تخطى إلى المحتوى

الأعمال الصالحة لا تنقطع بعد انتهاء رمضان !

خليجية
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرورأنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله . أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق ، فبلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق جهاده ، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
أيهاالإخوة :
فمن المناسب أن نتكلم عن موضوعين :
1- هل انقضىعمل الإنسان بانقضاء شهر رمضان !؟

والجواب على هذا السؤال : لا . إن عمل الإنسان لا ينقطع إلا بالموت ، لقول الله تبارك وتعالى : ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) . [ الحجر : 99 ] . أي : حتى يأتيك الموت ، ولقوله تعالى عن يعقوب : ( يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّإِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) . [ البقرة : 132 ] . ولقول النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – : ( إذا مات الإنسان انقطع عملهإلا من ثلاث ) . فلم يجعل النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – أمدًالانقطاع العمل إلا بالموت .
ثم هل العمل الذي يؤدى في رمضان؛ كالصوم ، والقيام ، والصدقة هل انقطع بانتهاء رمضان !؟
لا
هناك صيام أيام مشروعة غير رمضان ، منها : صيام الأيامالست من شوال ، فإن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – قال : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال فكأنما صام الدهر ) . وهذه الأيام الستة ينبغي أن تلي شهر رمضان ، أي : أن يشرع فيها الإنسان من اليوم الثاني من شوال ، ويتابعها لما في ذلك من السبق إلى الخيرات ، ولأن هذا أسهل ؛ لأن الإنسان قد اعتاد الصوم في رمضان فيسهل عليه الاستمرار فيه ، ولأن الإنسان إذاأخرها ربما يحصل له التسويف فيقول : غدًا أصوم . غدًا أصوم حتى تنقضي الأيام ، وهذهالأيام الستة تابعة لرمضان ، فمن صامها قبل أن يقضي ما عليه من رمضان فإنه لا ينال ثوابها ؛ لأن الرسول – عليه الصلاة والسلام – قال : (منصام رمضان ثم أتبعه ) . ولو صامها قبل القضاء لكانت متبوعة لا تابعة .

فإن قال قائل :ربما يكون هناك عذر ، ربماترك صوم رمضان لمرض ، واستمر به المرض إلى آخر شوال ، ثم شفاه الله وشرع في القضاء وخرج شوال ، فنقول حينئذٍ : يصومها تابعة لرمضان ولو في ذي القعدة ، ولو خرج شهرشوال ؛ وذلك لأنه ترك صومها في شوال لعذر فقضاها من بعده ؛ كما أن رمضان يترك للعذرويقضى بعده .

ومن الصيام المشروع :أن يصومالإنسان يوم عرفة ، فإن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – قال : ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ) . إلا الحاج فلا يسن له أن يصوم يوم عرفة ؛ من أجل أن يكون قويًا متفرغًاللدعاء في ذلك اليوم .

ومن الصيام المشروع :صوم يوم عاشوراء ، وهو اليوم العاشر من شهر محرم ؛ لأنه اليوم الذي أنجى الله موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه ، ولكن يصوم قبله اليوم التاسع ؛ لقول النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – : ( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ) .

ومن الصيام المشروع :صوم عشر ذي الحجة؛ لأن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – قال : ( ما منأيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر ) . والصوم من العمل الصالح

.

ومن الصيام المشروع :أن يصومالإنسان ثلاثة أيام من كل شهر ، سواء من أول الشهر أو وسطه أو آخره ؛ لأن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ، لا يبالي أصامها من أول الشهر أو وسطه أو آخره ، لكن الأفضل أن تكون في أيام البيض ، أي : في اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر .

ومن الصيام المشروع :أن يصوم يوم الإثنين والخميس ؛ لأن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – كان يصومهما ويقول : ( إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال علىالله ، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم ) .

ومن الصيامالمشروع :أن يصوم يومًا ويفطر يومًا ، وهذا أفضل الصيام ، لقول النبي – صلىالله عليه وسلم – لعبد الله بن عمرو بن العاص : ( صم يومًاوأفطر يومًا فذلك صيام داوود وهو أفضل الصيام )
إذًا : الصيام هل انقطع بانتهاء رمضان أم لا !؟ لا .
القيام : هل انقطع بانتهاء رمضان !؟لا، القيام مشروع في كل ليلة ، والأفضل بعد منتصف الليل إلى أنيبقى سدس الليل فتنام ، الأفضل أن تنام النصف الأول من الليل ، ثم تقوم الثلث ، ثمتنام السدس ، هكذا أرشد النبي – صلى الله عليه وسلم – عبد الله بن عمرو بن العاص ،وقال : ( إن هذا قيام داوود وهو أفضل القيام ) . فإن لم يتيسر لك ذلك فقم ولوقليلاً في آخر الليل ، لأن الرب – عز وجل – ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : ( من يدعوني فأستجيب له ، من يسألنيفأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له ) .

واختم صلاتك بركعة التي هي الوتر ؛لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – سئل عن صلاة الليل !؟ فقال : ( مثنى مثنى ، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت ما قد صلى ) .
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق لما يحبه ويرضاه إنه على كل شيء قدير .

اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كماصليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ..

اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كماباركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ..
فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.