الصيام معنــاه وحكمــه والحكمــة مــن الصــوم
الصيام في اللغة: معناه الإمساك ، ومنه قوله تعالى :
( فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً)(مريم: 26)
أي نذرت إمساكاً للكلام فلن أكلم اليوم إنسياً .
أما في الشرع : فهو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس .
======================
حكم صيام رمضان
صيام شهر رمضان فرض بنص الكتاب والسنة ، وإجماع المسلمين ،
قال الله تبارك وتعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (183)
إلى قوله : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) (البقرة:183-185) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم
" بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ،
وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج بيت الله الحرام".
وقال عليه الصلاة والسلام : " إذا رأيتموه فصوموا".
وأجمع المسلمون على أن صيام رمضان فرض ، وأنه أحد أركان الإسلام ،
فمن أنكر فرضيته كفر ، إلا أن يكون ناشئاً في بلاد بعيدة لا تعرف فيها أحكام الإسلام
، فيعذر بذلك ، ثم إن أصر بعد إقامة الحجة عليه كفر.
ومن تركه تهاوناً مع الإقرار بفرضيته فهو على خطر ، فإن بعض أهل العلم يرى أنه كافر مرتد ،
ولكن الراجح أنه ليس بكفار مرتد ، بل هو فاسق من الفساق لكنه على خطر عظيم.
======================
{يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
عرفنا ما هي الحكمة من إيجاب الصوم، وهي التقوى والتعبد لله سبحانه وتعالى،
والتقوى هي ترك المحارم، وهي عند الإطلاق تشمل فعل المأمور به وترك المحظور،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه).
وعلى هذا يتأكد على الصائم القيام بالواجبات وكذلك اجتناب المحرمات من الأقوال والأفعال،
فلا يغتاب الناس ولا يكذب، ولا ينم بينهم، ولا يبيع بيعاً محرماً. ويجتنب جميع المحرمات،
وإذا فعل الإنسان ذلك في شهر كامل فإن نفسه سوف تستقيم بقية العام.
ولكن المؤسف أن كثيراً من الصائمين لا يفرقون بين يوم صومهم ويوم فطرهم،
فهم على العادة التي هم عليها من ترك الواجبات وفعل المحرمات، ولا تشعر أن عليه وقار الصوم،
وهذه الأفعال لا تبطل الصوم، ولكن تنقص من أجره،
وربما عند المعادلة ترجح على أجر الصوم فيضيع ثوابه.
الشيخ ابن العثيمين رحمه الله
ربي لا حرمنا من مواضيعج. .
رُزقتِ أعالي الجِنانْ ورِضى الرّحْمَن ♥
مُحَمَّدٌ رَسولُ الله ,,