تخطى إلى المحتوى

التعليم ومستقبل الهوية الوطنية

  • بواسطة

السلام عليكم ورحمة الله…

عرف عن مربي الجمال أو (باللهجة المحلية مضمري لرجاب)، في الزمن السابق إذا ضاعت لهم ناقة أو بعير، أنهم يعرفونها من وسمها (وهي علامة تحدد بالكي بالنار على جلد الجمال) ، وذلك أن أهلنا متى رأوا ذلك الوسم عرفوا لمن هذه الناقة ولأي القبائل تنتمي، وكان لهذه الأشكال من الوسم مسميات معروفه بينهم ،مثل (الحلقة، والعمود، والخطام ، والكشحة، والعضاد، والمشعاب، والقلادة، والعرقاه)، ولكل قبيلة وسم مميز بها.

بالفعل الجمال أو (لرجاب) لها هوية مميزة تعرف بها وهي الوسم ، فتستطيع أن تميز حلالك (رجابك) بواسطتها عن حلال غيرك ، لكن كيف سنستطيع أن نميز بعضنا كمواطنين بعد انقضاء السنين وهذا الذوبان المبرمج والذي نتعرض له بواسطة الطوفان الجارف من الخليط الغير متوازن من البشر، وخاصة بعد أن ضاعت الروابط التي تجمعنا وما يميزنا من هوية ولغة والخوف على الدين.

دارت هذه المخاوف والهواجس في ذهني بعد أن حضرت ندوة (التعليم ومستقبل الهوية الوطنية) والتي أقيمت يوم الاثنين 23/6/2019م بقصر الثقافة بإمارة الشارقة.

فقد استمع الجميع للطرح المميز للدكتور/ عيسى خليفة السويدي ( مستشار وخبير في شؤون التربية والتعليم بدولة الإمارات)، في الورقة الأولى ذكر بأن المدارس هي المحتضن الأساسي والرئيسي لتقوية الهوية في نفوس أبنائنا، ولكن إذا كان هناك خلل في المنظومة التعليمية والقيمية في تلك المدارس فسوف تكون النتيجة كارثة من ضياع ودمار للهوية الوطنية، وقال بأن من مشاكل التفرد في صناعة القرار عدم إشراك الميدان والمجتمع في صياغة خطط وأهداف إستراتيجية للارتقاء بمستوى التعليم بمدارس الدولة، وأيضاً العزف على وتر ضعف اللغة الإنجليزية كمدخل لتدخل وجلب الأجانب وإعطاء دور أكبر لشركات القطاع الخاص والتجار في الاستحواذ والتحكم بالتعليم، ويرجع ذلك كله لسوء إدارة التعليم من قبل وزارة التربية، وذكر أنه حتى أمريكا لم يتجاوز ما بيع من المدارس لديها للشركات والقطاع الخاص نسبة 9% ، وكل دول العالم لا تدرس أبناءها سوى بلغتهم الأم وذلك لربطهم بهويتهم ومجتمعهم، وقد ركز بعد ذلك على جزئية خطيرة ومهمة في التعليم وهي لا تتوفر إلى عند المعلم المواطن فقط وهي (غرس القيم والمبادئ النبيلة والهوية في الانتماء للوطن لدى هذا الطالب) حيث أن المدرس الأجنبي فاقد لهذه الجزئية (وفاقد الشيء لا يعطيه).

وقد تحدث في الورقة الثانية والدنا سعادة /عبدالله الشرهان (عضو المجلس الوطني السابق بإمارة رأس الخيمة) – و قد كان الانفعال والجرأة بالحديث واضحاً عليه – حيث أكد بقوله أن (الثقافة والهوية والتربية والمجتمع ) مواضيع كان لها الصوت الكبير في المنابر على مستوى مجلس التعاون الخليجي، وذلك أن موضوع الهوية ارتبط مع الخصوصية الثقافية، والهوية هي تلك الثقافة التي تشكل بيئة معينة للأفراد في المجتمع عبر الأزمان والسنين وهي تفاعل جميع فئات المجتمع بما يسمى بالإرث أو التراكم الثقافي والمعرفي.

إذاً الهوية هي السفينة المحملة بثروات الماضي لنعبر بها إلى المستقبل، ولكن الخوف هو بأن تغرق هذه السفينة ونصبح غرباء ولاجئين في مجتمعناوذلك لهيمنة اللغة الانجليزية وخاصة بين طلبة المدارس أبنائنا أجيال المستقبل، ويفسر (بو يوسف) ذلك بأنه بعد فشل المشروع الغربي لاستعمار المنطقة، حاول الدخول من أبواب المدرسة حيث أصبحت هي المستهدف الأول في الحاضر ومن ثم العائلة في المستقبل، وهي نوع من عمليات التغريب والعولمة والهيمنة الثقافية لتدمير الهوية وخاصة بالمنطقة العربية .

وقد طالب صناع القرار بوضع إستراتيجية وطنية على مستوى عالي من الحرص وتحمل المسؤولية ، وذلك لمقاومة التغريب وضياع الهوية على جميع قطاعات المجتمع, والتربية جزء أساسي ومهم ورئيسي وذلك لأهمية المدارس في تنشئة جيل مؤمن بكتاب الله متمسك بعقيدته محافظ على هويته الثقافية ولغته العربية ، وذلك ما نص عليه الدستور والقانون الاتحادي رقم (5) لعام 1971م .

وقال قبل الختام صحيح أن هناك قصوراً في مناهجنا ولكن لا يوجد هناك قصور في لغتنا، وصحيح أيضاً أن هناك قصوراً في برامجنا التربوية ولكن لا يوجد قصور في قيمنا وديننا وأخلاقنا والتي يجب أن نحافظ عليها.

وقد تحدثت في الورقة الثالثة والأخيرة الأستاذة والإعلامية والصحفية/حصة سيف، و دار حديثها عن دور الإعلام في التعليم وذكرت تأثير صناعة الرأي العام في المجتمع وذلك للمساهمة بالتدخل السريع لمعالجة الخلل وإتخاذ القرارات المناسبة.

وذلك بتسليط الضوء على الخلل في المسيرة التعليمية بفضح الممارسات الخاطئة بواسطة المقالة و القصة أوالكاركتير وعمل لقاءات صحفيه مع المختصين بشؤون التعليم وذلك لتسليط الضوء على آرائهم وأفكارهم في التطوير والتحسين.

يتضح من ذلك أن تأثير الإعلام في المسيرة التعليمية كبير وعظيم وذلك بتهويله لبعض القضايا أو الظواهر السلبية و الآثار المترتبة عليها مما ينتج عنها إتخاذ قرارات صارمة وحازمة، لإصلاح الخلل في المنظومة التعليمية قبل فوات الأوان.

وقد كانت هنالك مداخلات جريئة ومتميزة من الحضور فقد أثار أحد الحضور قضية المدرسين المبعدين من وزارة التربية والتعليم، وقال بأنه يفتخر لأنه قد تخرج علي أيديهم فقد كانت لهم بصمات متميزة في المسيرة التعليمية بالدولة طوال الفترة الماضية ، وأن العديد من قيادات المجتمع اليوم هم ممن تعلموا وتتلمذوا على أيديهم، وأنه يجب اليوم أن نقف معهم حتى يعود الحق لأصحابه.

وأخيراً.أقول بأن المعرفة والعلم هي سلاح الحرية ضد الجهل والعبودية، وأن نكون في مؤخرة عالم من الأحرار، خيراً ألف مرة من أن نكون في مقدمة عالم من العبيد

منقـــــــــــــــول

جزاج الله خير على الموضوع

بس الواقع مخالف لما يقال والمواطن مضطهد وكثير من المواطنين فنشوهم والى الله الشكوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.