حكم اللعب بالنرد

الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..
فقد جاء في حكم اللعب بالنرد نصوص كثيرة:
منها ما أخرجه مسلم عَنْ ‏‏سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ‏ ‏عَنْ ‏‏أَبِيهِ ‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏قَالَ:
" مَنْ لَعِبَ ‏بِالنَّرْدَشِيرِ ‏فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ"،

قال الإمام النووي رحمه الله: (قال العلماء: النردشير هو النرد، فالنرد عجمي معرب،
و(شير) معناه حلو، وهذا الحديث حجة للشافعي والجمهور في تحريم اللعب بالنرد).

قال الإمام المُناوي رحمه الله في فيض القدير:
(وقد اتفق السلف على حرمة اللعب به ونقل ابن قدامة عليه الإجماع ولا يخلو عن نزاع،

قال الزمخشري: دخلت في زمن الحداثة على شيخ يلعب بالنرد مع آخر يعرف بازدشير فقلت:
الأزدشير النردشير بئس المولى وبئس العشير).اهـ.

وفي مصنف ابن أبي شيبة: (عن بُرْدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ يَزِيدَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنِ النَّرْدَشِيرِ،
قَالَتْ: قَبَّحَ اللَّهُ النَّرْدَشِيرَ وَقَبَّحَ مَنْ لَعِبَ بِهَا).

قال العلامة القرطبي المالكي رحمه الله في المفهم معللاً للحكم:
(مع ما فيها من الصد عن ذكر الله، وعن الصلاة، وعمَّا يفيد الإنسان في دينه ودنياه،
ومع ما يطرأ فيها من الشحناء، والبغضاء،
ولذلك شدَّد النبي صلى الله عليه وسلم في لعبها فقال: فيما رواه مالك عن أبي موسى:
"من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله"،
وهذا نصٌّ في تحريم النَّرد، وهو المراد بقوله: " فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه"،
فإنَّ هذا الفعل في الخنزير حرام؛ لأنَّه إنما عنى بذلك تذكية الخنزير، وهي حرام بالاتفاق،
ولذلك لم يختلف فيه، ويلحق به كل ما يقامر به)،

وعليه فإن الفقهاء على حرمة اللعب بالنرد، ولو مجانا أي بدون مال،
قال العلامة النفراوي المالكي رحمه الله في شرحه للرسالة: ( ولا يجوز )
بمعنى يحرم على ما في الجواهر على كل مكلف ( اللعب بالنرد ) ولو مجانا
لقوله صلى الله عليه وسلم : { من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم الخنزير ودمه }) والله أعلم.

والخلاصة

لا يجوز اللعب بالنرد،ولو مجانا،
وإذا كان اللعب بالمال ومع القمار صارت الحرمة أشد، والله أعلم وأستغفر الله.

الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف