بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده
أما بعد
فرمضان أيها الإخوة والأخوات ربيع الشهور ودرتها، يغيب ليحضر وينصرم ليعود، يشتاق الناس لمجيئه، وتعلو وجوههم الفرحة لمقدمه ،يتبادلون التهنئة بقدومه ويحزنون لفراقه وانصرامه، أودع الله محبته في قلب كل مسلم فما أن يقترب حتى تخفق القلوب محبة وشوقا إليه وما يكاد ينتهي حتى تعلو الأفئدة حسرة وحزنا لفراقه.
فيه تظهر معاني الأخوة الإسلامية والتكاتف مع الفقراء والمحتاجين، فموائد الإفطار منتشرة في كل مكان والجميع يسارع إلى الفوز بالثواب الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: من فطر صائما فله مثل أجره ولا ينقص من أجر الصائم شيء.
هذا الشهر هو شهر التواصل والترابط بين أفراد الأسرة الواحدة والأقرباء بشكل عام، فالأسرة تحرص على الاجتماع سويا على مائدة الإفطار بحث لا يتخلف عنها أحد، والأقارب يسعون إلى التواصل والزيارات وإزالة ما بينهم من شحناء وبغضاء.
موسم الحسنات والقربات
في رمضان تكثر الصدقات والزكوات والتبرعات والإنفاق عملاً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان.
هذا بخلاف ما فيه من الخيرات والفضائل والمكاسب الروحية فهو شهر العبادة والطاعة وقراءة القرآن، وشهر القرب من الرحمن، جعل الله فيه من الأجر والثواب ما لم يجعله في غيره، فكم أودع فيه من خير، وكم بث فيه من فضل، فيه يتعرض الصالحون للنفحات الإيمانية، والمكرمات الإلهية، ولا أدل على فضله من قول النبي صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. وقوله أيضا من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .
وما أعظم قول الله جل وعلا في الحديث القدسي كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به. وما أروع قول النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. بل إنه صعد يوما المنبر فقال: آمين. فلما سأله الصحابة عن ذلك قال: جاءني جبريل فقال: يا محمد من أدركه شهر رمضان فلم يغفر له فأبعده الله فقل آمين فقلت آمين .
ولذا فإنا نسأل الله جل وعلا أن يبارك لنا في شعبان ويبلغنا رمضان.
شهر الدعوة إلى الله
ولما كان هذا الشهر بهذه المنزلة العالية، والمكانة السامية، كان لزاما على المسلمين أن يعتنوا به ويولوه حقه، من الاستفادة منه في اكتساب الخيرات والمسارعة إلى الطاعات ولا يكن هم الإنسان نفسه، بل لا بد أن يكون له دور في إصلاح الآخرين، فشهر رمضان -كما يقول الدكتور خالد بن عبد الرحمن القريش الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- شهر الدعوة، والمسلم الحقيقي هو الذي يحمل هم الدعوة إلى الله جل وعلا، وهو الذي يشغل ذهنه كلما اقترب شهر رمضان، في كيفية استغلال هذا الشهر في النصح والتوجيه.
و مع السلامة
جزاك الله خير وجعله في موازينج