السونا وسيلة حرارية مترفة للشفاء والاسترخاء

وكم مرة فكرت فى تجربتها بعد أن نصحتك بها إحدى الصديقات؟ ولكن المزيد من المعلومات حول السونا ستجعلك أول من يبادر إلى دخولها بانتظام. لمزيد من اللياقة والصحة والجمال. فقد عرفت الحرارة منذ قرون كوسيلة للشفاء والاسترخاء، والسونا تستخدم الحرارة بجرعات مضبوطة ومعينة من أجل علاج مشاكل التنفس وألم العضلات والتخلص من التوتر بل، ومن أجل التخسيس وحرق الدهون، وتعمل السونا على تحفيز الدورة الدموية فى الجسم لدرجة تسبب إفراز العرق وتخليص الجسم من العناصر السامة الموجودة فيه.
تشير الدكتورة نهى رفاعى، استشارية الطب البديل بجامعة القاهرة، إلى ان السونا كلمة فنلندية تصف نوعاً خاصاً من الحمامات، وهى عبارة عن حجرة من ألواح الخشب وأسرة خشبية وموقد من نوع خاص به حجارة للاشتعال. هذا هو الشكل النموذجى لحمام السونا، والغرض منه توليد حرارة جافة يتعرض لها الشخص أثناء أخذ الحمام. وفائدة هذه الحرارة خروج عرق الجسم. وكلما زاد العرق، زاد مفعول الحمام كمنظف للجسم ومطهر له من السموم، التى تخرج مع العرق. كما يؤدى الحمام الى تنشيط الدورة الدموية وأجهزة الجسم عامة. والسونا وإن كانت وسيلة للحصول على جلد نظيف، إلا أن فوائدها أكثر بكثير من مجرد النظافة الشخصية، وأفضل الفوائد الصحية للسونا هى أنها تسبب الشعور بالاسترخاء، وهو ما يفسر ازدياي الولع بها هذه الأيام بعدما ضغطت الحياة العملية والمادية علينا بشكل كبير. وتساعد السونا على الاسترخاء من خلال تهدئة العضلات المجهدة. والسونا معروفة بقدرتها على تخليص العقل والبدن من التوتر. وتعرف السونا أيضا بقدرتها على تخفيف ألم المفاصل.

علاج فعال لضغط الدم
حول فوائد السونا العلاجية أيضا ترى الدكتورة عايدة العمريطى، استشارية الطب البديل بجامعة القاهرة، أنه من الممكن خفض حالات ارتفاع ضغط الدم الخفيفة والمتوسطة، بإستخدام حمامات البخارية بشكل مبرمج ودون الحاجة إلى الأدوية. فالسونا صحية ومفيدة للذين يعانون من ضغط الدم المرتفع، لأن درجة الحرارة المرتفعة والتعرق يؤثران إيجاباً على توتر الأوعية الدموية وتنصح بضرورة الالتزام بالبرنامج من أجل الوصول إلى استفادة كاملة وصحية، وهى أن يزور المريض السونا مرتين فى الأسبوع، فى حدود درجات الحرارة المقبولة: أمد كل منهما 8 إلى 10 دقائق، كما ينبغى أن يكون التبريد تدريجياً باستخدام الدش وليس بالقفز فى الماء البارد.

تنشيط عضلة القلب
ويقول الدكتور محمود رسلان، استشارى الصحة والطب البديل بجامعة القاهرة: " تساعد السونا أيضا على تنشيط عضلة القلب من خلال رفع درجة حرارة الجسم، وبالتالى رفع معدل نبض القلب، والنتيجة تنشيط الدورة الدموية فى الجسم. ويعرف أن السونا تزيد معدل نبض القلب بنسبة 75 – 50%، وهو ما يعادل النسبة الناتجة عن المشى السريع". وأشار إلى أن الجلوس فى السونا على الطريقة الفنلندية يزيد معدل إفراز الأندروفين، الذى يساعد على التغلب على الألم فى الجسم البشرى، ويعطى إحساساً بالسعادة، وتستخدم الساونا لجلب الإحساس بالارتياح فيقولون عنه إنه مجدد لشباب العقل والجسد معاً.

تنظيف البشرة
بإمكانك سيدتى وأنت جالسة فى السونا ان تعملى مساجاً للوجه بأصابعك بحركات دائرية بكل لطف، وبدون مبالغة فى ذلك على الوجه بالكامل، وهذا المساج سيعمل على تحمير الوجه ويجعله ينبض بالحيوية ويحميه من التجاعيد. فتساعد السونا على تفتيح مسام البشرة وإخراج السموم منها، ونتائج السونا أكيدة ومضمونة فى تنعيم البشرة وإعطائها بريقاً ولمعاناً لا مثيل لهما.

فقدان الوزن والتئام الجروح
ويؤكد الدكتور رسلان أن جلسة واحدة من السونا تحرق نحو 300 وحدة حرارية، وهو ما يعادل ما يحرقه الجرى مسافة ثلاثة أميال. كما تعرف السونا بقدرتها على مكافحة السيلوليت، الشبح الذى تخافه كل امرأة. كذلك هى معروفة بقدرتها على لأم الجروح، حيث تعمل الحرارة على توسيع الأوعية الدموية وتوصيل المزيد من الأوكسجين إلى الجروح وبالتالى التئامها بشكل أسرع.

تقوية مناعة الجسم وطرد السموم
ترفع السونا درجة حرارة الجسم بشكل مصطنع، مما ينشط الجهاز المناعى فيه، وبالتالى إنتاج المزيد من خلايا الدم البيضاء، والأجسام المضادة التى تحارب البكتريا والفيروسات. كذلك تساعد السونا على إفراز العرق بغزارة وتنظيف الجسم وتخليصه من العناصر السامة التى تؤذيه. كما يمكن بواسطته أيضا التخفيف من أعراض الحساسية نظراً للتغيرات فى الطقس مثل الصداع أو الانهاك أو النعاس.

إرشادات عملية وصحية للحمام البخارى
ينصح الدكتور حسن البابلى، استشارى الطب البديل بجامعة القاهرة، عند استخدام السونا، بأن لا تزيد درجة الحرارة على 190 درجة فهرنهايت (حوالى 60 درجة مئوية) وفى نفس الوقت، وبخاصة للذين يستعملون السونا لأول مرة، فإن عليهم عدم المكوث فيه لمدة تزيد على 6 دقائق. أما بالنسبة للمحترفين، فإن مدة مكوثهم يجب ألا تزيد على 15 دقيقة لئلا يتعرضوا لأخطار صحية. فإذا زاد معدل عمل السونا او زادت مدة البقاء بالحمام فإن منافعه تنقلب لاضرار بسبب التعرض الزائد للحرارة الجافة. أما المعدل المناسب لعمل الحمام فهو مرتان الى ثلاث مرات أسبوعياً على الأكثر. كما ان الكبار فى السن والمصابين بالأزمات (نوبات ضيق التنفس بسبب ضيق فى التشعبات الهوائية)، وكذلك من لديهم متاعب صحية فى القلب ووظائف الكبد، والمصابين بضغط الدم العالى، والسكرى يجب ألا يستخدموا هذه الوسائل، حيث أنه إذا زاد المكوث فى هذه الحمامات فإن الخسارة الكبيرة التى تحدث لماء الجسم والمواد المعدنية التى تذوب فى الماء، ستؤدى للإصابة بالسكتة الحرارية، وإذا تفاقم الأمر يمكن حدوث تلف فى الدماغ والموت.