القصة بدأت من عدة سنوات…كان التعامل مع هذه المشكلة بالذات وصاحبتها عن طريق الهاتف…
فجاء موعد أول مكالمة …وكانت الساعة تقارب على الساعة الحادية عشر ظهراً….الجو كان ربيعي…اذكر أني كنت قبل ذلك احتسي قهوتي كالمعتاد…وأعمل على كمبيوتري الخاص …غير عالمه بما يخبيه القدر لي…
رن جرس التلفون…وكانت السكرتيره تخبرني أن العميله"ريم" على الهاتف…فطلبت تحويلها مع الشكر….
-ألو….السلام عليكم….
ريم: وعليكم السلام..الدكتورة نوره؟؟؟؟…..صوتها كان هادئ…ناعم…..وأنثوي جداً و مرتبكة قليلاُ
– أيوه معاك الأخصائية نوره الصفيري.(بصوت مبتسم) كيف ريم اليوم؟ كان هدفي إشعارها بالارتياح..
– ريم: الحمد لله يادكتورة…
– أيش حابه نتكلم عنه اليوم؟ أنا مكتوب عندي بملفك …مشكله زوجيه…فمن وين حابه نبدأ؟
– ريم: أيوه بالضبط مشكله زوجيه…من وين تبغين ابدأ؟؟؟؟؟
هنا …يتدخل الحدس …والخبرة في التعامل مع المشكلات…فإذا شعرت أن العميلة مرتبكة…فإني أبدأ بطرح أسئله محددة عليها لكن لا تكون ذو علاقة مباشره بالمشكلة مثلا أذا هي متزوجة سوف أسألها عن أعمار أبنائها وكم من البنات والأولاد لديها…وترتيب كل واحد بالأسرة…عمر الزوج…مستواه التعليمي…عدد أفراد أسرته…وهكذا…..والهدف هو لمساعدة العميلة على الهدوء و الإرتياح….لكن مع ريم شعرت بأنها من النوع الثاني المتحمس للسرد والدخول بالمشكلة مباشرة…..
– فكان جوابي لها: من وين ما تحبين يا ريم…كلي آذان صاغية…..
– ريم: شكرا يا دكتورة…مشكلتي مع زوجي.. فأنا أحبه بشده وهو كذلك…بس لا أعرف كيف أتعامل معه….فهو شديد الغيرة والتعلق الشديد فيني لدرجة أشعر بأنه يخنقني…..
– فسألتها…أخبريني عن زواجك…كم مضى عليكم كأزواج؟
– فذكرت أنها متزوجة من حوالي السنة والنصف…هو ضابط كما إنه من أحدى القبائل البدوية المشهورة في الجزيرة العربية …وهذا كان مشكله في بداية زواجهم لأن أهله لم يتقبلوا زواجه من امرأة ذو أصول قويه وعريقة كأصوله……
– فسألتها:والآن؟؟؟؟.
– ريم: هم يعرفون عن زواجي…..لكن هو يقول ننتظر قليلا حتى يقدمني لهم….وأردفت بالقول : أنا لا يهمني أهل زوجي…أنا كل همي زوجي.وكيف أتعامل معه ….فهو يحبني كثيرا جدا…لكنني تعبت منه… خصوصا وأنا الآن حامل بطفلي وتعبانه كثير خصوصا ….فهو دائما يريدني أن اجلس بجانبه ولا أتركه ولا حتى دقيقه واحده حتى…الذهاب للحمام…(اكرمكم الله) لابد أن تكون بخبر…وأن لا اتأخر فهو يأتي ليطرق الباب علي يستعجلني….
أنا بالبداية كنت سعيده…لكن الآن مع حملي…والتعب…وهموم العمل بدأت اتملل من الوضع …فأنا اشعر بأنه يخنقني…يخنقني بحبه…بتعلقه…بألتصاقه الدائم بي…نحن تزوجنا عن قصة حب قوية…وكنا لا نستطيع مفارقة بعضنا…وفي بداية زواجي كنت سعيدة من حبه وشغفه بي فهذا ما كنت متعطشة له…وهذا ما كنت أبحث عنه…لكن الآن بدأت اشعر بالاختناق…لكني بنفس الوقت بتأنيب الضمير فهو كل ما يريده أن أظل بجانبه ولا أفارقه…..
هنا بدأت أكون انطباعات أوليه عن نمطها الجنوبي…ولكني دائما أحب الأستمرار بالتأكد….واكتشاف المزيد من المعلومات التي تؤكد لي انطباعاتي الأوليه….
– أذا بما أن علاقتك قصيرة ولم تكمل العامان…فدعينا ننتقل لبدايتها….حتى استطيع أن أكوّن صوره أوضح عن ديناميكية العلاقة وكيفية تطورها لحد الوقت الراهن…..
وهنا كانت المفاجئة….. وبدأت بسرد فصول القصة التي مازالت اشعر بحزن وغصة في حلقي عندما أتذكرها……..للحديث بقية……بدأت بالحديث أنها كانت سيدة متزوجة عندما تعرفت على زوجها الحالي…كانت متزوجه لرجل(بلامشاعر) كم وصفته…فهو كان رجل ناجح بعمله…شهادة عالية… مجتهد ومميز وكان زواجهم هادئا مستقراً …لكن يخلو من العواطف…فلا سهرة رومانسية ولا أوقات شاعرية…فالزوج من البيت للعمل…كثير القراءة…كثير العمل( نمطه شمالي)
وكم عندك أطفال؟
ردت 3 أطفال الآن يقيمون مع أبيهم برغبته….لأني تنازلت عن حق رعايتهم له مقابل تطليقي….
وكم أعمارهم؟؟
ريم الأن…الكبير: 9 سنوات-ولد…7سنوات…. وتقريبا 4 سنوات ونصف…( يعني عندما حدث الطلاق كانت اعمارهم….7_5_ سنتان ونصف)….
ولماذا طلبتي الطلاق ؟ وتنازلتي عنهم على الرغم من صغر سنهم؟-
ريم: لأنني كنت لا أطيق العيش مع زوجي السابق؟ ورفض أن يطلقني بالتفاهم…؟ فذهبت للمحكمة لطلب الطلاق؟؟؟ورفض زوجي السابق..وأصررت أنا… فآخر حاجة كان يحاول الضغط علي بها حتى أغير رأيي هم أطفالي؟؟فقال" اذا أردت طلاقك تنازلي عن حق الحضانه" وتنازلت فوراً وبدون تردد…وحدث الطلاق…وكان ذلك أسعد أيام حياتي لأني ـحررت من قيد ذلك الرجل!!!!!
وماسبب نفورك الشديد من زوجك..أنت ذكرتي جموده العاطفي لكن هل هناك أسباب آخرى لم تذكريها…ضرب…خيانة…بخل شديد…شك مرضي؟؟؟
فقاطعنتي ريم:لالالالالالالالا أبداً زوجي كان ومازال رجل محترم…انا فقط كنت لاأطيق العيش معه يوم واحد…حتى أنني منعته من الاقتراب مني(جسدياً) قبل طلاقي بستة أشهر؟
لماذا؟
ريم لأني كنت مغرمه ب"أحمد" زوج الحالي..وكنت مستعدة لفعل أي شيء حتى أكون معه وحليلته؟
حتى لو كان هذا الشيء أطفالك؟؟؟؟ (كنت أعرف الجواب لكني أردت أن أعرف قيم هذه المرأة وأولوياتها)
ريم: اطفالي ماراح يموتون…أبوهم يحبهم كثير…..
-طيب، كيف تعرفتي على "احمد" ؟؟؟؟؟
وهنا سأحكي قصتها على لسانها…..فأنا سأحاول ذكرها كما سردتها..حتى تستطيعوا فهم شخصية هذه المرأة……. ثم بدأت تحكي قصتها…قالت كنت أعيش حياة زوجية هادئة ومستقرة…زوجي السابق رجل عملي…يركز على عمله وعلى أبحاثه لكنه أب رائع لأطفاله فهو قريب منهم ويرعاهم..
لكني كنت اشعر بالجفاف العاطفي ( نمط شخصيتها جنوبيه غربيه) فأنا أحب الرومانسيه…والحب…….
(فهي تعيش وتعمل بالعواطف بينما زوجها شمالي يفكر بالعقل فقط فالعواطف لا وجود لها في حياته.)
استمرت بالحديث أنها طوال فترة زواجها كانت تشعر بالحرمان….والجوع للعواطف الملتهبة والمشاعر المتدفقة و تحن للحياة المرحة المتحررة .
(تعليقي:فهي تحب الحب…والمرح…والموسيقى وأغاني الحب والغرام.. كما قلت سابقا جنوبية غربية وزوجها السابق يحبها بعمق لكنه يعبر عن حبه بالفعل بالتفاني لخدمتها وخدمة أطفالها….ولايعرف كيف يعبر عن عواطفه بالكلام المعسول ……..(النمط الشمالي))
وفي إحدى العطل الصيفية بينما كانت تقضى بعض الأيام برفقة صديقاتها بإجازة على كورنيش جده…كانت تتبادل معهن أحاديث…ويقهقهن على البلوتوثات الغريبه والمضحكة التي تصلهن من الشباب حولهن من هنا وهناك…. وبعد فتره من الوقت والضحك……لاحظت "أحمد"
شاب وسيم جداً…طويل…عريض المنكبين…جالس على طاوله بعيدا وينظر لها طويلاً…بل يتآمل بوجهها…أخبرتني أنها لاحظت انه كان يراقبها منذ فتره عندما اخيراً ألتفت أليه لتلقي عينها بعينيه لأول مره…أذكرها تقول عندما نظرت لعيون أحمد أول مره شعرت برعشة خفيفة لم تشعر بها من زمان بعييييييييييييد…
كان الشاب…يرسل لها بلوتوث يعبر لها عن أعجابه بها…وانبهاره بجمالها…..
فضحكت وشعرت بالفرحه..فهذا شاب وسيم…يبدوا اصغر منها سناً…و مع ذلك معجب بها ويريد أن يتعرف…فهل سيصدق لو يعرف أني أم لثلاثة أطفال(حدثتها نفسها بذلك وهي تقهقه) …؟؟؟؟؟.
فقررت أن ترسل له رقمها…ليش لا…خلينا نلعب شوي كما قالت لنفسها…. (وهنا بدأت الكارثة تنسج أول خيوطها …)
بمجرد أرسلت الرقم …بادرها بالأتصال…كان صوته جذاب جدا…تبادلا
أطراف الحديث..وأبدى إعجابه بها…واكتشفا أن كلاهما من نجد..وأنهم في أجازة…..
انتهت المكالمة لكن لم تنتهي الحكاية…قلقد لاحظت أنه تبعهم بسيارته بعد مغادرتهم للمقهى…..
كانت تضحك عليه…لكنها سعيدة بهذا الأهتمام….فشاب وسيم ترك الفتيات الصغيرات الموجودات بكثرة بذلك المكان حتى أن بعضهن كانت تحاول مغازلته…وتعلق قلبه بها…..
كانت سعيده بذلك…فشعرت بفخر واعتزاز عجيب,,,وبدأت تطالع نفسها بالمرآة وكأنها تتأمل وجهها لأول مره…ياترى ما أعجبه (سألت نفسها) …هل هي عيوني السوداء الواسعة؟ أم ابتسامتي…أم مظهري ورشاقتي……وسرحت مع خواطرها….آآآآه …ماأجمل مشاعر الحب والغرام…راحت علينا…..رددت في نفسها ونامت تلك الليله وهي تشعر بأنها أنثى…مرغوبه….ومن من؟ من شاب صغير شديد الوسامه….
في الأيام التي تليها…تبادلا المكالمات ..كانت قصيره لكنها جميله وممتعه فهو متحدث رائع..ورومانسي ويحب الكثير من الأمور التي أحبها أنا…فكنت أشعر بأننا فهمنا بعض وكأننا نعرف بعض من زمان …… لكن الأمر بالنسبه لي لايتعدي"مغامرة صيفيه" فأنا اعرف أني متزوجه…وأن الحكاية مجرد "لعب وتسليه" وبعد أيام سوف أعود لبيتي…وزوجي…وحياتي الممله….لكنه أحمد لم يكن الأمر مماثل بالنسبه له بل من الواضح أنه تعلق بي بطريقة شديدة……
بعد عودتي للرياض وكنت ناويه أن انسى شقاوة جده في جدة..خصوصا ,اني افهمته بأني مرتبطه…فتفهم ذلك واحترم رغبتي…..لكنه لم يعرف أني متزوجه وبأطفال بعد…..
بعد مرور حوال عشرة أيام (خلالها كنت أفكر فيه..واسترجع كلامه) تفاجأت باتصاله علي…عندما رأيت رقمه …توترت كثيرا..لكن أيضا فرحت…..فهو إذا يفكر فيني كما أفكر فيه……
عندما رديت بادر بالاعتذار لأنه يعرف رغبتي بإنهاء الموضوع …لكنه لم يستطع المقاومة…فهو يفكر فيني ليل نهار….وصورتي لم تفارق مخيلته… وكان التعب باديا على صوته. (كم أسعدني وأشبع غروري كلامه…ما أجمل أن تشعري بأن رجل يحبك…بل يعشقك) ….
..واستمرت المكالمات..هنا …وهناك…..حتى أصبحت بمرور الوقت المكالمات يومية,,,,بل أكثر اليوم أقضيه معه على الهاتف…أبتعدت عن اطفالي…زوجي…صديقاتي حتى الأكل أهملته أصبحت فقط لا أفكر إلا فيه ولا أريد إلا أن أكون معه…. بعد فتره صارحته بزواجي…وتوقعت ان ذلك سوف يبعده عني…لكنه إزداد تعلقه بي أكثر وأكثر….حتى أنه في آخر الأيام كان يغار علي من زوجي…فأعطيته عهداً بأن لا أجعله يلمسني..فأنا له…هو فقط……ولهذا آخر 6 شهور من زواجي لم أجعل زوجي يلمسني أبداً… وحتى لو لم يطلب أحمد مني ذلك لفعلت أنا ذلك بنفسي لأنه كل ماأزداد تعلقي بأحمد…حبيبي وعشيقي… أزداد كرهي ونفوري من زوجي أكثر وأكثر…فكنت أراه الحجر أمام سعادتي..أمام حريتي….فكنت عصبية وقحة معه….لكنه صخر لايشعر….
كان أحمد يغمرني بكلمات الحب…والعشق…والهدايا حتى أني اصبحت لاأطيق العيش بدونه…فقررت طلب الطلاق….فطلبت الطلاق من زوجي …فانسحب صامتا من دون رد…
فقررت الذهاب لأخوتي وأخبرتهم بأني أريد الطلاق… وماذا كانت ردة فعلهم؟ هل كانوا ضدك أم معك؟
ريم: بل ضدي طبعاً…كل العالم ضدي..حتى أن بعضهم مقاطعني لحد الآن…بسبب طلاقي
مالسبب؟
ريم: لأنهم يعتقدون أن زواجي مستقر ومثالي…وزوجي رجل ناجح ومحترم ومحب…فكانوا مستغربين ماذا تريدين؟ هو يدللك..فهو لايضرب…لايخون…ليس بذيء اللسان أو متحكم..فلماذا تريدين الطلاق؟؟؟؟؟
فعلا: ماذا أخبرتيهم ماهي أسبابك؟
ريم: رددت بأنه من حقي أن اطلب الطلاق من شخص لاأحبه…وغير سعيدة معه….وكان الجميع واقف ضدي إلا أمي ساندتني فأنا ابنتها الصغيرة و الوحيدة… فقررت الذهاب للمحكمة لأن إخوتي رفضوا محاكاة زوجي السابق….
وكيف كانت ردة فعل زوجك؟ وهل تعتقدي بانه كان يشك بأمر ما؟
ريم: أنا في ذلك الوقت لم يكن يهمني بماذا يفكر؟؟؟كل ما أريده هو الطلاق خصوصا وأن احمد معي على طول الطريق يساندني ويشجعني…بل هناك أمور قانونيه كثيره هو من ساعدني فيها وعرفني بها…..
وعندما شاهد زوجي اصراري …حاول الضغط علي بأطفالي…فتنازلت له لأني أعرف أن وضعهم أفضل مائة مره مع أبيهم فهو حريص عليهم جدا…..حتى أنه للآن لم يتزوج حتى يربيهم…
ومن يرعاهم أثناء عمله وانشغاله…
ريم: وبكل برود..الشغاله….وأنا أحادثهم بالهاتف وأطمئن عليهم….. (كان واضح أن أمر أطفالها لايعنيها أطلاقاً ولا تشعر بأي تأنيب ضمير بهذا الخصوص..فقررت الإنتقال للنقطة الثانية)
وحدث الطلاق؟
ريم: وكان أسعد أيام حياتي..احتفلت به مع أحمد حبيبي الذي ساندني طوال ذلك الوقت….
فرمت بثلاثة أطفال أبرياء..وعلاقة زوجيه مستقرة… وراء ظهرها من أجل علاقة غرامية طائشة…من أجل الحب ….وهنا تكون نسجت بأيديها المزيد من خيوط الكارثة………الجميع متحمس لسماع بقية القصة…وأنا أعتبرها مأساة وكم كنت أتمنى أنها لم تحدث أو على الأقل لم أتعامل معها….
حدث الطلاق..وكانت سعيدة جدً جداً…فمنذ اليوم بدأ العد التنازلي لحياة مشتركة …لبيت يلم شملها هي وحبييها؟
فسألتها: هل كان هناك لقاءات فيما بينكم؟
فردت على استحياء…مو كثير كم مره….
فأردفت: وكم مره كان هناك إتصال جنسي؟
تفاجأت من ثقتي بالمعلومه، فردت بتعجب كيف عرفتي؟؟؟؟؟
عرفت؟
ريم: نعم ثلاث مرات…أحنا ما كنا مخططين لهذا أبدا ابدأ..لكن عندما إلتقينا لم نعي ماذا نفعل…عواطفنا سيطرت علينا..أبداً ماكان مرتب له…..
طبعا هي لا تعرف كيف عرفت بأمر الزنا….فانا لم أكن بحاجه لاعترافها…فلقد كنت متأكده…وكيف؟
لأن لن تتعلق امرأة برجل كما تعلقت به من دون أن يكون هناك إتصال مباشر..ليس بالضرورة وقوع الزنا(العياذ بالله) لكن ممكن يكون لقاء مباشر…لن تفقد المرأة عقلها وتنسى عملها….أطفالها….وحتى أكلها …وترمي بكل شيءحتى فلذات قلبها…وتقف بوجه العالم لو كان معرفتها به فقط عن طريق الهاتف…..
عموما …بعد إنتهاء عدتها….تقدم لخطبتها …فرفضه إخوانها بشده..فأولاً لأنه شاب لم يسبق له الزواج…وأصغر منها…والأهم أهله لم يكونوا معه …وهذا دلالة واضحة على معارضتهم للموضوع مهما كانت المبررات……
لكنه أمام إصراره…تم الزواج مع توقعهم المعلن لفشله….
تحدثت عن أيام الزواج الأولى بسعاده كاملة….فكانا عاشقين تحت سقف واحد…كان أحمد لايطيق البعد عنها ولو دقيقة …ليالي رومانسيه…وعشاء بمطاعم…وسهرات حب وغرام….وكان يريدها دائما بجانبه…هذا الحياة الرومانسيه التي كانت تبحث عنها من زمن بعيييييييييييد……
حتى أطفالها لم تحضرهم لبيتها أول ثلاثة شهور من زواجها…فهم جزء من ماضي تريد أن تنساه..والأهم أن تخفيه عن زوجها وحبيبها أحمد….
فكانت ترتب لرؤية أطفالها مره بالأسبوع لعدة ساعات عند خالهم..والذي يسكن بالقرب من بيتها الجديد…..
كما كانت تحاول الأتصال عليهم في بيتهم ومحادثتهم عبر الهاتف والسؤال عنهم وعن أحوالهم أثناء غياب أبيهم عن المنزل…..فلقد كانت مستمتعة بحياتها الجديدة وأطفالها يقضون يومهم مع عاملة منزلية…..فلقد تركتهم لها حتى تكون بأحضان حبيبها…(هذا الشيء…أتعبني كثيرا..فلقد كان أطفالها بعمر أطفالي(حماهم الله) فوالله أن أطفالها كانوا بين عيوني وأنا أطعم أطفالي…أحممهم…أضعهم بفرشهم وأحكي لهم قصة ماقبل النوم..كنت اتسأل ماذا يفعلون الآن…وكيف يشعرون…….من يعيد الغطاء على أجسادهم الصغيره في الليل…..
وكيف يفهمون ماحدث لهم ولحياتهم ولماذا هجرتهم أمهم….ومن راح يعالج الجرح الذي أصاب روحهم…مساكين الأطفال هم دائما الضحايا لأخطاء الكبار..وأنانيتهم….)
مع مرور الوقت بدأت تلاحظ تعلق زوجها الزائد بها…ونوبات الغضب العارم التي تجتاحه عندما يتناقشون…فلقد كان أول نقاش حاد بينهما بعد مرور شهر على زواجها وكان بخصوص أهله وإصرار ريم على معرفتهم بالأمر وتقديمها لهم فهي زوجة ابنهم..فاحتد النقاش وعلت اصواتهم…فهاج أحمد بطريقه قوية ودفعها بقوة لتقع على الأرض….لكنه على طول جاء يحضنها ويعتذر لها…..
وهكذا توالت الأيام وبدأت ريم تكتشف رويدا و رويدا طبائع أحمد الغريبة…فهو يحب أن يتأمل نفسه بالمرآة كثيرا…حتى أنه ينافسها عليها….ملتصق بها بشده ويريدها بجانبه طوال الوقت ..حتى الذهاب للحمام-أكرمكم الله- بالآخذ والعطاء……كما أنه شديد الغيرة عليها…..حتى أنها غيرت من لبسها للعباءه حتى ترضيه ولاتثير حفيظته ….
كما أن أحمد يعاني من التبول الليلي…..خصوصا لم يكن متضايق من أمر ما…..لديه مشاكل جنسية معينة ….كل هذا لم يكن مهم بالنسبه لها لكن نوبات الغضب العارم هذا ما بدأ ينغض عليها حياتها …فغضبه مع مرور الوقت يزداد عنفا وحدة…فبدأ مثلا يضربها على وجهها…وأحيانا يطردها من المنزل فتنزل لتختبيء عند جارته حتى يهدأ…..
لكنه عندما يهدأ يكون انسان رائع..هذا ماقالته ريم…فهو يحبني بشده …لكنني أحيانا لاأفهمه فيثور غضبه……
هل فكرت بالأنفصال..طبعا لا وألف لا لعدة أسباب:
* لأنها تحبه وهو يحبها بجنون…
* كانت علامات الحمل ظاهرة…
* لاتريد أن تفشل…خصوصا حتى لايشمت بها أهلها وإخوانها….
من خلال الحديث عرفت أن زوجها كان يعلم باتصالها بالمركز فهو يريد أن تنجح علاقته بها بأي طريقة لهذا شجعها على الأتصال وعلى ان تكون صريحه معي بكل شيء …لهذا هي أخبرتني ما أخبرتني عنه من جميل وقبيح….كما أكدت رغبته بالتحدث معي…..
في المرة القادمة….سوف تعرفون هل وافقت…وماذا اكتشفت..ماذا حدث هز كياني لفترة طويلة….لكن أريد أن أسمع من كل واحده منكن..الحكمة ..الدرس..الفائده التي تعلمتها أو تعتقد أنها ستتعلمها من هذه القصه..فلولا الفائده لكم لما طرحتها…..
في المكالمات التالية كان تركيز ريم على معرفة التعامل مع زوجها "العصبي" كيف تستطيع التعامل مع نوبات الغضب الثائرة التي تأتيه من وقت لآخر…تريد أن تعرف هل يحتاج أدوية نفسية…هل يحتاج جلسات علاجية…ام أن هناك طريقة تستطيع هي استخدامها لأحتوائه….
فسألتها:اذكري تفاصيل آخر موقف حدث فيه تلك النوبات…
فردت: عندما جاء ابنائي لزيارتي
فسألتها : جاء ابنائك لزيارتك ببيتك!!!!!
ريم: ايوه..أصلا أحمد قالي خليهم يجون بالبيت..ماله داعي تروحين عند أخوك في كل مرة…
وكيف هو معاهم؟؟كيف تعامله؟
ريم: هو مشترط أنه لما يكون بالبيت أبعدهم عنه…
وما السبب؟
ريم: ما أعرف…هو مايحبهم …يغار منهم لأنهم ينافسونه على حبي وقلبي على حسب كلامه….ويحرص هو على الجلوس بالمجلس ….ولما يجي يجلس معاي أحطهم بغرفه وأقفل عليهم؟؟؟؟؟
ليش طيب؟
ريم: حتى ما يعصب ويضربهم…
هل ضربهم فعلاً؟(هنا أذكر بدأت دقات قلبي تتسارع…)
ريم ببرود: مرة واحدة
ايش كان الموقف ومين ضرب؟
ريم ببرود وصوت ثابت يدل على النرجسيه وفقدان الشعور بالأمومة….. اسمعوا ماقالت بأسلوبها:
أنه في أحدى المرات…ابنتها الصغرى …..(الطفله) متعلقه فيني كثير …لأنها أصغر وحدة…فلما يجون عندي تلتزق فيني…وهو يتضايق يقول بعديها ..لاتضميها…فعادي أبعدها …بس هي ماترضى وكانت مرة جالسه جنبي(لاحظوا جالسة …لم تكن بحضنها ) وضامتني بقوة..ولأنها (آآآه صعب علي تذكر ذلك) مرضعتها طبيعي فكانت مشتاقة لصدري…فادخلت يدها داخل بلوزتي تلمس ثدي…هو عصب وقالها قومي وطلعي يدك…هي رفضت..فسحبها بالقوة…وصارت تصيح بصوت عالي…فقام يضربها بقوة وهي تصرخ من الألم….
قاطعتها: وانت ماذا عملتي لم بدأ يضربها؟
كنت جالسه على الكنبة هو قالي لاتتحركين..فجلست…بس كنت أقول للبنت: خلاص اسكتي..ابغاها تهدأ علشان يوقف الضرب….
من شرح الموقف…كانت الطفلة بين يدي هذا المريض يضربها ويعنفها لأنها حضنت أمها…لأنها تحب أمها…وماذا فعلت الأم؟ هل تحركت غريزة الأمومة…لا بل كانت تلوم الطفله وتطلب منها السكوت حتى يتوقف تعذبيها…كانت الطفله تنظر لأمها …تحثها على إنقاذها..لكن هيهات أن تشعر الأم…فكل هم الأم أن لا يغضب حبيبها منها…..
كيف انتهى الموقف؟
تركها الوحش أخيراً…وتوقف عن ضربها…وذهب لمجلسه بعد أن أمر الأم بعدم التحرك من مكانها (أتركيها ولا تلمسيها) فظلت الطفله على البلاط البارد مستلقيه تبكي بحرقه لوحدها…حتى غلبها النوم ..ونامت وهي ملقاه على الأرض…….لم يواسيها أحد لم يضمها أحد……
هنا غضبت جدا ولكني تمالكت أعصابي لكن كان لابد من المواجهة حتى نضمن سلامة الأطفال وعدم تكرار الموقف مرة أخرى ..فقلت لها…كيف استطعتِ أن تجلسي هكذا بدون حراك وطفلتك تتعذب دون ذنب…أين غريزة الأمومة…
ردت: كنت ما أبغاه يزيد…أبغاه يهدأ
أي كلام وأي أعذار هذه…أنت كنت تفكرين فيه ولم تفكري بطفلتك…القطة وهي القطة عندما ترانا تهرب لكنها تتحول لوحش عندما نحاول الإقتراب من أطفالها….فكيف أنت؟ لماذا لم تقفي بوجهه …لماذا لم تدافعي عن ابنتك…لماذا لم تضعي حدود….ولماذا ولماذا….. لماذا لم تخبريه من خلال ردة فعلك أن التعدي على أطفالك خط أحمر بالنسبه لك؟؟؟
ثم طلبت منها أن تتعهد لي بعدم إحضار أطفالها مطلقًا إلى منزلها لأنه خطر بالنسبه لهم وهي غير قادرة على حمايتهم…..وأن لاتتركهم مع زوجها مطلقا ولا لحظة واحدة…..وأنت تذهب لرؤيتهم عند أخيها…..فقط لاغير كما كانت تفعل بالسابق
هذا الموقف ..أبكاني عدة أيام…….حتى أن زوجي طلب مني ترك عمل الاستشارات إذا كنت سأتعب نفسيا من كل حالة تأتيني…لكن أنا تأثرت لأن الأمر يتعلق بأطفال…أطفال عانوا وعذبوا بسبب انانية امرأة…..تسمي نفسها أم!!!!!
وطلبت منها التحدث مع زوجها …فانتظروا ماذا اكتشفت…..وماذا حدث لها بالمكالمة القادمة!!!!!!!!
أثناء حديث معها بدأ يتضح أن مسلسل الغضب والإهانات والايذاءات الجسدية تزداد سواء وتكرار من زوجها…..فقررت أنه حان الوقت للتحدث مع الزوج ..خصوصا وأنها أكدت لي طلبه ذلك أكثر من مرة…
فرتبنا موعد للزوج الساعة الحادية عشر ظهرا من اليوم التالي لتحدث معه…وفي الموعد المحدد بالضبط اتصل زوجها"أحمد" وهذا دليل على توتره وحماسه للأتصال…..
بدا بالسلام….
فرحبت به وأكدت له أسلوبي بالتعامل والذي يعتمد على سرية المعلومات فماسوف نناقشه ليس من حق زوجته إطلاقا معرفته أو الإطلاع عليه …إلا في حاله واحدة..إذا هو وافق أو طلب ذلك….
حدثت الزوج"احمد" كان صوته هادئاً…حزيناً متردداً..كان يبدوا من كلامه صغر سنه ..وأستطيع أن أسمع التشتت بصوته ..
فهو من البداية اعترف بطباعه السيئه…واعترف بحبه لزوجته وتمسكه بها….
لكن هناك صراع دفين بين حبه لتلك المرأة وقيمه ومبادئه التي تربى عليها….فلقد كان هناك صراع قوي بإتجاهين مختلفين في داخله تجعله سهل الإثارة والاستفزاز….
فهو يحب تلك المرأة التي يدرك أنها ضحت بأسرتها وأطفالها من جهه….وفي نفس الوقت هذه الحقيقة ماتنكد عليه علاقته معها…فهو من أسرة لن تقبل زواجه بمن هي أكبر منه فمابلك لو عرفوا أنها مطلقة بثلاثة أطفال..
اعترف لي الزوج بأنه مخفي الأمر على أهله (ليس كما فهمت ريم بأنهم يعلمون لكن غير موافقين) وأن ريم تسأل بأستمرار عن أهله ومتى ستلقاهم؟؟؟؟وأهله يتسالون عن طول غيابه من البيت وبدأو يتشككون….خصوصا في العطل الأسبوعيه…..
تحدث أحمد عن أسرته..وكشف النقاب عن أسرته..فأبيه كان شديد..وعنيف معهم,,,ومعه هو بالذات…فكان يضربهم بلارحمه …وتحدث عن تفاصيل كثيره عن طفولة قاسية..معذبة..محرومة من أبسط صور الرحمة..والعطف والأهتمام….
لهذا وجد بريم الرعاية والأهتمام والحنان الذي كان يبحث عنه دائما…..
نرجع للوضع الحالي للمشكلة…أحمد كان يعاني من صراع فهو يحب ريم..يحب حنانها صبرها حبها له..لكنه يكره حقيقتها…أنه تعرف عليها بخيانتها لزوجها السابق…أنها مطلقة بأطفال….
(((((((فالرجل الشرقي المرأة التي يحب غير تلك اللي يتزوج)))))))
سألته عن موقفه من حملها؟
فأكد تقبله للأمر ألا أنه تمنى لو تأخر الموضوع قليلا حتى يرتب وضعه معها ومع أهله…فأحمد كان قلق كثيرا من موقف أهله…وماعساه أن يفعل لو رفضوا زوجته وأصروا على تطليقه لها…..
تحدثت مع أحمد كثيرا…فلقد كان كالغريق الذي يحتاج لمن ينتشله…كانت معاناته واضحه…كان تذبذبه واضح…لكنه كان صادق بتمسكه بريم..فهي ليست لعبة ولا أزمة…..حتى أن قضية تضحياتها بأطفالها وزوجها تشعره بالذنب العظيم اتجاهها…..
أذا لم يعصب عليها…ولم يضربها…سنعرف ذلك في الحلقة القادمة، بإذن الله
لنكمل القصه…تكررت مكالماتي مع أحمد…والذي كان كالغريق الذي يبحث عن قشه تنقذه من الضياع الذي يشعر به….
فأحمد كان صادق جدا معي بكل شيء..لم يحاول أن يجمل الحقيقه او يزيفها…ولم يحاول أن يخفي عني أي أمر….
من خلال تعاملنا تأكدت بانه بجانب مشكلته الزوجية الحالية أنه يعاني من مشكلة نفسية وبحاجه لعلاج نفسي مكثف…ولهذا قمت بتزويده بأرقام لعيادات رجاليه يستطيع التعامل معها بشكل مباشر…
أحمد كان يعاني من تقدير الذاتي المتدني جداً..
وهذا يعود لعدة أسباب أولا: لطفولته الشديدة المعنفة..لعلاقته المتوترة مع أبيه…ولمعاناته من مشكلة التبول اللا إرادي الليلي حتى هذا السن… وهذه المشاكل أدت لمشاكل جنسية وسلوكية مثل سرعة الغضب والعنف….
والشيء الوحيد الذي يشعره بالأمان المؤقت هو مظهره الخارجي الوسيم…ووظيفته العسكرية….لكنه لايشعر بالأمان مع أسرته بين أخوانه وأخوته ..وخصوصا أبيه….هذا الشعور بعدم الأمان يجعله أنسان سهل الإستثاره والغضب..وهذا مايفسر سرعة غضبه ومن ثم ندمه وإعتذاره المكرر…لكنه لايغضب بهذا الشكل المتفجر إلا مع "ريم" لماذا؟ سوف نعرف السبب لاحقاً…..
كما أن أحمد كان مليء بالغضب المكبوت اتجاه نفسه (بسبب مايعانيه من مشاكل) وإتجاه الآخرين بسبب طفولته المعذبة…هذا الغضب متراكم منذ طفولته حتى الوقت الراهن..هذا الغضب ينفس عنه بالعنف الجسدي الذي يمارسه في تلك العلاقات التي يشعر بها بالأمان..وهي علاقته الزوجيه وأطفالها…فهو يعرف أن زوجته تحبه ومتمسك به ولن تتركه مهما صار….وهذا مايجعل نوبات الغضب تنفجر بسهوله…..لكنه بررها بأنها لاتفهمه وتتعمد استثارته وأغضابه….
من خلال الحديث مع أحمد…كان يبدوا حرصه وتمسكه بريم..لكن كان هناك شعور خفي بالندم والذنب أيضاً..فهو يشعر بالذنب بسبب تضحياتها من أجله…
لكن في المقابل توقعها أن يفعل نفس الشيء مع أهله..فهي وقفت بوجه العالم من أجله وتتوقع أنه سيفعل نفس الشيء مع أسرته…فعلى الرغم أنه كذب عليها بشأن موقف أهله من الموضوع ألا أنه يشعر بالضغط من الجهتين…خصوصا وان كل طرف يتسأل ويستفسر طوال الوقت….فهو يشعر بأنه لن يستطيع التهرب أكثر من ذلك….وبشعر بالندم لأنه تعجل الزواج بأمرأة متزوجه ولديها أبناء وتكبره بالسن..فهو متأكد أن أهله لن يقبلوا ذلك إطلاقاً…
فتناقشنا بهذا الأمر…وبأن أسلوبه بأدارة الوضع تزيده سوء لدى الطرفين(أهله وزوجته) فإخفاء الأمر وتوهيم كل طرف بأمر مختلف عن الواقع ….خصوصاً وأنه سوف يرزق بطفل خلال شهور قليلة…
واتفقنا أن يتحدث مع أحدى أخوانه أو أخوته بالموضوع ويخبرها بزواجه ويبحثون عن الأسلوب الأمثل لأخبار أهله بالأمر..فهو يستطيع أخفاء زواجه لبعض الوقت لكن لن يستطيع أخفاء الطفل القادم….
خصوصا وأنه أكد لي عزم أهله على تزويجه من بنت عمه وانتظارهم له أن يعطيهم الضوء الأخضر على ذلك……
كما زودته بتقنيات معينه للتحكم في غضبه وانغعالاته…وأكدت عليه ضرورة القيام بالخطوات السابقة قبل التعامل القادم……
فماذا حدث وهل طبق مااتفقنا عليه؟؟؟؟ وماذا اكتشفت بريم؟؟؟؟
من خلال استمرارية التعامل مع أحمد…اتضح عمق مشكلته النفسية والناتجة من الظروف والمواقف السلبية التي مر بها في طفولته …فلقد عاني من أنواع الإيذاء النفسي …الجسدي وحتى الجنسي…..
ولقد كان حديثه معي يمثل المرة الأولى التي يبوح بتلك الأمور علانية. .فلقد كان محتفظ بها بداخله …لكنها لم تكن هادئة ولم تكن خامله ميته بل كانت تغلي كالبركان المستعد للانفجار بأي لحظه…..في اللحظة التي يشعر بها بالأمان ليكون ذاته بكل ما فيها من جمال وقبح….
فنحن نعرف كأخصائيين أن المشاعر السلبية التي نصاب بها بسبب طفولة معذبة …تظهر أعراضها على السطح عندما ندخل بعلاقات عاطفية…..
بالنسب لريم فلقد كانت تمر بمرحلة معينة وحرجة بالعلاقة…وهو مانسميه مفارقة الهوى …فلقد أصبحت ترى أحمد كإنسان طبيعي لديه عيوب وأخطاء وليس كفارس الأحلام…الرجل المثالي الخالي من العيوب…. لكن كيف حدث ذلك ….
فدعونا نرى ماذا حدث بالعلاقة ….كيف تحولت ريم من عاشقه مغرمه إلى امرأة تتذمر من علاقتها مع أحمد…هل مات الحب بينهما؟؟؟و من المسئول عن ذلك….هل تصرفات أحمد هي المسئولة ….أم أن ريم مجرد امرأة طائشة ومتهورة …..
دعونا الآن نرى ماذا حدث بينهما وما كانوا تحت تأثيره من منظور علمي بحت…..
عندما يلتقي الرجل بالمرأة في اللقاء الأول، ويعجبا ببعضهما يسرع المخ بإفراز هرمون يدعى الفينيل إيتلامين ( هرمون العشق)، وهذا الهرمون يشيع في النفس البهجة والسعادة فيشعر الرجل بسعادة وكأنه يطير، وبأنه مختلف ومميز، وتشعر المراة معه بأنها مميزة وأميرة الأميرات وجميلة الجميلات، ومع كل لقاء بينهما يتجدد يزداد معدل إفراز الهرمون، ومع الأيام يتعود العاشق على ذلك الهرمون الذي لا يفرز إلا بصحبة الحبيب، أو سماع صوته أو حتى مجرد الحديث عنه، وهذا ما جعل ريم لا تطيق الإبتعاد عن أحمد …فلقد أهملت نفسها…أطفالها…أهلها…عملها…وحتى أكلها لأنها فقط تريد أن تسمع صوته أو تكون معاه…. وهذا الهرمون يزداد وممكن يبلغ أوجه..فتجد الحبيب يمرض..ويكتئب وينتحب عندما لا يكون مع حبيبه….لكن هذا الهرمون ممكن أن ينقص فهنا عمليات نفسية و ظروف خاصة هي التي تؤثر على معدل إفراز الهرمون أو توقفه….فمثلا كثرة المشاكل…الخلافات…الإساءة اللفظية والغير لفظية ممكن أن توقف إفراز هذه الهرمون..كما أن العشرة و الإشباع (العاطفي والجسدي) التعود تؤدي إلى التوقف التدريجي لإفراز هذا الهرمون……
لكن ما يهمنا ألان أن تعرفوه الآن كيف يؤثر هذا الهرمون على العلاقة الزوجية؟؟؟ وخصوصا في بداياتها خصوصا إذا كان هناك قبول وإعجاب متبادل من الطرفين ففي أول أيام لقاء الزوجين سواء حدث ذلك قبل الزواج أو بعده ، …… فهرمون(الفينيل) يجعلك غير قادرة على رؤية حقيقة الطرف الآخر أو أن تدركي عيوبه، عندما تكونين تحت وطأة هذا الهرمون الفتاك، فكل ما يحدث معك هو انجذاب كبير وشديد نحو الشريك، دون أن نبصر الاتجاه الذي يسير نحوه.
وهذا يفسر لنا كيف أن بعض الفتيات ممكن أن تقف بوجه العالم رغبة وإصرار على الزواج بحبيب لايمكن أدنى مواصفات الرجل المناسب…وهذا يفسر لنا لماذا بعض أبطال الحب والغرام الذين توجوا علاقتهم بالزواج تنتهي قصتهم بالطلاق المرير…وهذا ما يجعلنا نفسر إصرار ريم على الزواج بأحمد مهما كان الثمن المدفوع…. فهي كانت كالعمياء تقريبا، لذلك يقال بأن الحب أعمى، ريم كانت كالمدمنة على ذلك الهرمون، والذي لا يفرز كما قلنا إلا بصحبة الحبيب أو سماع صوته(أحمد)، لهذا كانت ريم في بداية علاقتها الزوجية حريصة على إرضاء أحمد والبقاء معه أطول وقت ممكن، لأنها في الواقع مدمنة الشعور الذي يجلبه على روحك وجسدك هرمون العشق فهو أشد فتكاً من الهروين، لكنه وبفضل الله لا يسبب أية مشاكل جسدية للإنسان، فقط يسبب مشاكل نفسية في حالة الحب من طرف واحد أو في حالة غياب الحبيب او إعراضه.
وعندما يفارق احدهما الآخر، يصبح كل منهما في حالة إحتياج شديدة جداً، كما يحدث للمدمنين، ويبدأ في البحث عن الآخر ومحاولة لقائه بأي طريقة، لكي يعوض على نفسه العوز الذي يشعر به.
وهنا يفسر لنا كلام ريم بأنها لم تعد تطيق الأبتعاد عن أحمد وكانت تعد الأيام والليالي لتكون مع أحمد….
إذا بدأت العلاقة بينهما كعاشقين واقعين تحت تأثير هرمون العشق (الفينيل) فكانت علاقه مليئه بالشغف العاطفي لهذا أحمد وريم عاشا أجمل أيام حياتهما سويا نسي العالم ومن فيه..حتى أطفالها لم تعد تذكرهم و لاتزورهم فلقد كانت عاشقة ومغرمة و ولهانة وكانا سعيدان ببعضهما وما يشعران به سوياً…
لكن بعد أن تستقر العلاقة وبعد أن يشعر كلا الطرفين بالأمان والاستقرار، يبدأ الهرمون في التراجع، ويعمل المخ على استبداله بهرمون الاندروفين، وهو هرمون صحي جدا، يسبب الاسترخاء والراحة النفسية،
لكنه أيضا يعمل على تنظيم الحياة الزوجية، ويساعد على تدفق الحب الواعي، الحب الذي يجعلنا نرى الطرف الآخر على حقيقته…بمميزاته وعيوبه… فهو يجعل الحياة تبدو على حقيقتها، إنه يجعلنا نبصر وبإمعان عيوب الآخر، فأحمد الرجل المميز الساحر ، لم يكن سوى شخصا مليء بالمشاكل والعصبية ومتحكم و ريم تلك الفتاة الجميلة المميزة، لم تكن سوى امرأة متذمره، أنانيه…طويلة لسان ….. فهو أصبح يراها الآن على حقيقتها كما تفعل هي ايضاً…وهنا تبدأ مشاعر النفور ووالغضب والتردد تنتشر في نفسية كلاهما…فهما لم يعدا ذلك الشخص المميز..الرائع الملاكي بنظر الآخر,,,,
وهذا كله بسبب هرمون العشق (الفينل) فلو كانا أحمد وريم قد تعرفا جيدا لبعضهما وبطريقه شرعيه صحيحة ، دون إن يمرا بحالة العمى تلك، لتقبلا ضعف بعضهما الإنساني، ولاستسلما لحقيقة أن الآخر بعيوبه البشرية يبدوا طيباً، ومحبوب وأنه ليس كاملاً….ولكانت ريم قادرة على التعامل مع مشاكل أحمد وعيوبه طريقه أكثر تماسكاً وهدوءً…و مرونة… لكن الآن النظارة الجميلة قد نزعت من أعينهم وأصبحا يشاهدان بعضهما على حقيقتها…. لأن النظارة الملونة التي كانا يرتديانها لم تعد تعمل جيدا، بل اصبحت تركز على العيوب بشكل أكبر.
وهذا كيف نفسر حالة مفارقة الهوى والتي بدأت تمر بها ريم الآن علاقتها مع أحمد….
الآن أصبحت تنظر لأحمد على حقيقته…و لا يعجبها ما تراه..فهو إنسان مريض نفسياً بحاجة لكثير من العلاج النفسي والتعديل السلوكي كما أنه رجل شديد التلسط سريع الغضب,,وعنيف …مع قرب موعد ولادتها وضعف حالتها النفسية والجسدية…وتدهور العلاقة للسوء بدأت تتساءل ريم على ما يجب أن تفعله…لكنها تؤكد لأنها لا تريد الطلاق……فهي لا تريد أن تفشل…لا تريد أن تخسر أحمد فهي مازالت تحبه وتعتقد بإمكانية علاجه…..
أنا حاولت أن أشرح لها خطورة غضبه …خصوصا أنه يفقد الوعي بمايفعل وماذايقول عندما تنتابه نوبة غضب….أكدت عليها أن تكون الأولوية لديها ليست مساعدة أحمد فهذه ليس مسئوليتها بل مسئوليته هو، وأن يجب أن يكون رقم واحد لديها سلامتها وسلامة الجنين في بطنها…..أن تحمي نفسها وطفلهما القادم….وقمت بتزويدها بتقنيات ونصائح لتحقيق ذلك..كما أكدت عليها أذا كان لإصلاح الوضع ولضمان سلامتها يعني تدخل أحدى أخوانها فليكن…فيجب ألا تدع كبريائها يدفعها ثمن غالي جداً والأخ مهما كان موقفه من الزواج لن يرضى لأحمد أن يضرب ويهين أخته الحامل الضعيفه مهما كان…..
أبدت تقبلها (لكن عدم اقتناعها) بما ذكرت
لكني أكدت لها أني أريد ان أبريء ذمتي بمناقشة خطورة التعنيف اللي يحدث لها ونتائجه الوخيمه ..وكيف يجب أن تحمي نفسها منه حتى لو يكن هذا هدفها الذي لجأت ألي من أجله… فهي تريديني أساعدها لتساعد أحمد…وأخذت منها وعد أن تكون سلامتها وسلامة طفلها رقم واحد في أولوياتها…..
ماذا حدث بعد ذلك..وكيف انتهت القصة في المرة القادمة؟؟؟
ريم انقطعت لفترة تزيد عن 3 أسابيع بسبب صعوبات الحمل والولادة…لكنها اتصلت علي ذات مره من دون موعد وطلبتني كحالة طارئه…فلما حولت السكرتيرة المكالمة فجعت لسماعي صوتها ..
فكانت لاتستطيع الكلام وصوتها مخنوق بالبكاء…لتشرحلي بأن أحمد دخل بنوبة غضب ليلة البارحة بعد نقاشهم عن إهمالها له بعد ولادة الطفل…ليتصاعد النقاش فيقوم أحمد بضربها ضرب مبرح وخنقها بيديه…ورميها على الأرض والوقوف على بطنها بكل ثقله حتى بالت على نفسها..اكرمكم الله
في هذه المكاملة شعرت أن ريم أدركت مدى خطورة عنف أحمد وأن المسالة ممكن تكون حياة أو موت خصوصاً واأها أكدت أنها كادت أن تفارق الحياة بين يديه بسبب خنقه لها…..
وكانت تسأل ماذا أفعل؟؟؟؟؟
فكان ردي هو أن تنجو بنفسها وطفلها و أن تتصل بأخواها لأصطحابها لبيت أمها…بحجة فترة النفاس…وأن تبقى هناك حتى أحمد لا يتعهد بل يقوم بالعلاج النفسي عن طبيب نفساني لمدة لاتقل عن 3-6 شهور ولاتعود ألا بعد استشارت معالجه المختص وموافقته على ذلك….
وافقت ريم…وأكدت بأنها فعلا تريد الخروج….وكانت هذه آخر مكالمة بيني وبينها بعد أن طلبت منها أن توعدني بأن تطمأنني على نفسها…لكنها لم تفعل…لتبقى الصورة المرتبطة بعقلي لها …هي صوتها المهزوز وهي تصف الألم الصارخ الذي كانت تشعر به بسبب وقوفه على بطنها وهي التي ولدت من بضعة أيام ……
كنت أتمنى نهاية سعيدة كالعديد من الحالات التي تعاملت معها …لكني هذه للأسف لم تكن….. لأن "مابني على باطل كان باطل" فالعلاقة كانت خاطئه منذ بداياتها…وريم انساقت وراء عواطفها واضاعت كل ماهو جميل بحياتها…أطفال اصحاء وزوج مخلص لايجيد فن الكلام والحب…فالحب لديه هو سلوك…فعل وليس كلاماً وعشقاً(فهو شمالي شرقي) لامكان للعواطف عنده…فالحب فعل…
أما ريم فكانت (جنوبية غربية ) ذات روح متحرره…تحب الحب والمغامرات …والتجديد…..ووجدت الرجل الرومانسي المغرم أ حمد(الجنوبي المتطرف) الذي يجيد فن الحب والعشق ويعيش من أجله….ويتقن حوار الحب الذي كانت متعطشة له….
قال رسول الله"من رضيتم دينه وخلقه فزوجوه" صدقت يارسول الله…صلوات الله عليك…..وماينطق عن الهوى
ساالفه الشخصياات والشمالي والجنوبي 00الحيااة لهاا اسس وقيم مثل الدين
والاخلاااق والعادات و00و00 ومن هذا الاسااس يبني الانساان حيااته 0
مشكورة فديتج ونترياا قصص اخرى للعبرة
شو هالام الي حرام ينقال لها امم اصلا ؟؟
اووووووووف يتني قشعريره لما قريت انه وقف على بطنها ياااربي !
مشكوووره اختي على القصه الرووعه الي اندمجت فيها
نتريا التكمله وشو صار عقب
سبحان الله ذكرتيني بقصة حرمة –الله يستر عليها — كانت متزوجة بريال والنعم فيه مب مقصر عليها في شي ابدا
وعندها وايد عيال
كانت الاسرة مرتاحة ماديا وعايشة في قصر –ع ايام الثمانينات — بيتها كان عجييييييييييييييب
فيلا دورين وغرفتين طعام –ما نكنا نعرفها الا من الافلام ههههههه—-
واذا سارت عرس فهي بكبرها تلق من الذهب
لكن سبحان الله قامت تخون ريلها مع واحد ثاني وفي بيته وع فراشه
والله راد وكشفها ريلها وهي تخونه ع فراشه
طلقها
حرمها من عيالها
منعها تاخذ اي شي معها
تزوجت الثاني حبيب القلب
لكنه فقير معدم
وعشات ع هالحال والعيال طبعا ضاعوا وتشتتوا وكرهوا الام اللي سمعتها صار ت علج بحلوج الناس
وطبعا انجبرت تشتغل فراشة عشان تساعد ريلها بعد ما كانت هي ملكة في بيتها وتحتها الخدم والحشم —
وعاشت في بيت شعبي صغير وجدييييييييييييم ومتكسر
بعد ما كانت اميرة في قصرها ومملكتها وبيتها تملك كل شي
الغرض من هالقصة :
ان الوحدة تصبر ع ريلها
والحياة مب كلها حب ورومانسيات وطلعات وسفرات ومطاعم ومولات
لا الحياة تبغي التعب والشقى
والريال اذا اشتغل ووانشغل في تجارته وشغله
فكل هالتعب عشان يقدر يوفر حياة كريمة ومستقرة لاسرته
فليش تجازيه الحرمة بالطلاق
يعني هو اشتغل عشان ما يقصرها شي
واذا يلس وجابلها وقصرها شي بتقول نحن ما عندنا وقوم فلان عندهم
–الحمدلله –الحمدلله –الحمدلله
وصاحبة القصة :
هي ظلمت عيالها بزواجها وانغماسها في ملذاتها وعشقها
وربي ما يخيب المظلوم وهم عيالها وطليقها
فكان هذا يزاها
اللي تستاهله
خل حبها وعواطفها ينفعونها
لااااااااااااا