تخطى إلى المحتوى

التداوي بالأعشاب موسوعة الأجداد الطبية

خيارات المريض في الماضي، لم تكن متوفرة كما في الواقع المعاش الآن، إذ اعتمد الآباء والأجداد في علاجهم سابقاً على وصفات من الأعشاب توفرها الصيدلية المنزلية، وأكثر قليلاً الذهاب إلى «المطوع» لتلقي العلاج إن كانت الحالة صعبة نسبياً. راشد سعيد بن حريز الظهوري أحد نــاقلي التراث، يسلط الضوء على حقيقة استخدام الأعشاب الطبيعية وجدواهــا في العلاج قديماً، فعلى سبيل المثال، كانت أوراق شجرة «السدر» تستخدم في علاج الأمراض الجلدية، إذ تُطحن أوراقها وتُمسح على الجسد، وكذلك تســتخدم في غسل الأموات.
علاج «الفلت»
أما «الظفر» فهي نبتة تعالج التواء بعض أعضاء الجسد كاليدين والرجلين، وتوضع بعد طحنها على أماكن محددة من «الفلت» وهو مكان الألم الذي غالباً ما يكون في الرسغ أو الجوزة، وتضرب على العظم المتأثر ثلاثة أيام متتالية. ويضيف الظهوري: قبل وضع الدواء يجب مزج نبتة «الظفر» مع الماء على موضع الألم كي يتبخر ويلين العظم.
ويشير إلى أنه ثمة نبتة يطلق عليها «الغتة»، وهي نبتة جبلية شديدة المرارة تستخدم لعلاج مرضى السكري، فقديماً كانوا لا يعرفون هذا المرض، إنما ينظر طبيب القرية إلى وجه المريض فإذا كان شاحباً يستخدم «الغتة»، مؤكداً أن النبتة خضعت حديثاً إلى تجارب طبية، وحققت مفعولها بخفض الســكر في الدم إلى درجة «صفر» ما أصاب الأطباء بالذهول، وينصح بمــزجها بالعسل حتى لا تنخفض نسبة السكر في الدم كثيراً عند المصاب.
«الجعدة» والمعدة
ومن الأعشاب الأخرى المستخدمة في العلاج، «الجعدة» وهي من الأعشاب المتعارف عليها في الإمارات ومنطقة الخليج، وتستخدم هذه النبتة لعلاج آلام المعدة ومعظم الأمراض الباطنية، ويمكن غليها مع الماء، أو طحنها وتناولها مباشرة كما يفعل البعض، أما «قنفر الثعلب» فهي من النباتات التي تُستخدم في تشخيص حالة المريض، وتُوضع على الأماكن الحساسة في الجسم مثل «الغضاريف» والعمود الفقري، وإذا شعر المريض بالألم يبدأ مفعولها بامتصاص الماء والدم الإضافي في الجسم، وإن كان هناك مشاكل صحية أكبر سينتج عنها ارتفاع في درجة حرارة الجسم وآلام جانبية أخرى.

البواسير والناسور
ويشير الظهوري إلى أن البواسير والناسور قديماً، كانا يعالجان بواسطة «الحنظلة» وهي نوع من الأشجار الزاحفة على التربة، يُستأصل جزء صغير منها ويثبت على موضع الألم، وقد يخرج الدم من الجسم بكميات كبيرة تستدعي البقاء على الفراش لثلاثة أيام، ويتعمد البعض مسح أسفل الرجلين تخفيفاً على المريض من الآلام الشديدة.

كما اعتمد الناس قديماً عشبة «بعبع التيس» أو «السريو»، كما يتعارف عليها، وهي متوفرة بقلة الآن نتيجة ندرة سقوط الأمطار، وتُستخدم لتجبير الكسر بعد مزجها بالحليب، وقد أثب«الميسم»تت دراسة أُجريت مؤخراً أن مزج الحليب مع النبتة يساهم في تقوية العظام نتيجة احتواء الخلطة على كميات مشبعة من الكالسيوم ما يساعد على عملية الجبر بسرعة.
الوسم
الوسم هو كيٌّ بالنار باستخدام آلة نحاسية يطلق عليها ، والكي من الطرق البدائية في العلاج، وتختلف عمليات الكي وأبرزها «مطرق»، الذي يكون بوضع «الميسم» ورسم علامة تشبه المقص، والطريقة الثانية بوضع آلة النحاس وإزالتها سريعاً ويطلق عليها «نكتة»، ويمكن استخدام الأخيرة في إصابات الظهر نتيجة حمل أشياء ثقيلة.
وعادة ما يكون الوسم في العظمة السابعة من العمود الفقري التي يطلق عليها «اليامعة»، ويمكن معالجة مرضى الكبد الوبائي بالكي ثلاث مرات تحت الثدي بمسافة ثلاثة أصابع، مع تناول العسل والكركم يومياً في الصباح لنحو 14 يوماً. وهناك أنواع أخرى من الكي، كثيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.