رضا أحمد السيد موسى
يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{157}) البقرة: 155-157.
نستخدم عادة كلمة ( صدمة ) للتعبير عن التأثر النفسي الشديد … ولكن المفتاح لتعريف هذه الحالة والمعروفة بـ "trauma" بشكل مبسط هو حالة من الضغط النفسي تتجاوز قدرة الإنسان على التحمل والعودة إلى حالة التوازن الدائم بعدها ، دون آثار مترسبة .
ولقد قام المختصون بتعريف الصدمات النفسية بأشكال مختلفة يعتمد كل منها على التجربة الفردية الخاصة نحو الحدث الذي أدى إلى الصدمة ويعتبر أكثرها أثراً هو ذلك النوع من الصدمات التي تهدد بخطورة على الحياة أو الإصابات الجسدية والمفاجآت الخارقة للعادة … فتجعل الإنسان في مواجهة الخوف من الموت ،
وتتنوع الصدمات وتنقسم إلى كوارث طبيعية وكوارث من صنع البشر، وتتعد ردود الأفعال للضغوط الواقعة على الفرد، وتختلف استجابات الأفراد لخبرة الصدمة اختلافاً كبيراً
ويعتمد هذا الاختلاف على عدد من العوامل من أهمها ما يلي:
1- ظروف الصدمة (نوعها – مدتها – الأشخاص).
2- الفروق الفردية بين الأشخاص في الاستجابة للصدمة نفسها.
3- طرق مواجهة المشكلات ومحاولة التغلب عليها أو الأنماط المميزة للتعامل مع المواقف الضاغطة.
علامات وأعراض الصدمة على الفرد:
ينجم عن الحادث الصدمي علامات وأعراض على الفرد الذي تعرض لهذا الحادث وهذي العلامات والأعراض تتباين ما بين أعراض عضوية وانفعالية ومعرفية وسلوكية:
1- الأعراض العضوية:
– العرق الزائد.
– نوبات من الدوار.
– ارتفاع ضغط الدم.
– زيادة ضربات القلب.
– التنفس السريع.
2- الأعراض الانفعالية:
– الغضب.
– الأسى.
– الاكتئاب.
– القهر.
3- أعراض معرفية:
– اختلاط التفكير.
– صعوبة اتخاذ القرار.
– انخفاض التركيز.
– خلل في وظيفة الذاكرة.
4- العلامات والأعراض السلوكية:
– اضطرابات الأكل.
– اضطرابات النوم.
– اضطرابات الملبس.
الكوارث الطبيعية وتوزيعها:
الكوارث الطبيعية مسببات للصدمة، ولا دخل للإنسان غالباً في حدوثها ولا يستطيع نجنبها، ولقد أفادت التقارير حدوث ما يقارب من 8000 كارثة طبيعية على نطاق العالم بين عامي 1967م – 1991م، وقتلت هذه الحوادث أكثر من ثلاثة ملايين شخص، وأثرت تأثيرات سيئة على ما يُقارب ثمان مئة مليون شخص، ونتج عنها أضرار اقتصادية مباشرة تقدر بثلاثة وعشرين بليون دولار، وتكبدت أكثر الوفيات خلال هذه الفترة الدول الأكثر فقراً وذات العدد الأكبر من السكان، فحدث 86% من هذه الكوارث في الدول النامية واستأثرت هذه الدول بـ 78% من الوفيات.
علاج اضطرابات الضغوط التالية للصدمة:
1- العلاج السلوكي:
وتتلخص الافتراضات النظرية في العلاج السلوكي في أن استجابة المريض لذكريات الحوادث الصدمية هي التي تنتج المظاهر الأولية لاضطرابات الضغوط التالية للصدمة،
كما افترض أن الملامح الثانوية لهذه الاضطرابات تتسبب بشكل مباشر أو غير مباشر في ردود فعل المريض لهذه الذكريات ومن ثم فإن تذكر المريض للحادث الصدمي هو بؤرة الاهتمام في المدخل السلوكي لعلاج هذا الاضطراب.
وبالتالي فإن استعادة ذكريات الصدمة ، واستعادة الشخص لمشاعر استجابته وردود أفعاله إزاء تلك الأحداث يساعد في تخفيف قلقه وتوتره وتأثره بها.
2- العلاج بالعجز:
ويعتمد العلاج بالعجز على تقديم تخيّل للحادث الصدمي الذي واجه المريض، ويحدث ذلك بشكل متكرر حتى الدرجة التي يصبح فيها المنظر الصدمي غير مثير لمستويات مرتفعة من القلق ، وبالتالي يمكن مساعدة المريض على تخيل الحدث بصورة متكررة حتى يصبح تذكره أو استعادته أمر غير مقلق للمريض ،
ويعتمد هذا العلاج على ما يلي:
– التدريب على الاسترخاء.
– التدريب على التخيّل السار (المفرح).
3- العلاج الانفجاري.
ويعتمد على ما يلي:
– إعادة تحديد الحادث حتى يكتسب معنى منسقاً في هذا العالم ، كأن نبين للمريض حجم هذا الحدث ومدى تكراره وآثاره المفيدة من الجانب الآخر..
– إيجاد معنى فرض في هذه الخبرة.
– تغيير السلوك لمساعدة الفرد على منع الحادث من أن يعاود الحدوث ، بأن نتحدث معه عن كيفية الاستعداد لمثل هذه الحوادث وكيفية اتخاذ الاحتياطات والتدريبات اللازمة لمواجهة مثل هذه الأزمات..
– البحث عن المساندة الاجتماعية.
4- العلاج الجماعي:
يتضمن العلاج الجماعي كما يستخدم في علاج اضطرابات الضغوط التالية للصدمة، مجموعة من المرضى الذين يشتركون في الاضطرابات ذاته بالإضافة إلى المعالج بطبيعة الحال، حيث يتحدث كل فرد عن الحادث وأثره عليه في حضور أقرانه والمعالج النفسي ، وفيها مميزات من أهمها أنهم يشاركون بعضهم بعضاً الخبرات ذاتها، ويتقاسمون المشكلات عينها، ويقدمون سنداً انفعالياً لبعضهم البعض.
داعياً المولى أن يحفظ كل المسلمين من كل سوء.
استغفر الله استغفر الله
استغفر الله استغفر الله استغفر الله
استغفر الله استغفر الله استغفر الله استغفر الله
استغفر الله
استغفر الله
استغفر الله
استغفر الله
استغفر الله