تخطى إلى المحتوى

نجيبة الرفاعي: أحاول التعبير عن ذات القارئ وبيئته ولغته

2019-06-11

تستقي من الواقع أحداث وشخصيات قصصها

نجيبة الرفاعي: أحاول التعبير عن ذات القارئ وبيئته ولغته

الشارقة – نواف يونس:

نتواصل مع الكتاب والأدباء في الامارات، من خلال ملف “الكتابة الأدبية والواقع” ونستجلي معهم مدى تفاعلهم مع واقعهم المعيشي بكل ابعاده الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، ومدى نجاحهم في استثمار هذا الواقع بكل متغيراته وتبدلاته في نصهم الأدبي ومستوى الصدقية والوعي في رصد وتناول قضايا مجتمعهم وكيفية والتعامل معها اثناء إعادة تركيبها وصياغتها وتوظيفها فنيا وفكريا في أعمالهم التي هي بالضرورة تحمل رسالة هادفة الى القارئ والمتلقي، هذا القارئ الذي يمتد جغرافيا وتاريخيا وثقافيا من المحيط الى الخليج.القاصة نجيبة الرفاعي تفضل الوقوف بعيدا عن دائرة الضوء والإعلام، على الرغم من أن لها اربع مجموعات قصصية هي: “قصاصة من ورق” و”نبض في حياتي” و”أنفاس الورد” و”لن ننسى” فهي حاصلة على جوائز عدة في القصة القصيرة على مستوى الامارات ودول مجلس التعاون، تؤمن بصدق ووعي القاص في تجسيد شعور واحاسيس شخصياته في نصه الأدبي،

حيث يسهم في ولوج القارئ الى المداخل السرية للشخصيات في العمل الأدبي والتعرف عليها والتعامل معها، وتحليل دوافعها في مواقعها وأفكارها، تقول:لا بد ان يرتسم الواقع في سطور القاص، وهو يزداد وضوحا وعمقا كلما تغلغل الكاتب في بيئته ومجتمعه، وتعايش مع الآخرين، يسمع منهم، يراهم، يتفاعل مع قضاياهم، وبالتالي يكون أقدر على الوصف والتعبير، كما ان الواقع يتجدد، فواقع الخمسينات غير السبعينات غير التسعينات غير واقع سنواتنا الحالية، بوجود تلك الطفرات الاقتصادية والاجتماعية والسلوكية، وهذا بالتأكيد لا بد ان ينعكس على المواضيع المطروحة،

فسابقا كان التركيز على بيئة البحر والغواصين وبيوت الطين وشظف العيش، حتى بدأت الاهتمامات تتنوع حسب المتغيرات الاجتماعية، فأصبح الطرق على مواضيع العمالة الوافدة، والبطالة ومشكلات الخدم والاسهم. وبالنسبة لي، فقد قررت حين بدأت الكتابة ان اجعل الواقع المنبع الرئيسي لأحداث قصصي وشخصياتها، وذلك إيمانا مني بأن تجسيد الواقع هو مفتاح النجاح للكاتب، حين يستطيع ان يعبر عن ذات القارئ بكل ما يحيط به من بيئة يعيشها، وشخصيات يتعامل معها، ولغة بسيطة يتحاور بها مع الآخرين ومشكلات يمر بها في حياته.ومنذ ان اصدرت مجموعتي الأولى “قصاصة من ورق” عام 1995 كأول تجربة قصصية لي إلا ان صداها كان طيبا عند من قرأها، حيث اجمع الكل على اندماجها بالأحداث التي أتت وكأنها صورة واقعية عما يلامسونه في يومياتهم.أما مجموعتي الثانية “نبض في حياتي” فحرصت فيها على
تجسيد واقع الطالبات بكل ما فيه من تناقضات وأحاسيس وصراعات نفسية، وكانت تلك المجموعة موجهة إلى الطالبة والأم والمعلمة على سواء، وتفاجأت بالإقبال على هذه المجموعة من كل الفئات، حتى الذكور، وقد قال احدهم أن الكتاب نبهه الى كثير من الأمور التي يجب مراعاتها عند التعامل مع المراهقات.في مجموعتي الثالثة “لن ننسى” جسدت فيها واقعا مختلفا عن واقع الامارات، وهو واقع اخواننا الفلسطينيين، رغبة مني في توسيع دائرة التعايش مع المجتمعات من خلال التركيز على قضايا أوسع، وحرصت ان اجعل القارئ يعيش لحظة بلحظة وجع الأم التي تفقد ابنها ومرارة الأب الذي لا يستطيع حماية ابنه من مدافع العدو، وشوق الحبيبة التي تنتظر خطيبها الذي يستشهد في النهاية. وتطلب تجسيد الواقع الفلسطيني مني قراءة كثيفة لبيئة فلسطين، وعادات اهلها، وتضاريس مبانيها، والأحداث الدامية التي يمر بها الشعب الفلسطيني كل يوم، وقد جمعت ارشيفا كبيرا عن قصص الاستشهاد هناك. وكانت اكثر القصص التي تفاعل معها القراء هي قصة “سنعود” والتي تحكي شوق ذلك العجوز الى داره القديمة، وقريته التي اضطر الى هجرها، واحتفاظه بمفتاح الباب حتى يسلمه بعد ذلك الى حفيده، ثم قصة “المجنونة” والتي تحكي قصة أم طار عقلها بعد ان قتل المغتصبون ولدها وزوجها أمام عينيها، وقصة من “وسط الركام” والتي تتحدث عن صحافي يغطي الاحداث اليومية فتقابله المجازر وصرخات الاطفال والرجال. ومن خلال ما سمعت من اطراء على مجموعتي هذه تأكد لديَّ أنني استطعت توصيل الاحساس بالشعب الفلسطيني ومعاناة مختلف شرائحه.أما في مجموعتي القصصية الاخيرة “انفاس الورد” فكان الواقع الذي جسدته هو واقع الاسرة الخليجية، مركزة اكثر على واقع المرأة، فعرضت مشكلة عدم الاهتمام بكبار السن كما في قصة “انفاس الورد” ومشكلة العنوسة كما في قصة “شرخ في مرآة قديمة”، ومشكلة عدم الانجاب كما في قصيدة “العوق”، ومشكلة مدمن المخدرات في قصة “فراشات راقصة” والذي يريد ان يتوب ويبدأ حياة جديدة فيصطدم بالواقع الذي يوصد أمامه الأبواب، ولا يوفر له العمل ويستمر يلاحقه بماضيه حتى يعود ذلك الرجل مرة أخرى الى الادمان كوسيلة للهروب من واقعه.

وقد لاقت مجموعتي القصصية “انفاس الورد” نجاحا كبيرا، وأجمعت الآراء على جرأتي الواضحة في طرح المواضيع الخاصة بالمرأة، وتنوع مواضيعي بين الجدية والمرح، وان كل قصصي إنما جاءت صورة لما يرونه يحدث في الحياة.

https://www.alkhaleej.ae/articles/sho…cfm?val=275601

مشكوره الغاليه…

تسلمين الغالية على هذا النقل

تسلمين يالغالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.