لأنه موجود ، غير أنه محتجب بحجاب الإلف والعادة..
لأنه كامن ، غير أنه مستتر بستار ضغوط وأعباء الحياة..
لأنه حي ، غير أنه مكبل بأغلال المشكلات الطارئة
وأصداء الصدامات المتتابعة..
لأنه ساكن ، تغشاه الأضواء الزائفة والأهواء العارضة
التي تجذب كل طرف بعيداً عن الآخر..
لأنه هنا ، ولكنه يحتاج من يمد يده بقوة فيزيل الأغلال
والحجب والقيود ، ويمزق الخيوط والأستار والقلائد ،
وينفخ فيه الروح فيعود حياً كهيئته الأولى..
لأن الحب موجود بين شريكين جمع الله بينهما بميثاق
غليظ ، وربط بينهما بوشائج المودة والرحمة ، وجعل كلاً
منهما للآخر السكن والسكينة ومنبع الأمن ومعين الأمان..
نرجو منك وقفة هادئة … ومنكِ مراجعة متأنية ، في
محاولة لأن يعود الحب ضيفاً عزيزاً..يعيد إلى الحياة
بهجتها وسعادتها..
الحب بعد الزواج أقل وهجاً وأكثر عمقاً..
نعم هدأت المشاعر ، وتباينت الأحاسيس ، وظهر
الاختلاف الكبير بين فترة الزواج الأولى وما بعدها..ودخل
تيار الإلف والعادة ليصبغ الصورة بألوان هادئة غير ما
اعتادته العين من قبل ، فهل هذا يعني أن الحب قد
انتهى..؟!
كثير من الأزواج والزوجات يقع فريسة هذا التصور
الخاطئ ؛ فالحب بصورته المتوهجة في بداية الزواج قد
اتخذ صوراً مغايرة بعد ذلك..
فللحب مراحل أساسية:
مرحلة الإعجاب: وهي الانفعال والانبهار بصفات الطرف
الآخر ، والتي تبدو صفات طيبة ومثالية في وجهة نظرنا..
مرحلة الامتنان: وهو امتنان المحب للمحبوب علي ما تلقاه
منه من خير يلبي رغبته وحاجته..
وحب الإعجاب وهو عادة ما يصاحب المراحل الأولى في
التعارف بين الطرفين يكون أكثر حرارة وتوهجاً ، بينما
حب الامتنان هو الأكثر هدوءاً وعمقاً ودواماً ، وهي
المرحلة التي يسميها علماء النفس "حب الصحبة" والتي
تصاحب الزوجين حتى نهاية العمر..
غير أن حب الامتنان لهدوئه وعمقه وافتقاده لمظاهر حب
الإعجاب ، يؤدي بالزوجين إلى تصور زوال الحب ، كما
أن ظهور بعض الاختلافات العارضة والتي قد تظهر شيئاً
من مشاعر الغيظ والقلق والغضب ، قد تؤكد لدى الطرفين
زوال هذا الحب..
بعد الخلاف.. محاولة استعادة الحب:
** لا تنتظر من شريك حياتك الخطوة الأولى ؛ لأنها قد
تتأخر أو لا تأتي ، وكلما زادت الجفوة وطالت القطيعة ،
كلما كان الجرح أعمق وكان التئامه أصعب..
** الابتسامة بوابة الحب الأولى :
لأنها من أبرز صفات المؤمن يوم القيامة قال تعالى {وُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ} ولأنها صدقة لا تكلفك
الوقت والجهد قال صلى الله عليه وسلم (وتبسّمك في وجه
أخيك صدقة) ، ولأن لها مفعول السحر على قلب من تبتسم
وتهش له ، فلتجعلها أقصر طريق لبلوغ الغاية في تصفية
الأجواء ، ورأب الصدع ، وتوصيل رسالات التسامح
الهادئ أو الحب الكامن لشريك حياتك..ابتسم واجعل
ابتسامتك أول وسيلة للتعبير عن مشاعرك؟؟
** الكلمة الطيبة كشجرة طيبة:
قد لا يحتاج شريك حياتك إلى خطبة عصماء للتعبير عن
مشاعرك تجاهه ، ولا يتطلب نظم قصيدة غزل في صفاته
ومحاسنه..لكن بعض الكلمات البسيطة قد تكون أكثر فاعلية
ومصداقية وإخلاصاً ، لا سيما إذا جاءت في وقت الحاجة
مثل: حفظك الله ، شكراً ، والله يعطيك العافية ، الله يعينك
كان بودي مساعدتك..هل تحتاج مساعدة..هل تطلب
شيئاً..تبدو متعباً تحتاج بعض الراحة..
** الصمت المزمن عدو الحب:
لا تجعله صمتاً مزمناً ولكن اجعله مؤقتاً ما استطعت..حتى
ولو قطعته بطلب خدمة أو حاجة تحتاجها ، ابحث عن حجة
لقطع حبال الصمت وابحثي عن علة لكسر حاجز
السكوت..اجعل نبرة الصوت هادئة وحانية ما استطعت
حتى تسرع بالتئام الجرح ، ورأب الصدع ، ونسيان
المشكلة..
اخرق القطيعة برسالة جوال أو كلمة خطية على كارت
صغير ، أو مكالمة هاتف لمنزل أسرة شريك حياتك للسؤال
والمودة وصلة الرحم ، أو قم بشحن جواله كهدية رمزية
معبرة..
** نحو مصارحة رحيمة:
امنحها الوقت وامنحيه الفرصة للحوار والفضفضة
والتنفيس عن مشاعر الغضب الكامن ، وليكن شعارنا نحو
"مصارحة رحيمة" يحرص كل طرف فيها على سماع
شكوى الآخر وتفهم وجهة نظره ، ولا يبادر أي منهما
لإلقاء اللوم وكيل الاتهامات والتراشق بالكلمات..
** أجازة لاستعادة المشاعر الجميلة:
أسرع إلى نزهة أو رحلة لكسر حاجز الملل أو الفتور ؛
فهي فرصة لتستعيدان فيها ذكريات الأيام الجميلة ،
وترسمان ذكريات جديدة لمستقبل أيامكم..فهناك حينما
يختلف المكان والزمان ..تبتعدان عن المكان الذي تشتعل
فيه الخلافات ، والمناخ الذي اعتدتما التواجد فيه في أكثر
المشكلات ..
هناك قد تختلف نمط العلاقة بينكما فترى نفسك ملتزماً
بحمايتها وتشعر هي بسعادتها وهي برفقة زوجها بين
الكثير من الزوجات والأزواج ، ستشعر أنك كامل لست
وحيداً ناقصاً بصحبة أسرتك بين الأسر المترافقة المتحابة
، وستشعر هي بالتقدير لرغبتك في رسم السعادة على
صفحة حياتها..
ستكتشفان معاً أنه موجود وحقيقي وكامن ، حي يحتاج من
ينفض عنه الغبار لترتوي به أرواحكما الظمأى ، ويعود
إليها الحب..
بعد الخلاف كيف يعود الحب
راق لي …
سلمت اناملك
تتأخر أو لا تأتي ، وكلما زادت الجفوة وطالت القطيعة ،
كلما كان الجرح أعمق وكان التئامه أصعب..
أشكرج عزيزتي درر
تسلمين