فإذا كانت الدنيا بأسرها وما فيها لا تساوي في عين النبي صلى الله عليه وسلم شيئا أمام ركعتي الفجر فماذا يكون فضل صلاة الفجر بذاتها ؟ لن يلج النار
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من حافظ عليها وعلى العصر دخل الجنة وأبعد عن النار فقد روى البخاري ومسلم قوله صلى الله عليه وسلم " من صلى البردين دخل الجنة "
وقال صلى الله عليه وسلم " لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " والبردان هما صلاة الفجر والعصر ,"
——————————————————————————–
قرآن الفجر
يقول تعالى " وقرءان الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا " وقرآن الفجر هو صلاة الفجر التي تشهدها الملائكة , وقد فصل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل , وملائكة بالنهار , ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر , ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلّون وأتيناهم وهم يصلّون "
فما أسعد أولئك الرجال الذين جاهدوا أنفسهم , وزهدوا بلذة الفراش ودفئه , وقاوموا كل دوافع الجذب التي تجذبهم إلى الفراش , ليحصلوا على صك البراءة من النفاق , وليكونوا أهلا لبشارة النبي صلى الله عليه وسلم بدخول الجنة , ولينالوا شرف شهود الملائكة وسؤال الرب عنهم . ولعظمة الفجر أقسم الله فيه إذ قال " والفجر وليال عشر .
——————————————————————————–
أخي المسلم أختي المسلمة – لشهود هذه الصلاة التي تجدد الإيمان وتحيي القلوب ، وتشرح الصدور ، وتملأ النفس بالسرور ، ويثقل الله بها الموازين ويعظم الأجور تذكروا: إن لذة الدقائق التي تنامُها وقت الفجر لا تعدل ضَمّةً من ضمّات القبر ، أو زفرة من زفرات النار، يأكل المرءُ بعدها أصابعه ندماً أبد الدهر ، يقول : ( رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت) فتباً للذة تعقب ندماً ، وراحة تجلب ألماً.
أيها الأخ الفاضل، أيتها الأخت الفاضلة : تذكروا نعمة الله التي تتوالى تباعاً عليك وانظروا في حال قوم ينام أحدهم ورأسه مثقل بالهموم والأحزان وبدنه منهك من التعب بحثاً عن لقمة يسد بها جوعته ، يستيقظ صباح كل يوم إما على أزيز المدافع ، أو لفح البرد أو ألم الجوع ، وحوله صبية يتضاغون جُوعاً ، ويتلَّوون ألماً ، وأنتم هنا آمِينٌين في سِرْبِكم ، معافون في أبدانكم ، عندكم قوتُ عَامِكم ، فاحذروا أن تُسلبَ هذه النعمة بشؤم المعصية ، والتقصير في شكر المنعم جل وعلا.
إخوتي وأخواني في الله : هل أمنتم الموت حين أويتم إلى فراشكم ، فلعل نومتكم التي تنامونها لا تقوممون بعدها إلا في ضيق القبر.فاستعدوا الآن ، مادمتم في دار المهلة ، وأعدّوا للسؤال جواباً ! ، وليكن الجواب صواباً.نسأل الله أن نكون ممن يستمعون الحق فيتبعون أحسنه ، وأن يختم لنا ولكم بخاتمة السعادة ، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته
@اللهم اغفر لي ولوالديه والمؤمنين والمؤمنات المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات@
@ سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته@