات لون أخضر، ونخيل الكاميدوريا ساقها طويلة رفيعة والأوراق ريشية الشكل والوريقات عريضة رمحية لونها أخضر فاتح مستديمة الخضرة عادة ما تربى في الأصص وتستعمل في التزيين الداخلي وعادة ما تجود في الأماكن الظليلة ونصف ظليلة. ونخيل ليفستونيا تشبه في أوراقها نخيل الواشنجتونيا ولكنها تتميز عنها بأن أوراقها لا تكون متهدلة إلى أسفل، ونادراً ما يوجد بها أشواك تعيش في أماكن نصف ظليلة.
ونخيل الكاميروبس ارتفاعها من3 إلى 5 أمتار تظهر عادة في مجموعات من قاعدة واحدة وذلك بسبب نمو الكثير من الفسائل، أوراقها مروحية الشكل وهي ذات ملمس خشن صلب، لونها أخضر فضي وهي صغيرة يمكن تمييزها بتفرعها من القاعدة وكثرة الأشواك على أعناق الأوراق. وتزرع هذه النوعية من النخليات في البراميل الخشبية للزينة وهي ذات قيمة جيدة في عمليات التنسيق، ولكنها غير منتشرة نظراً لكثرة أشواكها وصلابة أوراقها. وعادة ما تحتاج إلى الشمس ورطوبة متوسطة.
عاشقة الشمس
نجد نخيل جوز الهند، وهي من الأشجار ذات القيمة التنسيقية والاقتصادية المهمة والتي تجود بالمناطق الساحلية، حيث تتحمل درجات ملوحة مرتفعة، ويوجد منها أصناف طويلة وقصيرة وهجين ويصل ارتفاعها من 27 إلى 30 متراً، أوراقها ريشية الثمار، تظهر في عناقيد وهو من النخيل الذي يتحمل الملوحة المرتفعة، تحتاج أشجار النارجيل إلى جو دافئ وتعتبر درجة 27 مئوية هي الأنسب لنمو أشجار النارجيل بارتفاع أو انخفاض بمعدل 6 – 7 درجات مئوية، ويمكنها أن تتحمل درجات حرارة أعلى بشرط عدم انخفاض نسبة الرطوبة عن الحد المناسب. يجود النارجيل في كثير من أنواع التربة الجيدة الصرف، ولكن يفضل زراعته في التربة الرملية الطميية وعلى السواحل الرملية. كما تفضل أشجار النارجيل الجو الرطب، حيث تحتاج إلى رطوبة نسبية لا تقل عن 60 %.وتؤثر الرياح سلبياً على أشجار النارجيل، فالرياح الشديدة والعواصف تؤدي إلى سقوط الثمار قبل اكتمال نضجها، بالإضافة إلى سقوط الأوراق مما يؤثر على الحالة العامة لنمو الشجرة. وعموماً تفضل أشجار النارجيل الجو المشمس، حيث يساعد على النمو الجيد عكس المناطق المعروفة بالغيوم والتي يقل فيها معدل النمو. وتصلح زراعتها على امتداد البحيرات وبجوار النافورات.