فيكون صدقة عليهم وربما كان أفضل من الصدقة بالمال،
وهذا كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
فإنه دعاء إلى طاعة الله، وكف عن معاصيه
وكذلك تعليم العلم النافع، وقراءه القرآن،
وإزالة الأذى عن الطريق، والسعي في جلب النفع للناس
، ودفع الأذى عنهم والدعاء للمسلمين والاستغفار لهم.
ومن أنواع الصدقة: كف الأذى؛ ففي الصحيحين
عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله: "أي الأعمال أفضل؟
قال: "الإيمان والجهاد في سبيله".
قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال:
"أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمناً"
. قلت: فإن لم أفعل؟ قال: "تعين صانعاً أو تصنع لأخرق".
قلت: يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟
قال: "تكف شرك عن الناس فإنها صدقة".
البخاري رقم (2518) ومسلم (84).
وفي سنن الترمذي من حديث أبي ذر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف
ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض
الضلال لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم
عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو
أخيك لك صدقة".مسلم رقم (1956)
وصححه ابن حبان (474) و (529)
الصدقه عن النفس
وفي صحيح ابن حبان من حديث أبي ذر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ليس من نفس ابن آدم إلا عليها صدقة في
كل يوم طلعت فيه الشمس".
قيل يا رسول الله: ومن أين لنا الصدقة نتصدق بها؟
قال: "إن أبواب الخير كثيرة: التسبيح، والتكبير، والتحميد،
والتهليل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
وتميط الأذى عن الطريق، وتسمع الأصم، وتهدي الأعمى،
وتدُلُ المستدل على حاجته، وتسعى بشدة ساقيك مع
اللهفان المستغيث، وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف،
هذا كله صدقة منك على نفسك"
مسلم برقم (3377)
ومن أنواع الصدقة: أداء حقوق المسلم على المسلم
كما في صحيح مسلم: "للمسلم على المسلم ست".
قيل: ما هن يا رسول الله، قال: "إذا لقيته تسلم عليه،
وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له،
وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعْدهُ،
وإذا مات فاتبعه" مسلم (2066).
من أنواع الصدقة: المشي بحقوق الآدميين الواجبة إليهم،
قال ابن عباس: من مشى بحق أخيه إليه ليقضيه،
فله بكل خطوة صدقة
أورده السيوطي في الجامع الكبير (838/2)
ونسبة إلى الطبراني والضياء المقدسي.
النوع الثاني من الصدقة التي ليست مالية:
ما نفعه قاصر على فاعله كأنواع الذكر من التسبيح
والتكبير والتحميد والتهليل والاستغفار وكذلك المشي
إلى المساجد وركعتي الضحى،
ومنها محاسبة النفس على ما سلف من أعمالها
والندم والتوبة والبكاء من خشية الله والتفكر في ملكوت
السماوات والأرض
وفي أمور الآخرة وما فيها من الوعد والوعيد
قال كعب: "لأن أبكي من خشية الله أحبُ إليّ
من أن أتصدق بوزني ذهباً
رواه أبو نعيم في الحلية (366/5).
نعم، إنها صدقات متنوعة وطرق للخير ميسرة
منها المتعدي ومنها القاصر نفعها على فاعلها
ولكل إنسان ما يحسن منها.