السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تعلمين ما هو حسن الخلق…؟
حسن الخلق هو : <<هو بذل المعروف قولاً وفعلاً …وكف الأذى قولاً وفعلاً >>
غاليتي …بالرغم من حاجتكِ للوقت الكافي حتى تتعرّفي على أخلاق الآخرين..
إلاّ إنكِ أحياناً تشعرين بذات الخلق الحسن ..
تحسّين بوجودها … وتميّزينها سريعاً …
مثلاً .. في طريقة تحدّثها مع المرأة المسنّة …في طريقة تعاملها مع الخدم …في مواقفها مع من يُسيء
إليها أو يُقصّر في حقها عندما تتاح لها فرصة مناسبة للنيل من الآخر دون حسيب أو رقيب …
بل وقد تجد التشجيع كل التشجيع ممن حولها لكنها تمتنع عن إلحاق الأذى بمسلم أو مسلمة حتى ولو
بكلمة عابرة …!!!
ولسان حالها يقول:إني أُعامل الناس بأخلاقي ولن أنقص قدري عند ربي لأتعامل معهم بأخلاقهم أبداً..
يا الله…
لقد ذهبت بكل خير … وسبقت كثيرات بمسافات شاسعة … وتركت القيل والقال …والمكر بالليل والنهار …
وحمل الأضغان لأهله الحمقى…!
فأراحت قلبها … وحافظت على حسناتها …وفرّغت نفسها للعبادة …فهي مشغولة جداً بطاعة ربها …
وليس لها وقت زائد لتبعثره في مثل هذه التوافه …بل لو كان الوقت يُباع لاشترته بأغلى الأثمان..!!!
إنها باختصار كما قال صلى الله عليه وسلم:<< ذهب حسن الخلق بكل شيء >>..
إنها حقيقة وليست خيال … !
فلِمَ لا تكونين أنتِ هي ..؟؟!!
سيكون هذا سهلاً عليكِ .. تدرين متى ؟…… عندما تحتسبين…
هل تعلمين أختي الغالية ما الذي تجنينه من حسن الخلق عندما تحتسبين ذلك لله عز وجل..؟!
1- إن حسن خلقكِ إحسان منكِ لنفسكِ أولاً … وللمسلمين ثانياً … فقد كففتِ الشر عنكِ وعنهم … وبذلتِ الخير
لنفسكِ ولهم … فاحتسبي ثواب الإحسان الذي تولّد عن تقواكِ لله … والذي يترتب عليه المعيّة الخاصة من الله..
قال تعالى << أن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون >> النحل 128
هل تدركين ماذا يعني أن تحصل لكِ معيّة خاصة من الله تعالى..؟
إنها معيّة تليق بجلال ربنا وعظمته … إنها العون من الله … النصر … التسديد … الثبات ..
لقد فزتِ بشيء عظيم …فإذا شعرتِ به فاحفظيه كي لا تفقديه يوماً ما …!!
2- ثواب طاعة أمر الله سبحانه وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ..
قال تعالى << ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون >>المؤمنون 96…
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم << وخالق الناس بخلق حسن >>رواه الترمذي..
3- ثواب إصلاح ذات البين بأخلاقكِ لتنالي الحظ العظيم…
قال تعالى << ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه
عداوة كأنه وليٌ حميمٌ * وما يُـلقّاها إلاّ الذين صبروا وما يُـلقـّاها إلاّ ذو حظ عظيم >> فصلت 34-35..
إنها تلك التي تدفع بالحسنة السيئة .. وتصبر على ذلك من أجل إصلاح ذات البين ..
إنها ذات الخلق الحسن … ذات الحظ العظيم ..
4- أن يكمل إيمانكِ … قال صلى الله عليه وسلم << أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً .. وخياركم
خياركم لنسائهم خلقاً >> رواه الترمذي
إن الصالحين ليتنافسون على كمال الإيمان .. فتنافسي معهم بأخلاقكِ …
5- أما زلتِ تحلمين بأن تملكين بيتاً جميلاً ..؟
اسمعي جيداً … هل تريدين بيتاً رائعاً لم يخطر ببالكِ قط ..؟ …. في الجنة..!
وفي أعلاها أيضاً ..!!!
حسّني أخلاقكِ .. واحتسبي أن يكون لك بإذن الله ..
قال صلى الله عليه وسلم << أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقّاً .. و ببيت في وسط
الجنة لمن ترك الكذب وأن كان مازحاً … وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه >> رواه أبو داود
زعيم :ضامن
ربض الجنة : أسفلها
المراء : الجدال
6- لئن ضعفتِ عن قيام الليل وصيام النهار … فلن تعجزي عن تحسين أخلاقكِ لتبلغي منزلتهما ..
أليس كذلك..؟!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم << إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم >> رواه أبو داود
7- أن يحبكِ رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأن يكون مجلسكِ يوم القيامة قريباً منه جداً ..
قال عليه الصلاة والسلام << إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة .. أحاسنكم أخلاقاً…..>>
رواه الترمذي
8- احتسبي أن يكون حسن خلقكِ سبباً لدخولكِ الجنة بإذن الله ..
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه – قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة..؟
فقال:<< تقوى الله وحسن الخلق>> وسُئل عن أكثر ما يُدخل الناس النار..؟ فقال: << الفم والفرج >>
رواه الترمذي
9- احتسبي أن يثقل ميزانكِ يوم تخف الموازين … قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : << ما من شيء أثقل
في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلُق حسن .. وإن الله تعالى ليُبغض الفاحش البذيء >> رواه الترمذي
يا …كل الصفات الحسنة …
لقد أحسنتِ .. وأطعتِ ربكِ ورسوله صلى الله عليه وسلم … لقد نلتِ الحظ العظيم .. وكمل إيمانكِ …
وبلغتِ درجة الصائم القائم … وأثقلتِ ميزانكِ يوم وضع الموازين …
فماذا أبقيتِ لنا … لقد ذهبتِ بكل شيء …
قال أحد البلغاء<< الحَـسَـنُ الخـُـلُـقِ من نفسه في راحةٍ … والناس منه في سلامةٍ ..
والسيء الخـُـلُـق الناس منه في بلاء .. وهو من نفسه في عناء >>
منقول للفائدة
من كتاب << كيف تحتسبين الأجر في حياتكِ اليومية >>
تأليف/ هناء بنت عبدالعزيز الصنيع
والله كتاب راااااااااااااااائع جداً وأتمنى من كل وحده تقرأ الموضوع تشتري الكتاب والله إبداع في احتساب الأجر