دخييييييييييييييييييييييييلكن
ابا حوار بين البخيل والكريم
والسموحه
وبعصر مخي اذا طلع شي بكتب
بس حددي المرحله الدراسيه
هم جيران و أصدقاء في العمل
يعملان في نفس الشركة
يكاد لا يفترقان أبدا
احدهم له خبرة و مركزه عالي
مدخول الشهري ضعف الآخر
لكنه بخيل لا يتصدق
أما الثاني فيعمل في منصب بسيط
و بالرغم من مدخوله المحدود
يتصدق وينفق من ماله قدر المستطاع
الغريب في الأمر أن هذا الأخير كان يستطيع
و في كل إجازة صيف الذهاب للنزهة
مع عائلته بحيث يقضي الشهر بكامله
في مناطق خلابة ترفيهية للراحة والمتعة
أما الأول البخيل فلا يستطيع فعل ذالك
بسبب نقص إمكانياته المادية
تعجب هذا الشخص !
خاصة عندما كان يرى من على نافذته
جاره و هو يعد حقائبه للسفر مع زوجته و أولاده
مشاهدا الجو الذي كان يغمره الفرح و السرور
لذلك الجار البسيط
بينما أولاده في تعاسة يتباكون من حوله
وهو ينظر إليهم و لا يستطيع فعل شيء
فكان يتحجج بألف حجة
لكنه لم يستطيع إقناعهم ولو بواحدة
فيقول في نفسه وهو في حيرة من أمره
و في داخله غليان من الحسد :
كيف يستطيع جاري هذا التمتع مع عائلته كل عام
وأنا على علم أن مدخوله نصف مدخولي ؟
كيف, وأنا لا ابذر ولا اصرف نقودي عبثا
فكل شيء أدونه في دفتري
وأحاسب نفسي يوميا
كيف يحصل هذا ؟
فما هو السر ؟
أسئلة عديدة لم يلقى لها حل
فقال وهو عازم من أمره :
يجب أن اعرف السبب لا محالة
فالأمر أصبح لا يطاق ولا بد من فعل شيء
فقرر بعد أن فكر
أن يصارح جاره ليعرف السر
بعد عودت هذا الأخير من رحلته
.
.
.
.
.
.
.
.
.
مرت الأيام……
وفعلا بعد رجوع جاره اغتنم هذه الفرصة
فخرج من غير عادته في استقبالهم
و هم متعبين و مرهقين من السفر
وعزمهم لتناول العشاء في بيته
وقد أسر في ذلك.
تعجب الجار من تصرفات زميله الغير عادية
المهم مرة الأمور كما يجب الحال
وهم مجتمعين في البيت يتبادلون أطراف الحديث
فكان الأخ الكريم يقص مغامراته و ما شاهده في رحلته
و الثاني يستمع و هو يغيض ويتحسر داخليا
دون أن يظهر ذلك لصاحبه
و الأطفال يستمعون بتركيز شديد عن كل التفاصيل
و الزوجة تتنهد
لم يتمالك الرجل البخيل أعصابه
فقال لصاحبه وبدون مقدمات
هل لي أن اسلك سؤال !
فقال له تفضل أسئل ما شئت .
فقال وهو يبتسم ابتسامة صفراء :
كيف تستطيع أن تسافر كل عام ؟.
فدخلك محدود و مصاريف العائلة لا تعد و لا تحصى ؟
فكيف تفعل ذلك بالله عليك ؟
فرد عليه : الحمد لله على نعمه الكثيرة ,
أنا و بكل بساطة عندما أتقاضى راتبي الشهري اجعل
مقدار معين من النقود على حد
لا أمسها إطلاقا إلا في الحالة الضرورية القصوى
وما إن يمر العام حتى اجمع ثمن السفر و الرحلة
وبالتالي استطيع السفر أنا و عائلتي
هذا كل ما في الأمر
فقال البخيل وهو متعجبا :
لكن أنا كذلك استعمل نفس الطريقة
و بالرغم من هذا أجد نفسي
غير قادر على ادخار شيء
ففي كل مرة اجمع فيها مقدار معين من المال
أجده يذهب يمينا و شمالا
بحيث تحصل لي ظروف و مشاكل لم احسب لها حساب
مرة يمرض لي احد الأبناء فاحمله للمستشفى
واقضي الساعات الطوال في انتظار الطبيب
واختم الليلة الطويلة بشراء الأدوية الباهظة الثمن
و مرة تتعطل السيارة فاضطر لإصلاحها من طرف الميكانيكي
فتكلفني الشيء الكثير
و مرة يتكسر جهاز كهرومنزلي فأريد إصلاحه لكن دون جدوى
فاضطر لتعويضه بجهاز جديد
و هكذا في كل مرة تحصل لي أمور و أشياء لم تكن في الحسبان
و بالتالي مع قرب الإجازة تراني غير قادر حتى على الخروج
مع أهلي للتفسح و لو لفسحة بسيطة لمدة يوم أو يومين خارج البيت
سكت الضيف قليلا ثم رد عليه
الحمد لله .
أنا لم أصب بالمشاكل التي ذكرتها لي
صحيح انك تنتهج نفس منهجي
لكن الفرق هو أن ظروفك الطارئة غير ظروفي
فبرغم من أن سيارتي قديمة مقارنة مع سيارتك
لكنها لم تتعطل ولم يصيبها إلا بعض المشاكل الطفيفة و العادية,
أما عن الأطفال و الحمد لله في صحة جيدة طوال العام
فهم يصابوا أحيانا بأمراض بسيطة
لكن لا تستوجب الذهاب بهم إلى المستشفى
أو حتى لشراء الأدوية
فشيء من العسل و زيت الزيتون
و قليل من الليمون تكون كافية لاسترجاع صحتهم
و البيت بسيط لا يحتاج لا للإصلاح و لا للترميم
و الزوجة محافظة اقتصاديا عن كل لوازم البيت
وكل شيء يمر في بيتنا عادي
احتار البخيل من أمره فقال في نفسه
يا للعجب
لماذا يحصل لي كل هذه المشاكل
بينما جاري لم يصب منها بشيء
لا بد أن هناك شيء آخر خفي يجب أن أعرفه
فبدأ يدقق مع جاره و يسأله أسئلة أكثر دقة
و هذا الأخير يجيبه بعفوية تامة دون أدنى حرج
فلم يستطع البخيل استنتاج أو استخلاص شيء
فغير الحديث إلى مواضيع أخرى
بعد أن يأس من أمره…..
إلى أن وصل بهم الكلام
إلى المواضيع و الأمور الدينية
فكلى الجارين ما شاء الله عليهم
يصليان الصلوات الخمس و يؤديان الفرائض على أحسن وجه
و مع تبادل أطراف الحديث و بالصدفة ذكر الأخ الكريم
انه كان يتصدق وينفق في كل مناسبة تتيح له ذلك
فأحيانا عندما يقوم أصحاب المسجد بجمع التبرعات
يقوم هو بالمساهمة و المشاركة حتى ولو بمقدار بسيط
و عندما يسمع عن زميل له في الشغل في أزمة مالية
يقوم بمساعدته ولو بشيء رمزي
ومرة يعزم زملائه العزاب في الشغل لتناول الطعام في منزله
و مر يطعم مسكين من المساكين
وهكذا في كل مناسبة تسمح له بالإنفاق
يتصدق دون أدنى تردد
ولا يحسب لها حساب
و ينسى على الفور ما قام به
و لا يسجله في دفتره اليومي
هنا تراجع البخيل قليلا و أخذ يفكر…..
إلى أن إهتدى إلى السر
بحيث أدرك انه لم يكن يفعل ذلك إطلاقا
وهذا هو الفرق الوحيد بينه و بين جاره
فلم يكن يتصدق مثلما كان يفعله زميله
ولا يحظ على إطعام المساكين
أو إعطاء يد المساعدة لمن حوله
فانقلبت عليه الموازين و المعادلات الحسابية
مما جعله يعيش معيشة ضنكا
وجاره في عيشة راضية
أدرك عندها انه يجب أن يغير من سلوكه
و انه يجب عليه أن يتصدق
حتى يعوضه الله تعالى
و يذهب عنه المشاكل
و المعيشة الصعبة و يسهل له أموره
وفعلا هذا الذي حصل
بحيث مر العام كما يجب الحال
فتحسنت أموره المادية
ولم تحصل له الظروف الطارئة كبقية السنوات الماضية
فاستطاع بذلك جمع مقدار لا باس به من المال
كانت السبب في أن يسافر هو و عائلته رفقت جاره
في رحلة ممتعة وسعيدة و مريحة لم يسبق لها مثيل