تخطى إلى المحتوى

خلو المياه من «الفلورايد» وراء مشكلة تسوّس الأسنان

  • بواسطة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تاريخ النشر: الإثنين 08 نوفمبر 2024
فداء طه

كشف مؤتمر طبي متخصص نظمته شعبة الأسنان في جمعية الإمارات الطبية مؤخراً عن أن 80 % من الأطفال في الدولة يعانون من تسوس الأسنان، بسبب قلة البرامج الوقائية والتوعوية وعدم وجود ميزانيات خاصة بتطبيق وتنفيذ مثل هذه البرامج. وحول أسباب تسوس الأسنان لدى الأطفال بهذه النسبة، أوضح المؤتمر أن عدة أسباب تقف وراء الظاهرة منها طبيعة الأكل الذي يتناوله الأطفال، واعتمادهم على الحلويات والمشروبات الغازية بكثرة، وعدم تنظيف الأسنان بعد تناول الطعام وإهمال الأهل لذلك، فضلًا عن خلو المياه في الدولة من عنصر «الفلورايد».

يؤكد أطباء أسنان حقيقة علمية مفادها أن أسنان الأطفال تبدأ في التكون قبل الولادة، لكنها لا تظهر في فمه إلا بعد عدة شهور من ولادته، فبعد الشهر السادس تقريباً تبزغ الأسنان «اللبنية» من خلال اللثة، وأولها القواطع الوسطى السفلية، تليها القواطع الوسطى العلوية، وفي سن الثالثة يكتمل ظهور جميع الأسنان اللبنية وعددها 20 سنا. أما الأسنان الدائمة فتنمو عند بلوغ الطفل 6-7 سنوات، ولأنها الأسنان التي ترافقه طوال حياته، يبدي الأطباء اهتماماً كبيراً بصحتها وسلامتها مع ضرورة العناية بها دورياً، لأنها أداة لقضم الطعام من جهة، وبوابة المدخل إلى أعضاء الجسم الداخلية، وأحد أهم ملامح وتفاصيل الوجه التي تعكس سلامتها ابتسامة مشرقة.

أهمية الوعي

حول موضوع تسوس أسنان الأطفال، قالت الدكتورة عائشة سلطان، نائب مدير إدارة طب الأسنان بوزارة الصحة ورئيس شعبة طب الأسنان بجمعية الإمارات الطبية إن قلة وعي الناس بأهمية تنظيف الأسنان يعتبر من أهم العوامل التي تؤدي لتفاقم المشكلة، فضلا عن عدم احتواء المياه المحلية على عنصر «الفلورايد»، لافتة إلى أهمية تفعيل البرامج التي تقدمها مراكز الأمومة والطفولة في الإمارات بهذا الصدد ومن بينها توزيع حبوب «الفلورايد» على الأطفال ممن هم دون سن الخامسة، والتي توقفت بسبب عدم متابعتها، وعدم وجود دراسات وأبحاث محلّية تبين النتائج التي تم التوصل لها بعد فترة من إعطاء الحبوب.

وأشارت سلطان إلى أن التطورات الجديدة المتعلقة بتقنيات طب الأسنان التي شهدها العالم خلال الأعوام القليلة الماضية ساهمت في إحداث تحول جذري في مجال العناية بالفم والأسنان وابتكار بدائل علاجية جديدة للعديد من المشاكل والأمراض المختلفة، ما حتم على أطباء الأسنان والخبراء المختصين في هذا المجال العمل على مواكبة هذه المستجدات والتطورات المتسارعة.

تنظيف الأسنان

تتحدث أم أنس، والدة لطفلين، عن اهتمامها البالغ بتنمية عادة تنظيف الأسنان لدى طفليها لحماية أسنانهما من التسوس، لا سيما وأنها عانت من هذه المشكلة في سن مبكرة ما أدى إلى خسارتها للعديد من الأضراس. وتقول «يهدر طفلي كمية كبيرة من المياه خلال عملية تنظيف أسنانه، كما أنه يغرق ملابسه بالماء، لكنني سعيدة به كونه يتعلق بعادة صحية حميدة تحمي أسنانه من التسوس لأطول فترة ممكنة». وتتابع «اختار طفلي فرشاة أسنانه الخاصة بنفسه حين كنا نتسوق معاً من إحدى الجمعيات التعاونية، وفي الليل أصرّ على القيام بتنظيف أسنانه قبل النوم، ومنذ ذلك الوقت يواظب على تنظيف أسنانه بنفسه».

من جانبه، يبدو الطفل أنس (5 سنوات) متحمساً لتنظيف أسنانه قبل أن يأوي إلى فراشه للنوم، حيث يعتلي «الكرسي» حتى يصل إلى «المغسلة» ويتناول الفرشاة ليضع عليها القليل من المعجون، ثم يحركها ذهابا وإيابا على أسنانه الصغيرة المتفرقة فتبدأ باللمعان، وتشاركه أخته في هذه العملية.

روتين يومي

تجد كثير من الأمهات صعوبة في إقناع أطفالهن أو محاولة مساعدتهم في تنظيف أسنانهم يومياً لتبدأ المعاناة بعد فترة قصيرة وتتكرر الزيارات إلى أطباء الأسنان لحلّ المشكلة، ولتجنب هذه المعاناة ينصح طبيب الأسنان أيمن شعبان، بإتباع بعض الخطوات عند محاولة مساعدة الطفل على تنظيف أسنانه، ومن أهمها تعويد الطفل منذ الصغر على طريقة التنظيف السليمة، ذلك أن الأطفال يفضلون الروتين اليومي، ويفضل البدء بذلك قبل نمو الأسنان كاملة، كما ينصح باختيار أنواع من معجون الأسنان والحرص دوماً على التجديد وتغيير اللون والطعم الموجود في المعجون، بالإضافة إلى اختيار فرشاة أسنان جذابة للطفل، والتي تتوافر بأشكال وألوان وأسعار مختلفة. ويرى شعبان أن أفضل وسيلة لتعليم الطفل العناية بأسنانه هي أن يكون والداه قدوة له، بالإضافة إلى طرق مسليّة يمكن ابتكارها لجعل تنظيف الأسنان عادة محببة لديه، كأن تدعوه الأم لينظف أسنانه معها، وأن تسمح له باختيار فرشاة أسنانه بنفسه.

الخطوات الصحيحة

يدعو شعبان الأم للإشراف على طفلها أثناء تنظيف أسنانه، لتتأكد من اتباعه الخطوات الصحيحة، وهي وضع طبقة رقيقة من معجون أسنان الأطفال، الذي يحتوي على نسبة قليلة من «الفلورايد»، مع تحذيره من ابتلاع كميات كبيرة منه، مع استخدام فرشاة أسنان ناعمة، على أن يبدأ بتنظيف سطح كلّ سنّ من الداخل (جهة اللسان) إذ تشكل هذه الأسطح الداخلية الأماكن التي يتراكم فيها «البلاك». وتنظيف أسطح الأسنان الخارجية لكل سنّ، بحيث تضمن الأم قيام طفلها بتنظيف أسنانه من الخارج، وخاصة أجزاء السنّ المحاذية لحدود اللثة، بحركات «دائرية».

ويوصي شعبان باصطحاب الطفل إلى طبيب الأسنان في عمر مبكر، بعد العامين مباشرة، لكسر حاجز الخوف والرهبة من طبيب الأسنان من جهة، ومن أخرى للتعرف إلى مشاكل أسنان الطفل قبل تفاقمها، وتقديم النصح والإرشادات التي من شأنها وقاية أسنان الطفل من الألم والتسوس.

الأسنان الدائمة

حول طبيعة تكون الأسنان الدائمة لدى الطفل وكيفية الحفاظ على صحتها، يقول طبيب الأسنان جورج اسحق «تبزغ الأسنان الدائمة بعد سقوط الأسنان اللبنية التي تكون قد ظهرت لدى الرضيع خلال سنته الأولى وصولاً للثالثة»، مشيرا إلى أن اهتمام الأهل بسلامة وصحة الأسنان اللبنية يساعد طفلهم مستقبلاً حين ظهور أسنانه الدائمة وتوجيهها نحو البزوغ السليم.

للحفاظ على أسنان أطفالهم، يوصي اسحق الأهل بتنظيف الأسنان بالفرشاة ومعجون «الفلورايد» من 2- 3 مرات يومياً، واتباع نظام غذائي صحي متوازن، خاصة أن الكثير من مأكولات الأطفال، على رأسها الشوكولاتة، تساعد البكتيريا الموجودة في الفم على إنتاج أحماض تضر بالأسنان، لذلك يُفترض اقتصار عدد الوجبات الخفيفة لوقت محدد من أوقات النهار والامتناع عنها أثناء اقتراب موعد النوم، وعند تناول الطفل قطعة من الحلوى أو العصير المحلى يجب أن ينظف أسنانه فوراً سواء بالفرشاة أو المضمضة للتخفيف من آثار السكريات في فمه، لأن فضلات الأغذية بين الأسنان تسبب تراكم طبقة «البلاك» فيحدث النخر والتسوس والالتهاب في الأسنان واللثة. كما ينصح بإطعام الأطفال غذاءا صحياً مثل الحليب واللبن والجبن والبيض والخضراوات، لأنها تحتوي على كالسيوم وفيتامينات تقوي بنية الأسنان.

نصائح مهمة للمحافظة على الأسنان

◆ الفحص الدوري للأسنان، يجنبها كثيراً من المشكلات الصحية، وهو يغني عن العلاج، ويفضل أن يجرى الفحص الدوري كل 4 أشهر تقريبا، بالإضافة إلى العناية اليومية بالأسنان وتنظيفها بالفرشاة والمعجون بعد كل وجبة.

◆ الابتعاد عن العادات التي تؤثر في الفكين مثل مصّ الأصبع، وقضم الأظافر، وكسر المأكولات الصلبة بواسطة الأسنان.

◆ عدم الإكثار من شرب الحمضيات لا سيما الليمون، الذي يؤثر سلبا على الأسنان، ويتسبب بعمل «سحل» أو تآكل للأسنان على الفترات البعيدة. وكذلك عدم الإكثار من المشروبات الغازية التي تؤثر سلباً في الأسنان أيضاً.

تحذير من الإفراط باستخدام «الفلورايد»

يشير طبيب الأسنان جورج اسحق إلى أن اعتبار «الفلورايد» عنصراً مفيداً للأسنان لا يجب أن يدفع إلى الإفراط في استخدامه من قِبل الأطفال، لأن استخدام كميات كبيرة وبشكل مفرط يتسبب في حدوث تشوهات للأسنان الدائمة التي لا تزال في طور التشكل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.