كيف يسكن الشيطان في رحم المرأة ؟

فكان جواب الشيخ بالآية الكريمة : " لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء , يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور , أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير "

ثم يستطرد الشيخ برده فيقول :
أولا : العقم عند الرجال إما عضوي وهذا علاجه عند الأطباء ، وإما و إما السبب الجن وهو يعالج بالقرآن والرقى الشرعية والأذكار النبوية , وكيفيته " يقصد العقم " أن يقوم الشيطان أحيانا بالضغط على خصيتي الرجل فتفرز أقل من العدد المطلوب للإنجاب , ويقوم بقتل الحيوانات المنوية فلا يتم الإنجاب إلا أن يشاء الله .

ثانيا ، يقول الشيخ العقم عند النساء إما عضوي وهذا علاجه عند الأطباء أو بسبب الجن وهذا يعالج بالرقى الشرعية والأذكار , وكيفيته أن يقوم الشيطان بالاستيطان داخل رحم المرأة فيفسد عليها البويضات فلا يتم الإخصاب و ثم يكمل الشيخ المذكور بقية رده شارحا أسباب العقم عند الرجال والنساء , بسبب الجن وهو في شرحه لهذا العقم يتجاوز ويرتقي ويتساوى بما يتمتع به أطباء العقم من علم ومعرفة ودراية وسنوات طويلة من الدراسة والخبرة والممارسة الفعلية اليومية , حي يقول الشيخ لعلاج العقم عند الرجال أو النساء أن يدهن الرجل والمرأة , الظهر والصدر بزيت الزيتون النقي قبل النوم ويؤخذ العسل النقي وغذاء الملكة من العسل كل يوم على الريق ويستمر على ذلك لمدة ثلاثة أشهر كي يحقق المقصود … انتهى الرد .

فالمتعن في رد الشيخ المذكور على السائل بأنه قال في بداية جوابه عليه , أن الله سبحانه وتعالى هو واهب الذرية لمن يشاء وخالق العقم لمن يشاء وليس للشيطان أو الجن أو السحرة يد في هذا الذي يقوله الشيخ ,

فإذا كانت كل هذه الأمور هي بيد خالق هذا الكون العظيم فهؤلاء المردة الشياطين والجن والسحرة ليست لديهم القدرة على منع إرادة الله سبحانه وتعالى , هذا أولا ,

وثانيا فكيف عرف الشيخ المذكور بالأعمال التي يقول بها عن الشيطان بأنه الضاغط على خصيتي الرجل كي يمنعه من فرز الحيوانات المنوية لتكفي للإنجاب ,

ثم أنه كيف عرف بأن الشيطان يسكن في رحم المرأة كي لا تنجب ,

وهل لهذا الشيخ المقدرة في معرفة كيفية تصرف الشيطان أو الجن أو السحرة وأعمالهم وأين يسكنون وينامون ,

وهل الجن عندما يسكن في رحم المرأة يمارس حياته كما يمارسها الإنسان من أكل وشرب وقضاء حاجة .

وإذا كان ذلك كذلك , فهل السكن في رحم المرأة دائم أم مؤقت كي لا تحمل وتجهض جنينها ؟

ومن أين يأتي الجن بأكله وشربه وهو ساكن في رحم المرأة ,

وهل الأكل والشرب وقضاء الحاجة هو شيء مادي أم معنوي أم هلامي أم ماذا ؟

ولماذا يسكن الجن رحم المرأة , وما الذي بينه وبينها كي يسكن الجن رحمها لئلا تحمل ,

وهل رحم المرأة هو المكان المناسب لسكن الجن ,

وهل يوجد سكن أكثر راحة من رحم المرأة ,

وإذا كانت للجن مثل تلك المقدرة في منع الإنجاب , فهؤلاء لهم المقدرة في عمل المعجزات الكبيرة التي يعجز عن عملها البشر العاديون ؟

وإذا كان الوضع بهذه الصورة التي يرويها الشيخ المذكور وأنه باستطاعته أن يمنع الجن من ممارسة ما يرغبون في ممارسته , فهذا يدل دلالة أكيدة بان هذا الشيخ ومن على أمثاله هم خارجون وخارقون للطبيعة الإنسانية التي خلقها الله سبحانه وتعالى للبشر ,

ولكي لا أطيل على القارئ الكريم , سرد ما أقول أكثر مما سردته ’ فبودي القول أن المصادفة خلقت لي هالة ضبابية عندما كنت أتجول بأحد أسواق العاصمة , وإذا بي أمام إحدى المكتبات وتقع عيناي على كتاب سماه مؤلفه السيد وحيد عبد السلام بالي " الصارم البتار في التصدي للسحرة الأشرار " فاشتريته وبعد قراءتي له حتى الصفحة 203 الخاصة بعلاج بعض أنواع العقم كما هو معنون بأعلى هذه الصفحة , وإذا برد الشيخ المذكور في بداية المقال على الرجل العقيم , مقتبس بكاملة من الكتاب المذكور , وليس للشيخ أي جهد يذكر في رده ماعدا نقله لما جاء في الكتاب السابق ذكره , وبهكذا أمور يتلاعب هؤلاء المشايخ الذين يدعون العلم والمعرفة بعواطف ومشاعر الناس البسطاء الذين يرجون منهم علما نافعا ومعرفة صادقة و إذا بهم يحرفون القول عن موضعه ويمارسون أفعالا وطقوسا لا تتماشى والدين الإسلامي الحنيف الذي دعا لكل قول حسن وفعل أمين مصدره الإيمان بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة .

ولعل ما نهدف اليه أيضا من هذا المقال هم أصحاب الصحف والمجلات الذين يتيحون المجال لمثل هؤلاء , ويرتقون منابر تلك الصحف ليشيعوا فيها شذوذهم

….