الحمدلله وحده , والصلاة والسلام على من لانبي بعده .
أخي المسلم: يا من أسرتك الهموم، وزاحمتك الغموم، فأرقت ليلك وسودت نهارك وهدت بدنك، وأشغلت بالك، يتيه بها فكرك، ويضيع ببها رشدك، وينصاع لها هزلك وجدك. تذكر أن الله جل وعلا ما خلقك لتشقي.. بل لتسعد وترضى.. وأنه سبحانه جعل لتلك السعادة ثمنًا: هو صبرك على البلاء.
قال صلى الله عليه وسلم «
إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتلي فصبر »
فجعل الله السعادة في الصبر على البلاء، وجعل الهموم والشقاء في الجزع عند البلاء. الصبر كالصبر مر في تذوقه لكن عواقبه أحلى من العسل .
فوطن نفسك على الصبر، وتحمل كل بلاء ابتلاك الله به، سواء في مالك أو في بدنك أو زوجك وبيتك !.
وتذكر أن عين الله جل وعلا تراك وتنظر منك هل ستصبر فتشكر أم تجزع فتكفر.
ثم تذكر أن الله ما ابتلاك إلا لأنه أراد لك الخير في دنياك وآخرتك، فإما يغفر بالبلاء ذنبك، وإما يرفع به قدرك.
فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليودن أهل العافية يوم القيامة، أن جلودهم قرضت بالمقاريض مما يرون من ثواب أهل البلاء ) .
وعن أبي بريدة عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ويحسبها عائشة قالت: مرض رسول الله مرضًا اشتد منه ضجره أو وجعه، قال: فقلت: يا رسول الله، إنك لتجزع أو تضجر، لو فعلته امرأة منا عجبت منها، قال أوما علمت أن المؤمن يشدد عليه ليكون كفارة لخطاياه )
قال ابن القيم رحمه الله: (ولهذا كان الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له كما أنه لا جسد لمن لا رأس له.. )
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "خير عيش أدركناه بالصبر".
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أنه
:
"ضياء
وقال « ومن يتصبر يصبره الله »
وفي الحديث الصحيح عجبًا لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له )
وقال للمرأة السوداء التي كانت تصرع، فسألته: أن يدعو لها:
« إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك »
فقالت « إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها »
وأمر الأنصار، رضي الله عنهم، بأن يصبروا على الأثرة التي يلقونها بعده، حتى يلقوه على الحوض.. وأمر عند ملاقاة العدو بالصبر.. وأمر بالصبر عند المصيبة. وأخبر: أنه إنما يكون عند الصدمة الأولى.
وأمر المصاب بأنفع الأمور له، وهو الصبر والاحتساب،فإن ذلك يخفف من مصيبته، ويوفر أجره،
والجزع والتسخط والتشكي يزيد في المصيبة ، ويذهب الأجر. وأخبرصلى الله عليه وسلم في الصبرأنه خير كله، فقال ( ما أعطي أحد خيرًا له وأوسع من الصبر ).
مما راق لي
ربي