تخطى إلى المحتوى

طلب العلم نعمة فاحفظها

نِعَم الله على عباده كثيرة لا تحصى {وان تعدٌوا نعمة الله لا تحصوها} ، ومن أعظم النعم نعمة الدين و نعمة العلم و هما متلازمان, فان العلم مع حسن القصد قائدان الى الصراط المستقيم .

قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)) ولازم ذلك أن من لم يفقهه الله في الدين لم يرد به خيرا, فيكون التفقه في الدين فرضا).
و حسبك يا طالب العلم أن تستشعر منُة الله و فضله عليك باصطفائك لطلب العلم , فما كل الناس اختارهم الله لذلك.

قال ابن القيم:
(فالله سبحانه أعلم حيث يجعل رسالاته أصلا و ميراثا,فهو أعلم بمن يصلح ليحمل رسالته فيؤديها الى عباده بالأمانة و النصيحة و تعظيم المرسل و القيام بحقه , والصبر على أوامره, والشكر لنعمه و التقرب اليه, و من لا يصلح لذلك.
و كذلك هو سبحانه أعلم بمن يصلح من الأمم لوراثة رسله والقيام بخلافتهم و حمل ما بلغوه عن ربهم .
قال عبد الله بن مسعود: ((ان الله نظر في قلوب العباد فرأى قلب محمد صلى الله عليه و سلم خير قلوب أهل الأرض فاختصه برسالته , ثم نظر في قلوب العباد فرأى قلوب أصحابه خير قلوب العباد فاختارهم لصحبته)).
الى أن قال (يعني ابن القيم عليه رحمة الله):
(والمقصود : أن الله سبحانه أعلم بمواقع فضله ورحمته وتوفيقه, ومن يصلح لها ومن لا يصلح , وأن حكمته تأبى أن يضع ذلك عند غير أهله, كما تأبى أن يمنعه من يصلح له. وهو سبحانه الذي جعل المحل صالحا و جعله أهلا وقابلا , فمنه الاعداد و الامداد , و منه السبب و المسبب)).

و العلم رأس الفضائل , و لذة العلم أعظم اللذات, و من ذاق حلاوة العلم و تمتع بلذته فانه لا يستغني عنه , فحري بمن رزق هذه النعمة أن يدعو بالزيادة, و أن يشكرها لتحفظ الموجود و تجلب المفقود. و شكر هذه النعمة يكون بالعمل بها , و بثها في الناس, و السعي في رفع الجهالة عن الناس, و اشاعة الحق.

قال والدنا العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله معلقا على حديث : (لا تكن مثل فلان كان يقيم الليل ثم تركه)) :
( ومن ذلك-و هو أهم و أعظم -:أن يبدأ الانسان بطلب العلم الشرعي , ثم اذا فتح الله عليه بما فتح تركه , فان هذا كفر نعمة أنعمها الله عليه , فاذا بدأت بطلب العلم فاستمر الا أن يشغلك عنه شيء على وجه الضرورة , و الا فداوم لأن طلب العلم فرض كفاية, كل من طلب العلم فان الله تعالى يثيبه على طلبه ثواب الفرض).

و التهاون في مذاكرة العلم , و تضييعه و نسيانه تهاونا وتفريطا هو من كفران هذه النعمة , قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من تعلم الرمي ثم نسيه فليس منا)).
[صحيح مسلم] و في رواية : ( فهي نعمة جحدها)).

من كتاب[النبذ في آداب طلب العلم]
تأليف حمد بن ابراهيم العثمان
مشاركة : أبو على محمد الفاخرى

جزااااااك الله خيراااا

يزاج الله خير..

الله يجزاك كل خير

اللهم آمين وياكم أخواتي الكريمات .. أحسن الله إليكن جميعاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.