أيام قليلة ويهل شهر الخير والرحمة والمغفرة ..
تحتفل الأمة الإسلامية والعربية بقدومه ؛ واحتفالاتها يعبرون عنها
من خلال قائمة المشتروات ؛ أطباق اساسية .. شوربه ومكرونه وفول ومراصيع
يتخللها طبق السمبوســه واصناف المهلبية مع الوان الشربات بنكهات مختلفة ..
يبدأ أول يوم منه .. هو يذهب إلى عمله .. وبنظرة عيناه .. يتراقص الشر على
موسيقى التفكير بالطعام والشراب والمصيبة أعظم أن كان مدخن ..
يقابله زميل .. فيلقي عليه السلام .. فيكون رده : أللهم أني صائم
هـي لا تختلف عنه في ردها غير بنوع الخطاب فتضيف تاء التأنيث إلى صائم
لتصبح صائمة
إقيمت الصلاة هو يتجه للمسجد .. وهي تفرش سجادة الصلاة .. ركن من اركان
الاسلام وعماد الدين ..
على المسلم تأديتها في وقتها .. وما بين الصلوات .. الوقت لا بد أن يستغل حتى
يمضى النهار وتحين ساعـــة الافطار ..
هو بجلسة مع زميل لهُ لا يتركان أحد يعرفانه حتى بالغيبة ينالانه ابتداء من
مديرهما حتى صديقهما المشترك وفي نهاية الجلسة يتذكران الصيام .
هي من مكالمة هاتفيه مع قريبة أو صديقة .. تستعرضان أصناف ما جهزاه من
إطعمة وبعد الانتهاء من وصفاتها يبدأ السؤال عن فلانة فتأخذهما إلى أخرى ..
هذه لا تعرف تطبخ وتلك ليس لديها ذوق في إختيار لون ملابسها .. وقبل انهاء
المكالمة سؤال عن الجوع والعطش بعد المجهود الشاق الذي بذله لسان كلٍ منهما
في الغيبة والنميمة فتتذكران الصيام ..
يمضى النهار ويقبل الليل ومع أذان المغرب .. الكل يفطر ويردد اللهم لك صمنا
وعلى رزقك افطرنا ..
وبعد الصلاة .. تبدأ استراحة الاسرة حول التلفاز ومشاركته بالاحتفاء بهذا الشهر
الكــريم ويبدأ العرض بالثنائي المدهش ( مخمخ ومدهش ) .. بأول حلقة من طاش
ما طاش .. تكرار ممل لمسلسل لا يضيف جديدا على عقلية المشاهد مجرد اضحاك
واسفاف من بطلاه والمصيبة تتضاعف ليس بهما فقط وإنما بالطاقم المشارك
وخاصة ذلك الدب السمين ورفيقة السبال النحيف .. وكأن استمرار هذا المسلسل
تحدى واضح من وزير الاعلام للفتوى التى حرمته
ثم ينتهي مسلسل ليبدأ أخر ولا جديد.. لا طرح فكري ولا مضمون ذو فائدة أو هدف
يخدم المشاهد ..
تنتهي فترة الاستراحة .. ويذهب كلٍ منهما للراحــة فقد كان اليوم مرهقا والصيام
متعب ويشعران بجهد وحالة خمول ..
وهكذا تمضى الأيام مشاهد متكرر اليوم كالأمس ومثلهما الغد إلى نهاية الشهـر..
ويرحل الضيف العزيز على قلوبنا .. نودعه ونسأل المولى عز وجل أن يعيده علينا
وعلى الامتين العربية والاسلامية بالخير ..
ولكن ماذا لو كان هناك كشف حساب يقدمه الانسان بسؤاله لنفسه :
.. هل عف لسانه عن الغيبة والنميمة ؟
.. هل لليل نصيب من القيام فيه والدعاء أم أن الليل سهر أمام التلفاز والنوم ؟
ماذا قدم من خير فيه وهل لاطباق الطعام التى تنوعت على مائدته وكان للزبالة
النصيب الاكبر منها تذكر الفقراء والمساكين ؟
.. ماذا حفظ من سور القران الكريم وكم مرةٍ ختمه فيه بالقراءة .؟
.. هل اسلامه وعباداته قاصره على هذا الشهر فقط أم أنه يجب عليه كمسلم أن
تكون كل أيامه رمضان .؟
.. مصاريفه قبل رمضان في رحلات السياحة والتسلية هل كان من مصاريفه نصيب
بالتوفير لأداء العمرة ؟
.. أخوان واخوات مسلمين يعانون الحرب والجوع والعطش في أفغانستان وأخوان
وأخوات يعانون القمع والابادة والقتل في فلسطين وأخرين في كشمير .
ماذا قدم لهم من مساعدات إنسانية خلال هذا الشهر المبارك ليعينهم على صيامه.؟
اللهم يا سامع الدعاء أنت نعم المجيب ؛ قلت وقولك الحق ؛ ولقد نادانا نوحا فلنعم
المجيبون ؛ اللهم يا من أجاب نوحا حين ناداه ؛ يأمن كشف الضر عن أيوب في
بلواه ؛ يأمن سمع يعقوب في شكواه ؛ ورد إليه يوسف وأخاه ؛ وبرحمته ارتد بصير
وعادت إلي النور عيناه ؛ يا رحيم ؛ ياؤووف ؛ ياذا العزة والجبروت ؛ يا مالك الملك
والملكوت ؛ يأمن أمنت يونس في بطن الحوت ؛ يأمن حفظت موسى في اليم
والتابوت ؛ وطمنت امهُ وجبرت خاطرها ؛ ياودود .. ياذا العرش المجيد ؛ يا فعال لما
تريد ؛ نسألك اللهم فرجا من عندك قريب ؛ لأخواننا في فلسطين وافغانستان ؛ اللهم
ارحم ضعفهم ؛ اللهم تولى أمرهم ؛ اللهم اجبر كسرهم ؛ اللهم احسن خلاصهم ؛
اللهم وأنس وحشتهم ؛ اللهم كن معهم ولا تكن عليهم ؛ وأكفهم شر الاشرار وكيد
الفجار .. ياعزيز ياغفار ؛ اللهم واحرسهم بعينك التى لا تنام ؛ واحفظهم بركنك الذي
لا يرام ؛ وبعزك الذي لا يضام .. ياذا الجلال والاكرام ؛ اللهم نشكو إليك ضعف
قوتهم وقلة حيلتهم وهوانهم على الناس يا أرحم الراحمين ؛ إلى من تكلهم إلى
عدوا يتجهمهم أم إلى غريبا ملكتهُ أمرهم
إن لم يكن بك سخط عليهم فلا نبالي ؛ غير أن رحمتك هي أوسع بهم ..
اللهم اسقهم وأنت الساقي ؛ وأطعمهم وأنت الطاعم ؛ وأكسهم وأنت الكاسي ؛
أجعلهم في أمنك وأمانك ؛ احفظهم من عبث العابثين ؛ وكيد الكايدين ؛ وانصرهم
عاجلا غير أجل يارب العالمين ..
اللهم تقبل شهدانا ؛ وارحم موتانا ؛ وأشفي مرضانا ؛ وعافي مبتلانا ؛ وفك قيد
أسرانا ؛ وعليك اللهم بمن عادنا ؛ اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك ؛ اللهم خذهم
فأنهم لا يعجزونك ؛ اللهم احصهم عددا ؛ واقتلهم مددا ؛ ولا تغادر منهم احدا ؛ اللهم
أنا نسألك الصبر الجميل لأهالي الاسرى والمفقودين ؛ اللهم أعظم اجرهم واكشف
غمهم وثقل ميزانهم ؛ اللهم انا نستودعك أخواننا الماسورين في العراق لا تسلط
عليهم ظالما ولا جبارا ؛ يأمن لا تضيع وديعته ولا تضيع أمانته ولا تضيع
حفيظته ..
اللهم هذا الدعاء ومنك الاجابة ؛ وهذا الجهد وعليك التكلان ؛ ولا حول ولا قوة إلا
بك ؛ اللهم أتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه وقنا عذاب النار ياعزيز ياغفار ؛
سبحان ربك رب العزة عن ما يصفون وسلاما على المرسلين والحمد لله رب
العالمين وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
منقول