في صبيحة أحد الأيام دخلت إلى صفحتي في الفيس بوك فتفاجأت بكم هائل من التعليقات المفردة التي وضعت من أشخاص على حائط صفحتي وكأنها مكانا لنشر صورهم وإعلاناتهم وأقوالهم ، فتضايقت كثيرا من ذلك ، حيث أنها لم تكن المرة الأولى ، لكنها الأكثر .
فقررت أن أفقه أصدقائي بإتيكيت الإنترنت ، والتي من ضمنها إتيكيت الفيس بوك ، وكتبتها على جدار صفحتي ولاقت استجابة مبشرة من الأصدقاء ، لذا أحببت أن أنشرها هنا ، كي نتقن جميعا فنون ومهارات وأدآب التعامل مع الإنترنت بشتى مواقعه .
فإتيكيت الإنترنت هي قوانين وقواعد تضبط السلوك الذاتي في التصفح والدردشة والنشر والمراسلت وغيرها ، وقد وُضعت اتفاقية دولية قديمة عند ظهور هذا المصطلح ( نتيكيت ) – اتيكيت الإنترنت – في العام 1983 أي قبل ظهور الويب ، فهي تضبط وتترجم رقي لغة الخطاب الإلكتروني ، وطريقة التواصل الإلكتروني .
فعند تعاملنا مع الإنترنت نتعامل حتما مع عالم افتراضي متعدد الثقافات والأديان ومختلف الجنسيات والأعمار والفئات ، لذا علينا أن نراعي عدة أشياء وفي مقدمتها ، نتذكر الإنسان ، فنحن نعامل بشر خلف هذه الصفحات ، لكن المعاملة هنا قد تكون أصعب بكثير ، لأنها خلت من الإيحاءات والإيماءات الحركية ، وجاءت الأحرف والرموز للتعبير عنها ، فالإحترام هنا فرض قبل كل شيء ، لأننا حينها نتعامل مع انسان آخر أو جماعة من خلال جهاز وشبكة ، لكن المتلقى انسان له كرامة واحاسيسه ومشاعره ، وعلينا أن نحترمها ونقدرها .
ويختلف الإتيكيت بين المنتديات والدردشة وكتابة الرسائل وتصفح المواقع ، لكنها تشترك في بعض الأمور البسيطة .
وقبل سرد نقاط الإختلاف والتشابه يجب معرفة أن عالمنا الإفتراضي مفتوح تماما ، لذا يجب اختيار الكلمات وانتقائها جيدا عند كتابتها ، مع الموضوعية في الطرح ، والبعد عن المزاح بالكتابة لأنه قد يُساء فهمه ، وخاصة في المنتديات والرسائل .
كما أنه من المهم عند التعليق في المنتديات قراء شروط وقوانيين المشاركة الخاصة بالمنتدى ، مع الحرص على عدم المساس بأيٍ كان ، وعدم النقل مع مواقع أخرى بدون ذكر موقعها الأصلي ، لأن هناك حقوق للملكية الفكرية تسري على كل من يستخدم هذه التقنية .
فالمستخدم للإنترنت تسري عليه القوانيين والتشريعات العامة للدولة التي يقطنها ، وأيضا من المحضورات في الإستخدام السلبي للإنترنت ، هو استغلالها في المصالح الخاصة أو نشر الشائعات وإشاعة الفوضى .
ومن القواعد المتعلقة بالكتابة للإنترنت ، هي عدم استخدام الأحرف الكبيرة في الكتابة باللغة الإنجليزية ، فهي تعني الزجر والتوبيخ ، وكذلك تكرار الأحرف كثيرا ، وخاصة في الرسائل والمنتديات أما في غرف الدردشة والشات فلا مانع من استخدام التكرار وإضافة الأشكال مع المقربين من الأصدقاء .
وبالنسبة للرسائل يجب مراعاة كتابة عنوان للرسالة والإختصار في المحتوى والتوقيع بالإضافة إلى تنسيق وتقسيم الرسالة إذا كانت طويلة ، وأعلم أنها رسالة وليست لوحة فنية أو صورة فالكثيرون من يتفنون في الأولوان والخطوط والأحجام والأشكال وكأنها مهرجان وهذا خطأ .
أيضا ضع في حسبانك أن المتلقي للرسالة قد لا يتحمل جهازه فتح رسالتك فلا تبعث ملفات ذات أحجام عالية ، وقد لا يكون لديه البرنامج الخاص بفتح ما أرسلته له ، لذلك احرص على أن تكون الرسالة ذات حجم صغير وبصيغة برامج بسيطة في متناول الجميع .
ومن الذوق والإتيكيت أن لا أقوم بإعادة ارسال أحد أصدقائي لجميع من عندي إلا بإذنه ، وطريقة الإرسال تكون بصيغة bcc وليست cc حتى لا تقوم بتسريب الإيميلات الخاصة بك ونشرها للآخرين .
أما في غرف الدردرشة فيجب علينا أن نختار لأنفسنا إسما مستعارا جيدا ، لأن تأثير الإسم المستعار على نفسياتنا فعال جدا ، فكن ذو شخصية تعتز بإسمها المستعار ، وأنبذ عنك أسماء العنف أو اليأس ، وعند دخولك الوهلة الأولى لغرف الدردشة عليك إلقاء التحية والتعريف بنفسك لأن هناك أناس لا يعرفونك ، إن لم يكونوا جميعهم ، بعد ذلك أنتظر قليلا وأفهم ما يدردشون به وإن كنت تمتلك المعرفة في ذلك شاركهم ، ولا تشارك في ما لا تفقهه بل استفد مما يقولون ، وعند دخول أي شخص غريب عليك الترحيب به كما تحب أن يرحب بك عند دخولك أول مرة ، كما أنه من الواجب مراعاة عدم تكرار الأحرف والإستهتار بالكلام وإلقاء الألفاظ البذيئة ، وإرسال أشكال وألوان مختلفة بما هو مبالغ فيه وخارج عن وقته المناسب ، وقبل مغادرة الدردشة بإمكانك الإستئذان والمغادرة ، إذا رغبت بالتواصل مع شخص ما ، فلا تقوم بإرسال إيميلك الخاص على غرف الدردشة العامة ولا أرقام هواتفك ، لأن هذا قد يعود بالإساءة عليك أنت مستقبلا .
أما بالنسبة لبرامج الشات وخاصة التي تعتمد على الخصوصية كالماسينجر بإمكانك التعامل مع المقربين منك بأريحة ليست مفرطة أيضا ، وذلك في الكتابة وتكرار الأحرف ، وكن حريصا على عدم إرسال واستقبال الملفات والصور في كل الحالات لأن بعضها قد يرسل أو يستقبل بحسن نية ويكون محمل بفايروس لا يعلمه المرسل أو المتلقي .
في المواقع العامة مثل الفيس بوك ، هناك كثير من السلوكيات الخاطئة التي تتنافى مع الإتيكيت ، مثل نشر مواضيع أو صور على حائط أصدقائك بدون أخذ الإذن منهم ، علما بأن حائطهم هو ملك لهم ولا يحق لك نشر ما تريد عليه ، إلإ بموافقتهم .
وهناك بعض الأصدقاء من لا يراعي خصوصيات زملائه فيحاول إرسال العديد من الدعوات لأصدقاء أصدقائه حبا في الظفر بأكبر عدد من الأصدقاء ، وقد يسيء لأحدهم وينعكس هذا سلبا على صديقه لأنه يعتقد أن هذا من أعز أصدقائه ، فيا صديقي لا تسيئ إلى أصدقائي فأنت مرآتي .
ومنها الآداب في التعامل مع مثل هذه المواقع عدم نشر صور فاضحة أو أكثر خصوصية وخاصة للفتيات لأنهن قد يتعرضن للقرصنة أو الهاكر ، أو بحسن نية قد تحتفظ إحدى صديقاتها بصورتها وبطريقة ما يتم إختراق جهازها وتسريب الصور ، لذا لا نلقي بأنفسنا إلى التهلكة بعلمنا .
إحرص أن تكون صفحتك في مثل هذه المواقع عنوان لثقافتكم وإهتماماتكم وهوايتك أكثر من موقع للدردشة ، فللدردشة مواقعها الخاصة .
مقال للاعلامى وخبير الاتيكيت-طارق الشميرى