تخطى إلى المحتوى

غيرة النساء في العمل طبيعة فطرية ام مرض نفسي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خليجية

المرأة عدو المرأة، والمرأة تحارب المرأة، والغيرة صفة نسائية".. عبارات وأوصاف وأمثال نسمعها كل يوم ونرددها بشكل تلقائي، وكأنها صفة أصيلة ملاصقة لشخصية المرأة. وفي ميادين العمل تختلف الرؤية لتتخذ طابعا فريدا، إذ أن بعض النساء تشن حربا خفية من الدرجة الأولى تجاه زميلاتهن، تسعى من خلالها إلى تدمير طاقة ونشاط ذويها، كي لا يحققن نجاحات معنوية ومادية، ولكي لا يصلن إلى مراكز قيادية عاليه تُنافسهن يوما ما..

فهل غيرة النساء في ميادين العمل مرض نفسي ناتج عن عُقد ونزعات عدوانية طفولية انعكست على أدائهن وطُرق معاملاتهن مع الأخريات، أم أن لهذه الغيرة مبررات وأسباب خفيّة؟ وهل صحيح أن من أسباب عدم تقدم المرأة الناجحة ووصولها إلى أعلى المناصب القيادية هو عرقلة بعض زميلاتها وعدم تشجيعهن للوصول بها إلى أعلى الدرجات الوظيفية، أم أن من حق بعض النساء أن يتنافسن للوصول إلى تلك المناصب بكافة الطّرق والأشكال؟ ولماذا تفضّل معظم النساء أن يكون رئيسها رجلا بدلا من امرأة، وتفضل العمل مع الجنس الآخر وليس مع بنات جنسها؟

محررة السياسية وئام سروري استعرضت تجارب وحكايات لنساء عاملات روت ماسيهن في العمل، تحت سلطة امرأة، ووجهت كل هذه التساؤلات لأخصائيين نفسانيين واجتماعيين لمعرفة الأسباب الخفيّة وراء غيرة بعض النساء العاملات لذويهن ممّا يؤدي إلى نشوء أشكال وممارسات العنف المختلفة بين الأطراف المعنّفة، وماهية الوسائل العلاجية التي يجب أن تتبع للقضاء على مثل هذه الأمراض النفسية المستعصية؟

• العمل تحت رئاسة رجل
"العمل تحت رئاسة رجل براتب زهيد أرحم بكثير من العمل تحت رئاسة امرأة براتب كبير".. هكذا ابتدأت سمر، 25 عاما، حديثها في إحدى محطاتها الوظيفية في أحد البنوك اليمنية، حيث: "هناك أسباب كثيرة تفضل المرأة أن تعمل فيها مع الرجل، مقارنة ببنات جنسها، وذلك لأن الرئيسة في العمل تحرص دائما من خلال تعاملها أن تشعر زميلاتها بأنها الأفضل والأكثر معرفة، خاصة عندما تكون المرأة مديرتها فتحاول أن تؤذيها وتهمّشها بصورة خفية لا يعلمها أحد، كل ذلك خوفا من أن تصل يوما ما إلى مكانتها أو تأخذ منصبها".

وتضيف بأسى: "مررت بتجربة مريرة يوما ما، حينما وافقت على العمل في مجال ترأسه امرأة ما جعلني أقول بكل ثقة إن التعامل مع الرجال أفضل وأرحم بكثير من التعامل مع النساء. فالنساء تتعمد المماطلة وعدم الاهتمام بأي عمل أقوم به، فلا أجد منها تشجيعا لأدائي أو تعزيزا لقُدراتي، بل تحبيطا لكل ما أقوم به. كما أنها لا تتجاوب معي بنفس طريقة تجاوبها مع الرجل، ولهذا دخلنا معا في صراع ومشاكل طويلة لا أعلم أسبابها، وما الهدف منها". ولكنها في الأخير حققت ما تُريد ونجحت أهدافها، وتركت العمل.

خليجية

• أسباب خفيــــة
أما زميلتها آيات، 29 سنة، فتقول عن السبب الذي يجعل بعض النساء تتسبب في عرقلة أخريات: "مررت بتجربة أليمة، حيث قامت مديرتي بوقف ترقيتي من العمل، لأكثر من مرة بسبب ما تضمره لي من حقد وكراهية لا أعلم أسبابها، في حين يكون الرجل بهذه المواقف أكثر تفهما لظروف المرأة من المرأة نفسها، بل ومشجّعا لها للحصول على هذه الترقية. ففي أحد الأيام تغيّبت عن العمل، ولم أكن أتوقّع أبدا أن تلك المديرة التي تدّعي أنها تُكّن لي كل الإخلاص والوفاء ستقوم، وبدون أسباب، بإبلاغ الإدارة باني أتكاسل عن المجيء إلى العمل وغيرها من المبررات، كل ذلك لكي أقع معهم في مشاكل لا تنتهي. وعندما انكشف أمرها قُمت بتقديم تقرير طبي يُثبت حالة مرضي، فكيف بإمكاني إذا أن أشيد بالمرأة أو أشجّع العمل معها، وهي تدبّر لي كل هذه المكائد دون علمي؟!".

• لا يجب ترسيخ مبدأ الغيرة
أما المهندسة رانيا (عاملة في إحدى المنشآت الهندسية الحكومية) فلها رؤية مختلفة، حيث تقول: "في أي مجال عمل يوجد التنافس الايجابي البنّاء، وفي نفس الوقت هناك نفوس تسيطر عليها الغيرة المرضية التي تعكس آثارا سلبية نتيجة الإحباط ومشاعر الحقد. وعن تجربتي الشخصية فقد كُنت أشعر بغيرة بعض الزميلات، ولكني لم أعمق هذا الشعور بذاتي ولا أحاول أبدا أن أشعرهن بهذه الغيرة، حتى لا أظهر نواياهن تجاهي، بل على العكس أقوم بمصادقتهن حتى اكسبهن لصفي، مع أن هناك صديقات من الصعب فعلا أن تكسبهن المرأة مهما بذلت".

وتضيف: "ميدان العمل رحب وواسع. وإذا قمت بترسيخ هذه الفكرة فسيتحول العمل إلى ساحة معركة، بحيث تحاول كل واحدة تصويب سهامها للأخرى على حساب الأداء العام". وتشير إلى أن أن الثقة بالنفس وتعزيز القدرات وعدم الالتفات إلى الخلف من العوامل التي تجعل الإنسان يتخطّى أي صعوبات تواجهه من زملاء آخرين يحاولون النيل منه.

• عبارات وكلمات حادة
تقول إحدى العاملات في السلك التدريسي: "الغيرة بين النساء العاملات جحيم تكتوي بناره النساء أكثر من الرجال، خاصة في المدارس، حيث تسعى بعض المدرسات لأن تثبت نفسها على حساب الأخريات من خلال افتعال المشاكل والافتراء واستعمال أساليب لا تعكس إلا صورة سوداء عن الأخرى. ومن خلال تجاربي فقد تنقلت بين وظائف متعددة، واستذكر حادثة لي مع إحدى زميلات العمل التي كنت أراها بمثابة الأخت والصديقة.

هذه الزميلة حاولت مرارا أن تعرقل عملي الإضافي الذي حصلت عليه. وفي مرات أخرى تقوم بتوجيه كلمات وعبارات حادة ومثبطة لمهاراتي وقدراتي ونشاطي، كل ذلك لإثارة غضبي لكي أترك العمل. ولأن إيماني بالله كبير، فلم أرد الإساءة بمثلها، وإنما كان نفسي طويلا معها، حتى يئست من محاولاتها، وترقيت في عملي. كل ذلك كان بفضل إيماني بالله وصبري على من أساء إليّ.

من جانبها تقول ريام (في قسم المحاسبة): "أنا ضد الغيرة، فإذا رأيت شخصا يتقدّم ويترقّى، أسعى إلى تحقيق الأفضل في حياتي من خلال تطوير نفسي وثقافتي وعملي من دون الابتذال في غيرتي وزرع الشر في نفوس الأخريات".

• الغيرة المرضية دليل على ضعف الوازع الديني
عندما يضعف الوازع الديني والمتمثل في عدم استشعار النساء القياديات بحجم المسؤولية المترتبة عليهن ومُراجعة أنفسهن بإصلاح الذات وتقييمها تحت مبدأ كل راع مسؤول عن رعيته، حينها تتحوّل هذه الغيرة إلى مرض نفسي كالتسلط، وإثبات الذّات عن طريق مضايقة الأخريات بصور خفية وإصدار الأوامر، والتحدّث بكبرياء وبنظرات لا يدركها إلا من يعانيها، حينها تتحوّل كل هذه الأشكال المرضية إلى أمراض نفسية مستعصية يصعب علاجها مع مرور الزمن. ويؤكد علماء النفس أن الغيرة القاتلة بين الموظفات تؤثّر على الأداء العام في العمل وتستثير المنافسة غير الشريفة، وتُؤسس بؤرة فساد مجتمعي تضر بكل من يكتب لها النجاح، خاصة إذا ارتبطت الغيرة المرضية بسلوك عدواني يهدف إلى خطف الأنظار، ويعزو خبراء أسباب الغيرة إلى التنشئة الاجتماعية والإحساس بالظلم وغياب الكفاءة والشعور بالنقص والفشل والخوف من المستقبل, مؤكدين أن الشخص الغيور يحتاج إلى علاج وإلى احتضان ومساعدة، فهو ليس عدوا بقدر ما هو مريض، وعلينا مساندته وعدم استفزازه، ولا بُد من التعاون معه لتخطِّي حالته.

• الغيرة أنواع
وتشير الأخصائية النفسانية فتحية عبد الرب إلى "أن هناك نوعين من الغيرة، الأول: الغيرة الإيجابية: وهي أن نغار ممن نعتقد بأنهم أفضل منّا في أي مجال من مجالات الحياة، فنعمل على أن نصل إلى مستواهم، بل إن استطعنا أن نتفوّق عليهم، وهذه غيرة حميدة، ويجب تشجيعها. أما الغيرة السلبية: فهي أن نغار ممن هم أفضل منّا، ولا نحاول أن نصل إلى مستواهم، بل أن نتمنّى زوال ما عندهم، وهذه غيرة مرضية يجب مُعالجتها؛ لأنها تأكل صاحبها، وقد تسبب له أمراضا عضوية وسيكسوماتية خطيرة، خاصة لمن عندهم الاستعداد".

وتضيف: الغيرة شعور مثله مثل كثير من المشاعر والأحاسيس، ولكنه شعور مؤلم إذا تعدى حده وزاد عنه. وتؤكد فتحية أن العاملات في ميادين العمل في تنافس دائم وصراع على تحقيق أكبر مكاسب معنوية ومادية, ومصادر القوة والسيطرة، وعلى السعي لتحقيق المكانة العالية في المجتمع, والصراع من أجل التفوّق غريزة تنشئ الغيرة والحسد والأنانية، ولأن الغيرة مرتبطة بالحسد تتفاقم فيها حالات الفشل الموازي لتفوق أحدهم فيما يخلق التنافس الايجابي دافعا أكبر لمزيد من العمل والمثابرة والعطاء، موضحة أن الشخص المتميّز يتمتع بروح التنافس الايجابي والتعاون والإيمان بالعمل وبروح الفريق، في حين تغيب تلك الصفات عن الشخص الغيور.

• الغيور ليس عدوا حقيقيا
وتؤكد فتحية "أن الغيرة مرتبطة بشكل وثيق بتقدير الذات، فإذا كان تقدير الإنسان لذاته عاليا وإيمانه بالله قويا، فإن مستوى غيرته من الآخرين تكون أخف والعكس صحيح, إذ يشعر الإنسان الذي يقدر نفسه ضمن المستوى الضعيف أن الآخرين ينافسونه ليأخذوا حقوقه أو مكانته الأمر الذي ينعكس سلبيا على علاقته بنفسه، ومع الآخرين، ويحوله إلى إنسان متردد وخائف ومبتعد عن التعامل مع الناس".

وتضيف "من المفترض أن تكون الغيرة على العمل وليس من العاملين فيه؛ لأن الأصل في الموضوع أن يشعر الإنسان بواجب الولاء والإخلاص لعمله لا أن يحوّله إلى ساحة للتنافس غير الشريف على حساب الأداء العام. فبعض الحالات التي مررنا بها أثناء تحليلنا النفسي كانت هناك زيجات لنساء لديهن نزعات عدوانية كشعورهن بالسعادة والمتعة عند تعذيب أخريات في العمل سواء عن طريق الكلمة الجارحة أو النظرة الخفية أو افتعال مشكلات لا مبرر لها. وفي كلا الأحوال نقول إن الشخص الغيور، سواء أكان رجلا أم امرأة، لا يجب معاداته بل نحاول استمالته والدخول إلى أعماقه وتعزيز ثقته بذاته بكل الطرق والوسائل، لا أن نحاربه؛ لأنه في حقيقة الأمر بحاجة إلى الدعم والمساندة الفعلية، وعلى ذلك لا يعتبر الغيور عدوا حقيقيا, بل هو شخص يحتاج إلى مساندة".

• تشريع قوانين
من جهتها، أكدت الأخصائية الاجتماعية، وفاء عبد القادر الشبري، أن غيرة بعض النساء في مجال العمل ما تزال موجودة حتى يومنا هذا، على الرغم مما وصلت إليه المرأة من مكانة مرموقة في كافة مناحي الحياة. فهذه الغيرة تعتبر واحدة من مُسببات العنف التي قد تسبب نوعا من التعذيب للذات، يصل في بعض الأحيان إلى محاولة لتدمير الطرف الآخر بكل الوسائل والطّرق".

وتضيف "نلاحظ في مجال العمل أن المرأة قد تكره زميلتها ليس لكونها إنسانة ناجحة ونشيطة فحسب، ولكن الغيرة قد تتعدى أنماطا وأشكالا مختلفة. فقد تكره شخصيتها الاجتماعية المحبوبة وجاذبيتها وشهرتها. والأسرة عندما تفشل في تأصيل قيم احترام الذات في النفس، ونبذ العنف بأنواعه كسلوك غير إنساني وتأصيل مبدأ مخافة الله وتقواه في النفس من هنا تبدأ مشاعر الغيرة والحسد والخوف من وصول إحداهن إلى مكانة قيادية عالية تنافسها يوما ما، الأمر الذي يسبب تنافسا غير شريف في العمل نتيجة لهذا الخلل التربوي. وأنا أرى- من وجهة نظري- أن هذا السلوك العدواني الذي يدمّر نفسية الغيورة أولا قبل أن يصل تأثيره إلى نفسية بعض الزميلات يجب أن تشرّع له قوانين صارمة تجعل الفرد يفكّر ألف مرة قبل أن يتصرّف أو يهين كرامة فرد آخر، ولهذا فسنِّ قوانين رادعة تغرم وتجرّم العنف اللفظي، والتوعية ونشر ثقافة التسامح بين النساء العاملات أمر حثّ عليه ديننا الحنيف".

وتؤكد وفاء "أن رد العنف بالعنف مرفوض في ديننا، فهناك نساء عاملات ورئيسات في العمل يتسببن في نشر العداء سواء بالنظرات الخفية أم بالكلمات الجارحة التي لا تمتّ إلى الدِّين بصلة، والتي تعد أيضا نوعا من أنواع العنف النفسي والاجتماعي، الذي قد يتحوّل في الغالب إلى عنف جسدي، ولهذا لا يجب على النساء مقابلة العنف بالعنف، ورد الإساءة بمثلها؛ امتثالا لأمر الله تعالى، وإنما نقول يجب تعزيز مبدأ مخافة الله في النفس. فهز ثقة المجتمع بالمرأة التي ما تزال تنادي بحقوقها الأساسية لا يمكن أن يساعدها أبدا في الارتقاء والوصول بأهدافها التي تسعى لتحقيقها بل سيدمّرها نفسيا وجسديا يوما بعد يوم".

• العــــــــلاج
وتشير الأخصائية وفاء إلى أن العلاج الأمثل لمثل هذه الحالات العدوانية هو التخلّص من هذا الشعور الذي يضعف مكانة المرأة في أسرتها وفي المجتمع، وهو أن تحاول كل امرأة التعرف على مميزاتها ومهاراتها وصفاتها التي تتميّز بها عن غيرها، وتدعمها بالخبرات والدراسات حتى تتفوّق فيها‏,‏ وليس بالضرورة أن يكون التفوّق بالشكل بل إن التميّز بالجوهر أجدى وأقوى‏,‏ فعلى كل أم أن تدعم في أبنائها الثقة بالنفس منذ صغرهم وتبعدهم عن تقليد ومحاكاة الآخرين في مختلف نواحي الحياة‏ ,‏وعلى أن تكون هي القدوة في ذلك، فتغرس في نفوس أولادها حقيقة وجود اختلافات بين البشر في الشكل والإمكانات، تلك هي حكمة الخالق الأعظم‏.

نقلته لكم

هيه والله صدقتي..

انا احس الوحده الحلوه والكشيخه .. هي اللي يغارن منها
اما لو تيييج وحده عاديه وماتتكشخ بتكون اقل عرضه للعداوه!!!

اسألوا مجرب خليجية

خليجية

up up up

خليجية المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهرووووووه خليجية
هيه والله صدقتي..

انا احس الوحده الحلوه والكشيخه .. هي اللي يغارن منها
اما لو تيييج وحده عاديه وماتتكشخ بتكون اقل عرضه للعداوه!!!

اسألوا مجرب خليجية

صدقتي مهووره كلنا مرينا بهتجارب

تسلمين

مشكورة ع الموضوع حبوبة ^^

خليجية المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ღcute girlღ خليجية
خليجية

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.