تخطى إلى المحتوى

خبراء يضعون "روشته" العلاج لكبت طاقات الأطفال

خبراء يضعون "روشته" العلاج لكبت طاقات الأطفال

أبوظبي – ايمان سرور:

تعد رسوم الأطفال شكلاً من أشكال التواصل فهي بمثابة رسائل موجهة الى الآخرين ودعاء للفكر والمشاعر، شأنها في ذلك شأن الكلمات، لا سيما أن اللغة اللفظية بالنسبة للطفل غالباً ما تقصر عن تحقيق أغراضه التعبيرية إما لعدم كفايتها لانتفاء وجودها أساساً لدى بعض الأطفال غير العاديين، وهي تعبير صادق عن استعدادات الطفل وحالته المزاجية الانفعالية وطاقته التعبيرية الفنية والإبداعية الكامنة واللامحدودة ووسيلة لتنمية هذه الاستعدادات وتطويرها كما انها مؤشر على النمو الحسي والعقلي والانفعالي والاجتماعي للطفل ومصدر لإمداده بمشاعر الثقة والكفاءة والرضا والاشباع والاحساس بالسعادة، كما تمدنا هذه الرسوم أيضاً بالمتعة لما تنطوي عليه من بساطة وجمال وجدة وقيم فنية تشكيلية.

وتقول نجلاء حسن معلمة التربية الفنية بتعليمية أبوظبي إن مجمل رسوم الأطفال تعد انعكاساً لشخصية الطفل في حالاتها الشعورية واللاشعورية ومن ثم مفتاح المتغيرات الخاصة بالطفل والمتغيرات الخاصة بالبيئة الثقافية والاجتماعية الأسرية والمتغيرات الخاصة بالبيئة المدرسية، مشيراً الى أن هناك متغيرات خاصة بالطفل ذاته كالحالة الجسمانية والانفعالية والعمر الزمني والاستعدادات العقلية والخبرات السابقة والأسلوب الادراكي المعرفي في تناول المدركات، كما أنه توجد متغيرات بيئية ثقافية واجتماعية وأسرية ومنها الثقافة التي يعيش في إطارها الطفل والوضع الاقتصادي والاجتماعي لأسرته واتجاهاتها نحو النشاط وفرص التشجيع الممنوحة لطفلها، مشيرة الى وجود أيضاً متغيرات بيئية مدرسية من بينها مكانة الفن في التعليم، وشخصية المعلم وطريقة تدريسه والمواقف التعليمية المدرسية.

وأضافت ان للعمر الزمني دوراً مهماً للنمو التعبيري الفني لدى الأطفال، كما أن الانتقال من مرحلة الى أخرى هو عملية تدريجية مستقرة ويرتبط بظروف كل طفل وخبراته وما يتيسر له من فرص تشجيع وتدريب في بيئته، مشيرة الى أن هناك سبع مراحل عمرية هي الشخبطة والخط (2 5 سنوات) والرمزية الوصفية 5 6 سنوات والواقعية الوصفية 7 8 سنوات والواقعية البصرية (9 10) والكبت 11 14 سنة ثم الانتعاش الفني (المراهقة) وقد اختصرت تلك المراحل الى ثلاث فقط هي الشخبطة 2 4 سنوات ومرحلة الرمز (4 8) والمرحلة الواقعية 8 12 سنة.

وترى لطيفة بسام معلمة التربية الخاصة في إحدى مدارس أبوظبي أن التعبير الفني في جوهره عملية عقلية ابداعية تعوز الى جانب العوامل غير العقلية الدافعية والمهارية الحركية عدداً آخر من الاستعدادات والمقدرات العقلية كالذكاء والابداع والتخيل والتفكير ومن ثم يتأثر مستوى التعبير الابداعي لدى الطفل بالمستوى الذي يتمتع به من هذه الاستعدادات.

وقالت إن مستوى الذكاء يجب أن يكون عالياً في مجالات الابداع العلمي يتراوح ما بين نسبة ذكاء (110 و125) درجة بينما يصل الى أقل في مجالات أخرى كالابداع الفني حيث تلعب الاستعدادات الخاصة فيه الدور الأساسي، مشيرة الى أن الموهبة الفنية للطفل تستلزم معامل ذكاء فوق المتوسط على الأقل.

منوهة الى أن الذكاء قد يكون شرطاً ضرورياً لازماً للابداع الا انه غير كاف وحده، ذلك ان الذكاء مع أهميته ليس المظهر الأوحد للنشاط العقلي.

ويقول فضل صالح التميمي مدير مجلس إدارة مسرح ليلى للطفل في أبوظبي إن آراء كثيرة تشير الى أن الأطفال لديهم استعداد طبيعي للتعبير الإبداعي كما أن كل طفل يمكن أن يعبر عن طاقاته واستعداداته الابداعية إذا ما أتيحت له فرص تجريب واستخدام المواد ومن ثم تزويده بالمهارات التي يحتاجها وقد طرح بعض الباحثين أسئلة كثيرة أهمها: لماذا يعزف كثير من الأطفال عن مواصلة التعبير الابداعي ويفقدون حماسهم واهتمامهم بهذا المجال؟ ولماذا تصبح الأعمال التي ينجزونها أكثر تقليدية وأقل استثارة وتشويقاً كلما كبروا وزادت أعمارهم الزمنية؟

مشيراً الى أن الجواب على هذه التساؤلات هو أن الاستعدادات العقلية للأطفال تنزع مع تزايد أعمارهم الزمنية الى التبلور والتخصص في مظهر معين من مظاهر النشاط العقلي وأن هذا المظهر قد لا يكون بالضرورة فنياً ومن ثم ينصرف بعضهم عن النشاط الابداعي في مجال الفنون الى مجالات أخرى أكثر ملاءمة لاستعداداتهم الخاصة كالرياضيات أو اللغات، لافتاً الى أن تلك الاجابات قد تبدو صحيحة إلا انها ربما تكون غير شافية ما لم نضع في الحسبان العوامل البيئية والثقافية والاجتماعية الأسرية والمدرسية التي ينشأ في إطارها الطفل ويمتص تحت تأثيرها إتجاهاته إزاء مجالات النشاط العقلي المختلفة وعلينا ان نتأكد مما إذا كانت تلك العوامل مشجعة للطفل على ممارسة النشاطات الفنية ومواتية لها أم انها معوقة محبطة؟ ومما إذا كانت بيئة الطفل غنية بالخبرات وفرص الاستثارة الحسية والعقلية أم انها بيئة فقيرة ضحلة من حيث هذه الخبرات والمثيرات، وما إذا كان المناخ البيئي الاجتماعي يتسم بالسماحة والمرونة والمساندة تجاه محاولات الطفل نحو الكشف والتجريب والخروج عن القوالب النمطية المألوفة من التفكير أم انه مناخ ضاغط مقيد لا يحترم حرية الطفل في التعبير.

جريده الخليج

تسلميييييييييييييييييييييييين حبوبه على الخبر

الله يسلمج يالغلا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.