وبعد أيام تحقق جزء من أحلامه فقد تزوج ولكن تأخر الحمل عند زوجته وصار الناس ينظرون إليه بنظرة إشفاق ورحمة وأخذ بعضهم يطرح عليه أسماء لامعة من الأطباء كي يتدارك العمر ليرى فلذات الأكباد.
فأصبح كلما جلس في مجلس نصحه الكبير والصغير ولكن ما هي هذه النصيحة؟! إنها نصيحة بالأخذ بالأسباب الدنيوية وللأسف الشديد ربما ينسون الأسباب القوية المؤثرة ألا وهي الاتصال برب العالمين برفع قوة الإيمان.
وفي مجلس من المجالس أخذ الحاضرون يطرحون اللائمة عليه وكأنهم يظنون أن هذا بيده حتى ضاقت عليه الأرض بما رحبت.
ثم إن زوجته قد شُحنت كذلك من النساء اللاتي يجلسن معها والمرأة المسكينة ربما تتعلق بالكلام ولو أنه من نسج الخيال، فيقول: فحدثتني بذلك، مما زاد الطين بلة.
يقول: فصليت لله ركعتين أناجي فيهما ربي في دعاء عريض عند السجود وأتذكر قول الله تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} [النمل:٦٢].
يقول: بحمد الله لم ينقض شهر إلا وقد قدر الله الحمل عند الزوجة.
ربي يوفقنا ويرزقنا من نعيمه ومن حيث لا نحتسب