إلى من رضيت بـالله ربـاً ، وبـالإسـلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ،
إلى من رضيت بفاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة بنت الصديق ، وحفصة بنت الفاروق أسوة حسنة…
إلى من أعزها الله بالإسلام ووقفت وسط جاهلية القرن الـعـشـريـن تـمـسـك بحبل الله المتين وتحرص على مرضاته ، وترغب في الفرار إليه لتفوز في الدنيا والآخرة وتـكـون لها الحياة الطيبة
{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ولَنـَـجْـزِيـَـنَّـهُـمْ أَجْـرَهُـم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
إلى شريكة العبد المسلم وحارسة قلعة العقيدة… إليها في بيتها (بـيـت الـدعــوة)..
أهدي هذه الكلمات ، لتعلم أنها في بيتها تقف على خط الدفاع الأول ضد أعداء الإسلام ، وأن وقفتها هذه تمثل نقطة الارتكاز في دائرة امتداد هذا الدين ، وأن نسيج ثوبها الشرعي هو نسيج الراية الإسلامية في الصراع بين الإسلام ومن يكرهون الإسلام ويعادونه ويحاربونه .
أختاه…
تعلمين أنه فـي مـكـة ، وحـيـن كـان الإســلام يعيش غربته الأولى ، كانت المرأة بجانب الرجل في مسيرة الدعوة أختاً وزوجاً وأمًا تعيش همه؛ بل كان ربع المجتمع الوليد في مكة من النساء ، وعاشت المرأة هذه المرحلة تحاول مـع زوجـهــا إزالـة غـربــة الإسلام وتحفظ السر وتكتمه…
وتعلمين – يا أختاه –
أن هذه الغربة الأولى للإسلام…غربة النبي –صلى الله عليه وسلم- وأسرة ياسر وبلال وغيرهم.. قد عادت للذين يقولون ربنا الله لا قيصر ، والحاكمية لله لا للبشر ،.. وأن هؤلاء الغرباء مكلفون أن يصلحوا ما أفسد الناس ، فمهمتهم كمهمة الغرباء الأوائل أن يزيلوا غربة الإسلام ويمكنوا له في الأرض!
وتـعـلـمـيـن – يـا أخـتـاه –
أن من أهم ما نحتاجه في هذه الأيام و مستقبلا صمود الظاهرة الاجتماعية الإسلامية في وجه الظـاهرة الاجتماعية الغربية الغالبة الآن ، والتي تحمل بين طياتها عوامل فنائها من العفن الخلقي والشقاء المعيشي!!.
وتعلمين – يا أختاه –
أن بيتك خلية من خلايا كثيرة يتألف منها الجسم الحي للواقع الإسلامي ، فبيتك قلعة من قلاع هذا الدين ، وفي هذه القلعة يقف كل فرد على ثغرة حتى لا ينفذ إليها الأعداء.
وأنت – يا أختاه –
حارسة هذه القلعة ، ولقد أفردك الرسول صلى الله عليه وسلم بالمسؤولية فقال:
« والأم راعية في بيتها ومسؤولة عن رعيتها » فأنت حارسة النشء الذين هم بذور المستقبل … وطفلك اليوم هو رجل الغد وامرأة الغد ،
ولكل دوره في إعلاء كلمة الله في الأرض ، وينبغي أن يؤهل منذ مولده بإعطائه القدر المضبوط من الحب والحنان والرعاية بغير نقص مفسد أو زيادة مفسدة!! ثم حماية مبادئ الإسلام ومفاهيمه في ذهنه.