تاريخ النشر: الثلاثاء 14 ديسمبر 2024
أزهار البياتي
في إطار الاحتفال بأسبوع الموضة الروسي لربيع وصيف 2024، وبمشاركة عدد كبير من مصممي أزياء أوروبا الشرقية، تميّز المصمم الروسي سلافا زايتسيف بمجموعة جديدة للموسمين القادمين، والتي قدم من خلالها أسلوبه المتفرد في تنسيق الألوان والخامات وبطراز مبتكر يختزل بها كل فنون وثقافة روسيا القديمة، ليدمجها ضمن اتجاهات الموضة العصرية.
من خلال تشكيلته الجديدة، التي أطلقها في أسبوع روسيا لموضة ربيع وصيف 2024، اختار المصمم الروسي سلافا زايتسيف أن تتأرجح أزياؤه بين الماضي والحاضر، حيث طاف بالحضور في رحلة من الخيال ليروي لهم قصة متسقة من التزاوج الفني بين الشرق والغرب وانعكاساته على الأزياء الروسية الحديثة، حيث جمع المصمم ما بين السمات الشرقية للزي الروسي التقليدي، وبين الشكل المعاصر للموضة الغربية.
الشرق والغرب
يعد زايتسيف المصمم الأول في روسيا، حيث وصل إلى مصاف المصممين العالميين منذ سبعينيات القرن الماضي، فأصبح اسمه ولعقود مرادفا للأناقة والذوق الرفيع، بعد أن أثبت أنه الأفضل في عدة مجالات بدءا من الأزياء والموضة، ومرورا بفنون الديكور والتصميم الداخلي، ثم انتهاء برسم اللوحات الزيتية وفن حياكة الكنفا التي تعلق حاليا في كبرى صالات المتاحف العالمية.
ومن خلال منصة أسبوع الموضة الذي أقيم مؤخرا في مدينة مينسك عاصمة روسيا البيضاء، عرض زايتسيف مجموعة جديدة مختلفة ومتنوعة وبكل المقاييس، حيث خرجت عارضاته الجميلات وهن يرفلن بموديلات ملونة وزاهية، بعضها كان يمثل جزءا من الحضارة الروسية القديمة، والشكل التراثي الكلاسيكي للأزياء التقليدية لأوروبا الشرقية، والبعض الآخر مثل التناول المعاصر والشكل الحديث للموضة الغربية والأوروبية، وكأن المصمم أراد أن يضع جمهور الحضور في مقارنة فنية بين إبداعات الشرق والغرب، وبين أصالة الماضي وأناقة الحاضر، ولكن بأسلوبه الخاص وفي إطار رؤيته الخلاقة والمتقدة في مجال الأزياء، وقد تضمنت التشكيلة عددا من القطع الراقية ذات القصّات الأنيقة من تايورات، فساتين قصيرة مع معاطف، بنطلونات ضيقة، موديلات للسهرة، وبعض القطع الشرقية المستوحاة من الثقافة الروسية القديمة، والمنفذة بأقمشة غنية ووثيرة من البروكار المّذهب، والحرير المطبّع، والصوف الخفيف.
ديور الأحمر
لم يدخر الروسي زايتسيف لونا لم يضعه ضمن مجموعته الأخيرة لموسمي ربيع وصيف 2024، وكأنه أراد أن يختزل الحياة ضمن باقة ألوان تشكيلته، مستلهما من الربيع زهوته ومن الصيف إشراقه، ليّلون أزياءه بعدة ظلال وتدرجات لونية مؤثرة وجذابة، بدأها أولاً من الأبيض السكري، فالبيج العاجي، ثم الأصفر الكراميل، والبرتقالي المشمشي، والزهري الفوشيا، فالأزرق الفيروزي، مع العديد من القطع المهمة التي اتشحت باللوّن الأحمر القاني والتي تميزت بشكل خاص مع الموديلات العصرية والطراز الغربي للمصمم، ما ذكر الحضور بطراز يشبه كلاسيكيات كريستان ديور السابقة، ليستحق زايتسيف اللقب الذي أطلقه عليه الإعلام والذي حي أسماه “ديور الأحمر” نسبة إلى انتمائه للحزب الشيوعي إبان حقبة الاتحاد السوفيتي السابق.
بالمحصلة لخص المصمم من خلال عرضه الأخير كل شغفه وموهبته من خلال عناصر جمالية ملونة تحاكي الحياة وتروي سيرته المثيرة في مجال الموضة والأزياء، ليتفرد مرة أخرى، لاسيما أنه أخذ ولعقود على عاتقه شرف النهوض بالموضة والفن في روسيا، فلفت أنظار كل العالم إلى ثقافة، وحضارة، وتاريخ بلده العريق.