تخطى إلى المحتوى

الطلاق الصامت

حين تستحيل الحياة الزوجية بين الزوجين ويتعذر جريان جداولها من جديد، هنا يبرز الطلاق كحل أخير، ليس منه مهرب، بعد فشل كل محاولات الترميم والإصلاح وتقريب وجهات النظر. وحين يتم الطلاق في جو من الاحترام المتبادل والفهم العميق لمعناه الحقيقي، فإن تداعياته ستكون أخف وطأة على نفس الزوجين والأطفال وهو ما يُطلق عليه مجازاً ”الطلاق الناجح” مصداقاً لقوله تعالى ”وإن يتفرّقا يُغْنِ اللّهُ كُلاً مِن سَعَتِهِ وكانَ اللّهُ واسِعاً حَكِيماً”، فعلى الزوج والزوجة أن يدركا أن الطلاق ليس نهاية العالم، كما قد توحي بذلك ثقافة المجتمع التي قد تكون – مع الأسف – أشد ألماً على نفسيهما أكثر من الطلاق نفسه!

لكن هناك نوع من الطلاق يتم بصمت وخلف الكواليس المظلمة وبين جدران العتمة المخيفة وهو ما يُعرف مجازاً بــ ”الطلاق الصامت” والطلاق الصامت أشد خطراً من الطلاق الفعلي؛ لأن آثاره المدمّرة على نفسية الزوج والزوجة والأبناء بمنزلة المسرحية الدرامية الموغلة في السوداوية التي يستمر عرضها يومياً دون أن تكون لها نهاية يسدل بعدها الستار، لذلك نجد أن كل الأشخاص فيها متعبون منهكون لاهثو الأنفاس يحاولون التماسك وإظهار الصمود بينما نفسياتهم في الواقع تنهار بشكل مؤلم ومخيف، فالطلاق الصامت إشكاليته ليست بالفتور العاطفي فحسب، ولكن بالعيش في حياة شبه منتهية من أجل مظهر اجتماعي معين أو من أجل الحفاظ على الأطفال من التشتت أو لعدم وجود عائل للمرأة غير الزوج، أو لأنها تفضل الاستمرار في كونها زوجة على أن تحمل لقب مطلقة ينظر لها المجتمع تلك النظرة القاسية المؤلمة، ومن مظاهر الطلاق الصامت الانفصال الجسدي بين الزوج والزوجة فكل واحد منهما يعيش في غرفة مستقلة أو على الأقل يولي ظهره للآخر في الفراش، وكذلك انعدام الحوار والتفاهم بينهما، وتراكم المشكلات دون حلها وعلاجها، وعدم وجود مشاعر الحب والمودة والرحمة وسيطرة العناد عليهما، وعدم تقديم تنازلات في الحالات التي تستدعي ذلك، وتعمد إهانة الطرف الآخر بشكل دائم، والسلبية واللامبالاة بالاهتمام بالطرف الآخر، وعدم تحمُّل المسؤولية، وخاصة تربية الأولاد من أحد الطرفين، وكثرة الانتقادات للتصرفات الصادرة من كل طرف تجاه الآخر، كما أنه سبب للخيانة الزوجية، وهو أشد مرارة من الطلاق الفعلي لأن الاستنزاف النفسي فيه مؤلم وموجع للطرفين ولا يمنح فرصة الحياة الكريمة لهما، بسبب ما يصاحبه من الإحساس بالنقص والدونية والوحدة والاكتئاب والغربة والظلم، كما يفتقد فيه كل طرف إحساسه بالأمان العاطفي والنفسي والإنساني.

وغالباً الأطفال هم مَن يدفعون ثمن الطلاق الصامت لأنهم عرضة لتنفيس المشاعر السلبية عليهم، ومن هنا يعاني معظم أطفال الطلاق الصامت اضطراب الشخصية والانحراف السلوكي والعدوانية. إذن الطلاق الصامت جريمة ضحاياها أناس أبرياء، قد يكون سببه الأهل حين لا يساندون ابنتهم، أو الزوجين حين يفضلان بناء جدار مؤلم صلب يحول بينهما وبين مواجهة وضعهما الزوجي المتعثر، لكن يظل المجتمع مسؤولاً حين يتجاهل هذه الظاهرة الموجعة رغم إفرازاتها التي ستثقل مؤسساته فيما بعد. وأصحاب الاختصاص من علم الاجتماع والنفس، والإعلاميون، والباحثون، والمثقفون، والدعاة، مسؤولون كذلك حين لا يقفوا وقفة جادة أمام هذه الظاهرة التي تؤدي بالأسرة إلى التخبط والانحراف عن المقصد الحقيقي للزواج وهو المودة والرحمة والسكن والعيش بكرامة واحترام وأمان!

الله يعافينا
احيانا الطلاق شر لابد منه
اذا استحالت الحياة الزوجية
و الله يعوض الجميع

الله أيسر أمر كل مسلم ويبعد عنا الخلافات

الله يعافينا

خليجية المشاركة الأصلية كتبت بواسطة افناان خليجية
الله يعافينا
احيانا الطلاق شر لابد منه
اذا استحالت الحياة الزوجية
و الله يعوض الجميع

نا وحده من الي يعانون من الطلاق الصامت كثر من ٤سنوات بس تعوت على ها الحل احاول اربي عيال على احسن حال الله كريمخليجية

الله المستعان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.